بناء مقر اليونسكو الجديد
جرى تدشين المبنى الرئيسي الواقع في ساحة فونتنوا بباريس والذي يحتضن مقر اليونسكو، في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1958. وقد قام ثلاثة مهندسين معماريين من جنسيات مختلفة وتحت إدارة لجنة دولية بوضع مخططه على نحو يشبه فيه شكل الحرف Y.
ويقوم المبنى المسمى"النجمة الثلاثية" بأكمله على 72 دعامة من الأسمنت. وقد اشتهر في العالم أجمع ليس فقط لأنه يحتضن منظمة مشهورة وإنما لمواصفاته المعمارية أيضا. ويضم المبنى مكتبة التجارية لليونسكو، التي تحتوي على جميع منشورات المنظمة بالإضافة إلى مجموعة هامة من الطوابع والمسكوكات فضلاً عن قسم لتذكارات اليونسكو.
وقد شيدت لاحقاً ثلاثة مبان أخرى لتكملته. ويحتوي المبنى الثاني القائم في شكل "أكورديون"، على القاعة الكبرى البيضاوية التي تعقد فيها الجلسات العامة للمؤتمر العام. ويقوم المبنى الثالث في شكل مكعب بينما يتكون المبنى الرابع من طابقين دون مستوى سطح الأرض يضمان مكاتب موزعة بحيث تطل على ستة أفنية محفورة تحت مستوى الأرض.
وبالإمكان زيارة هذه المباني التي تحتوي على عدد كبير من الأعمال الفنية الفريدة.
وفي الفترات الأولى من نشوء اليونسكو، كانت المنظمة تشغل مبنى فندق "ماجستيك"، وهو مبنى كان فندقاً في الماضي ويقع قرب جادة الشانزليزيه، في شارع كليبر في باريس. فكان الموظفون موزَّعين في الغرف القديمة ويرتبون ملفاتهم في مغاطس الحمامات. وعند تصميم موقع ساحة فونتنوا، طلبت اليونسكو من فنانين كبار أعمالاً مخصصة لتزيين أماكن المبنى وخصصت بعض هذه الأعمال للتعبير عن السلام الذي هو الهدف الأسمى للمنظمة.
وتم مع مرور الزمن اقتناء أعمال أخرى، كما أن هناك أعمالاً قدمتها دول أعضاء إلى المنظمة. ولذلك فإن هذا المتحف العالمي الذي يرمز إلى تنوع الإبداع الفني في العالم يضم أعمالاً لبيكاسو، وبازين، وميرو، وتابييه، ولو كوربوزييه، وكثيرين غيرهم من الفنانين المشهورين أو المغمورين.