<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 03:36:39 Dec 15, 2015, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

Aspects of Islamic Cultures

Home
Volumes
Researcher network
arrowfr_wh.gif (76 octets) وصف المشروع
arrowfr_wh.gif (76 octets) اللجنة العلمية الدولية
arrowfr_wh.gif (76 octets) المؤلفون
Online edition
arrowfr_wh.gif (76 octets) فصل على الانترنت
arrowfr_wh.gif (76 octets) معرض الصور

Description of Project

وافق المؤتمر العام لليونسكو في دورته التاسعة عشرة على أن يتخذ المدير العام الإجراءات اللازمة لإعداد ونشر مؤلف عن مختلف جوانب الثقافة الإسلامية.

وكان الغرض المستهدف من ذلك هو تقديم هذه الجوانب على نحو يراعي فيه تاريخ وحاضر هذه الحضارة التي تطلع إلى مستقبل يضاهي الدور البارز الذي اضطلعت به والأمجاد العريقة التي شهدتها في ماضي أيامها.

لقد كانت الحضارة الإسلامية طوال العصور الوسطى قطب جذب على الصعيد العالمي. ‏وتمكنت من تزويد الشعوب التي اعتنقت الإسلام، في الرقعة الممتدة من بحر الصين إلى شواطئ المحيط الأطلنطي في إفريقيا، بنسق متكامل من المرجعيات والقيم الثقافية التي شكلت وحدتها وصانت الخصائص المميزة لها في الوقت نفسه. يضاف إلى ذلك أن الحضارة الإسلامية التي ظلت تصبو منذ بزوغها إلى الشمول والعالمية مارست على جيرانها في مجالات عديدة تأثيرا ليس إلى نكرانه من سبيل.

وعلى امتداد القرون الوسطى اهتم العف المفكرون والعلماء المسلمون بالتراث اليوناني الغني واستنبطوا نظريات خاصة بهم حصبت تربة العصور الوسطى اللا‏تينية ومن ثم انبثقت البراعم المبشرة بميلاد النهضة الأوروبية، فكانوا حلقة وصل لا غنى عنها في نقل المعارف والعلوم؛ تلك العملية التي تقف شاهدا رائعا على اتصال حلقات الملحمة الإنسانية.

وقد أسهم الفلاسفة والجغرافيون والفيزيائيون وعلماء الرياضيات والزراعيون والأطباء المسلمون في مغامرة العلم التي لا حدود لها، فتدفقت المعارف من صقلية ومن الأندلس. ولعل الرواية المشكوك في صحتها والتي تزعم أن ابن رشد أتى إلى إيطاليا وألقى من الدروس بجامعة بادوا ما تردد صداه في جحيم دانتي إنما ترمز إلى تنقل المعارف على هذا النحو فكأنها حبوب لقاح نثرتها رياح التبادل المخصب.

إن الثقافة الإسلامية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ والتي لا تزال تفيض حيوية وفتوة قد وضعت رؤية للإنسان وللعالم علي حدّ سواء واستحدثت فلسفة وطريقة في الحياة مازالت تشهد لها حتى اليوم الآثار الرائعة لتراثها الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من التراث الإنساني.

غير أن هذه الثقافة التي عرقلت مسيرتها لفترة بعض الظروف المعادية قد استطاعت أن تجد في مواردها الذاتية الطاقة اللازمة للنهوض من عثرتها. واستمساكها بجذورها لا يمنعها بأي حار من أن تسعى إلى أن تتبوأ مكانها في هذا القرن أو من أن تشارك في الراهنة أو أن تفتح صدرها لحوار الثقافات المحفز.

إن سلسلة المجلدات التي تتناول مختلف جوانب الثقافة الإسلامية - ويستهلها هذا المجلد - تطمح إلى تعريف القراء على أوسع نطاق ممكن بشتى جوانب هذه الثقافة الحية، ومنها الأُسس الفقهية ‏التي تشكل أركان العقيدة وتمثل الأساس الذي يقوم عليه الصرح بأكمله؟ ووضع الإنسان والمجتمع في العالم الإسلامي؛ واستعراض ‏انتشار الإسلام منذ أن نزل الوحي في المناطق العربية والآسيوية والإفريقية والأوروبية إذ فتحت أبوابها للعقيدة الجديدة ودراسة السبل التي كفلت بها حقوق الشعوب التي اعتنقتها؛ والإسهام الحيوي الذي قدمته الثقافة الإسلامية في مجال العلوم والتقنيات؛ ومغامرة المعرفة الإنسانية؛ وإنجازات الحضارة الإسلامية ‏ذات الطابع التربوي والثقافي في مجالات الأدب والفنون التشكيلية والمعمارية؛ وأخيرًا الإسلام في عالم اليوم حيث تتجاذبه الرغبة في الاستمساك بتراثه من جهة وف وضرورة تحقيق الحداثة من جهة أخرى.

وهذه المجلدات التي خصصت لمختلف جوانب الثقافة الإسلامية لا ترمي إلى التخصص والتبحر، ولا إلى التبسيط، وإنما تطمح إلى أن تكون عملا تتحقق فيه الصرامة العلمية ويشارك في إعداده علماء مرموقون في العالم الإسلامي. وإلى هؤلاء العلماء أود أن أتوجه بجزيل الشكر.

ويحدو اليونسكو الأمل في أن يكون هذا التعاون الواسع النطاق بين علماء مسلمين مساهمة متواضعة في النهضة الثقافة التي شرعت فيها البلدان الإسلامية غداة نيل استقلالها الوطني.

وإذ تسعي اليونسكو لاسترجاع أصالة الثقافة الإسلامية وإبراز حاضرها في آن واحد، فإنّها تعكف على عمل يستغرق إنجازه وقتا طويا ‏ويستدعي جهدا عظيما. وهي إذ تفعل ذلك، إنما ترغب في أن تظل وفية لرسالتها الرمية إلى صون وتطوير القيم الخاصة بكل ثقافة من ثقافات العالم بغية توثيق عرى الحوار بين الثقافات باعتباره وسيلة سلمية لا غنى عنها لتحقيق التفاهم بين الشعوب والأمم.