رصد أنشطة تطوير التعليم وتنسيقها
يمثل التعليم حقاً أساسياً من حقوق الإنسان ويؤدي دوراً رئيسياً في تمكين الأشخاص من ممارسة الحقوق الأخرى. ومع ذلك، لا يزال يوجد في العالم 774 مليون شخص أمي و57 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس الابتدائية والكثير من الشبان والشابات والراشدين والراشدات الذين لا يتعلمون ما ينبغي لهم تعلّمه كي ينعموا بحياة صحية ومنتجة.
وبسبب مجموعة من العوامل تشمل الفقر، واللامساواة بين الجنسين، والعزلة الجغرافية، والانتماء إلى أقلية معينة، لا يزال التعليم الجيد حلماً بعيد المنال بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص، ولا سيما الفتيات الفقيرات في المناطق الريفية اللواتي يعتبرن من الفئات التي تواجه أشد الصعوبات في الانتفاع بالتعليم.
وتتمثل إحدى المسؤوليات الرئيسية لليونسكو في ترويج حق كل صبي وفتاة، وكل شاب وشابة، وكل راشد وراشدة، في الانتفاع بالتعليم الجيد مدى الحياة، وذلك بصرف النظر عن طبيعة البيئة التعليمية التي يقررون الالتحاق بها (نظامية أو غير نظامية أو غير رسمية).
وتنسق المنظمة أيضاً أنشطة الحركة الدولية لدعم التعليم للجميع وتتولى مسؤولية رصد التقدم المحرز في تحقيق الأهداف التعليمية المتفق عليها دولياً.
وفيما يخص مرحلة ما بعد عام 2015 - يمثل هذا العام الموعد النهائي الذي حدده المجتمع الدولي لتحقيق أهداف التعليم للجميع - تتابع اليونسكو ما يُسجل من تطورات في مجال التعليم عن طريق إجراء بحوث محددة وحفز النقاشات على الصعيد الدولي.
الحق في التعليم
أعدت الأمم المتحدة واليونسكو وثائق تقنينية تحدد الالتزامات القانونية الدولية المرتبطة بحق الجميع في الانتفاع بالتعليم.
وتروج المنظمة حق الجميع في التعليم عن طريق رصد التدابير المتخذة لإنفاذه، وبناء القدرات، وإعداد التقارير بشأن التقدم المحرز. وإلى جانب ذلك، تساعد اليونسكو البلدان على وضع أطر قانونية وتنشط في تعبئة شركائها العالميين لمعالجة قضايا تتعلق بالحق في التعليم.
قيادة حركة التعليم للجميع
تتولى اليونسكو تنسيق الجهود الدولية المبذولة لتحقيق أهداف التعليم للجميع الستة، وذلك بالتعاون الوثيق مع الحكومات والوكالات الإنمائية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والقطاع الخاص. وتركز الأنشطة التي تضطلع بها اليونسكو بوصفها الوكالة الرائدة المعنية بحركة التعليم للجميع على خمسة مجالات رئيسية هي الحوار بشأن السياسات، والرصد، والترويج، وتعبئة الأموال، وتنمية القدرات. ومنذ عام 2011، تولت اليونسكو قيادة عدة مشاورات بشأن جدول أعمال التعليم لمرحلة ما بعد عام 2015.
التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع
يرمي التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع الذي تنشره اليونسكو سنوياً ويعده فريق مستقل إلى رصد التقدم المحرز على الصعيد العالمي في تحقيق الأهداف الستة للتعليم للجميع. ويقدّم التقرير كل سنة أدلة ومعلومات تتعلق بمواضيع محددة مثل سبل إنصاف الفئات المحرومة، والنزاعات، ومهارات الشباب، والتدريس والتعليم، من أجل تيسير عمل راسمي السياسات. ويرتكز التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع على بيانات مستمدة من مجموعة متنوعة من المصادر منها معهد اليونسكو للإحصاء الذي يُعد المعهد الرائد في العالم في مجال إحصاءات التعليم الدولية.
إعادة التفكير في مفهوم التعليم
بالإضافة إلى رصد الأوضاع فيما يخص التعليم، تعمل اليونسكو "كمركز فكر" لتوجيه النقاشات العالمية المتعلقة بمستقبل التعليم. وتضطلع اليونسكو بدورها هذا عن طريق تحليل الاتجاهات الإنمائية المستجدة ودراسة تأثيرها على النظم التعليمية وعلى عملية التعلّم. كما تستعرض المنظمة البحوث المتعلقة بالسياسات التعليمية وتقترح توجهات استراتيجية لتطوير السياسات التعليمية.
روابط مفيدة