<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 03:18:16 Nov 06, 2015, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية

لعلّ «الفنون الحرفية التقليدية » هي المظهر المادي الأوضح للتراث الثقافي غير المادي. على أن اتفاقية عام ٢٠٠٣ تهتم أساساً بالمهارات والمعارف المتصلة بهذه الفنون وليس بالمنتجات الحرفية نفسها. وبدلاً من التركيز على حفظ المصنوعات الحرفية، ينبغي أن تركز محاولات الصون على تشجيع الحرفيين على الاستمرار في إنتاج مصنوعاتهم وعلى نقل ما لديهم من مهارات ومعارف إلى الآخرين، وخصوصاً في مجتمعهم نفسه.

معرفة زافيمانيري في حرفة الخشب Zafimaniry

وهناك العديد من أشكال التعبير عن مهارات الفنون الحرفية التقليدية: الأدوات؛ والملابس أو الحلي؛ والأزياء والأثاث الخاص بالاحتفالات وفنون الأداء؛ وحاويات التخزين والأشياء المستخدمة في التخزين والنقل وتأمين المأوى؛ وفنون الزينة والأشياء الخاصة بالطقوس؛ والآلات الموسيقية والأدوات المنزلية؛ والألعاب، سواء منها ما هو للتسلية أو للتعليم. وكثير من هذه الأشياء تُعدّ لاستخدامها خلال فترة قصيرة من الوقت، من قبيل ما يصنع لأغراض الطقوس الاحتفالية، في حين أن غيرها تبقى جزءاً من المتاع المُورَّث من جيل إلى جيل. كما أن المهارات المستخدمة في صنع الأشياء الحرفية متنوعة هي أيضاً على غرار الأشياء نفسها، ويمكن أن تكون من الأعمال التفصيلية الدقيقة، مثل صنع نذور من الورق، أو تكون من المهام الصعبة الخشنة مثل صنع سلة متينة أو بطانية سميكة.

وعلى غرار الأشكال الأخرى من التراث الثقافي غير المادي تتعرض الأشكال التقليدية من مهارات الفنون الحرفية لتحديات كبيرة تطرحها العولمة. فالإنتاج الجماهيري، سواء على مستوى الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات أو في الصناعات المنزلية المحلية، كثيراً ما يورّد البضائع الضرورية للحياة اليومية بتكلفة أقل، من حيث المال والوقت، بالمقارنة بالإنتاج اليدوي. ويكافح كثير من الحرفيين للتكيّف مع هذه المنافسة. كما تؤثر الضغوط البيئية والمناخية على توافر الموارد الطبيعية الأساسية. وحتى في الحالات التي تتطور فيها المهارات الحرفية التقليدية لتصبح صناعة منزلية، فإن زيادة حجم الإنتاج يمكن أن تتسبب في الإضرار بالبيئة.

الخنجر الأندونيسي الملتوي “كريس”

ومع تغير الأحوال الاجتماعية أو الأذواق الثقافية، يمكن للاحتفالات والمناسبات التي كانت في الماضي تتطلب إنتاجاً حرفياً مفصلاً أن تتحول إلى المزيد من التقشف، مما يقلل من الفرص المتاحة للحرفيين للتعبير عن أنفسهم. ويمكن للشباب في المجموعات المعنية أن يجدوا التدريب الطويل أحياناً واللازم لتعلم الكثير من أشكال الحرف التقليدية قاسياً، وأن يفضلوا التماس العمل في المصانع أو في صناعة الخدمات، حيث العمل أقل قساوة والأجر أفضل في كثير من الأحيان. كما أن كثيراً من التقاليد الحرفية تتضمن «أسراراً للصنعة » يتعين عدم تلقينها للغرباء، ولكن المعارف هذه يمكن أن تختفي تماماً إذا لم يتوفر من أفراد الأسرة أو المجموعة من لديه الاهتمام بتعلمها، ذلك أن تقاسمها مع الغرباء يشكل انتهاكاً للتقاليد.

ويتمثل هدف الصون في هذا المجال، كما هو الحال بالنسبة للأشكال الأخرى من التراث الثقافي غير المادي، في نقل المعارف والمهارات المرتبطة بالحرف التقليدية إلى الأجيال المقبلة بحيث تستمر ممارسة الحرفة في المجتمعات نفسها، سواء كمصدر للرزق أو كتعبير عن الروح الخلاقة والهوية الثقافية.

ولكثير من التقاليد الحرفية نظم قديمة للتدريب والتتلمذ. ويتمثل أحد الأساليب التي دللت على نجاحها في تدعيم هذه النظم وتعزيزها في تقديم حوافز مالية للطلاب وللمعلمين تجعل عملية نقل المعارف أكثر اجتذاباً للطرفين.

The “Maître d’art” Jean Dominique Fleury, painter on glass, among its apprentices

كما يمكن تدعيم الأسواق المحلية التقليدية للمنتجات الحرفية، وكذلك إنشاء الأسواق الجديدة في الوقت نفسه. فعلى سبيل الاستجابة للعولمة والتصنيع، يستمتع كثير من الناس في مختلف أنحاء العالم بالمنتجات المصنوعة يدوياً التي تتجسد فيها معارف صانعيها الحرفيين المتراكمة وقيمهم الثقافية، والتي تعطى بديلاً أكثر ليناً عن الأشياء العالية التقنية التي تهيمن على الثقافة الاستهلاكية العالمية.

ويمكن في حالات أخرى أن يعاد غرس الغابات كمحاولة للتعويض عن الأضرار التي نزلت بالحِرف التقليدية التي تعتمد على توفر الأخشاب كمادة أولية. وفي بعض الحالات قد يكون هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير قانونية لضمان حقوق المجتمعات في استخدام مواردها، مع التكفل بحماية البيئة في الوقت نفسه.

ويمكن لتدابير قانونية أخرى، من قبيل حماية الملكية الفكرية وتسجيل البراءات أو حقوق النشر، أن تساعد المجموعة المعنية على الاستفادة من رموزها وحرفها التقليدية. ويمكن في بعض الأحيان لتدابير قانونية موجهة لأغراض أخرى أن تشجع الإنتاج الحرفي. من ذلك مثلاً أن الحظر المحلي على استخدام الأكياس البلاستيكية بصورة مبددة أن ينشط سوق الأكياس والعلب الورقية التي تحاك يدوياً من الأعشاب، مما يسمح بازدهار المهارات والمعارف التقليدية.