التنوع
يشكل موضوع تعزيز التنوع والدفاع عنه ركيزة من ركائز المهمة العالمية التي تضطلع بها اليونسكو منذ إنشائها. فالميثاق التأسيسي للمنظمة الذي صيغ في عام 1945 يشير إلى الحرص على تأمين "التنوع المثمر للثقافات". أما الإعلان العالمي بشأن التنوع الثقافي الذي اعتمدته المنظمة بعد تاريخ إنشائها بنصف قرن تقريباً، فيؤكد أن "الدفاع عن التنوع الثقافي واجب أخلاقي".
ولا تقتصر أهمية الأنشطة الداعمة للتنوع الثقافي على أنها تحفز الإبداع الذي يمثل محركاً للابتكار والتنمية المستدامة. فهذه الأنشطة تتيح أيضاً تعزيز التفاهم والمجتمعات الجامعة والتعايش السلمي. ويُعد الاختلاط غير المسبوق للثقافات في عالمنا الذي تسوده العولمة مصدر إثراء كبير. وبغية الاستفادة من هذا الواقع إلى أقصى حد، يتعين علينا مساعدة الأجيال الجديدة على اكتساب المهارات اللازمة في مجال التفاعل الثقافي واحترام التنوع كي تتعلّم العيش معاً في مجتمعات متماسكة.
وترمي الأعمال التقنينية والأنشطة العالمية لليونسكو إلى ضمان الاعتراف بتساوي جميع الثقافات في الكرامة عن طريق صون التراث العالمي المادي وغير المادي المتعدد الأوجه وكافة أشكال التعبير الثقافي، وتعزيز الحوار بين الثقافات - من خلال أنشطة متنوعة مثل مشروع طريق الرقيق ومصنفات التاريخ العام والتاريخ الإقليمي - وعن طريق دعم السياسات الإنمائية الوطنية المتمحورة حول الإنسان والمراعية للخصوصيات الثقافية.