تم تنظيم منتدى القادة في إطار الاحتفال بذكرى مرور 70 عاماً على تأسيس اليونسكو، وخُصص لتكريم ضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

قال سعادة السيد ستانلي موتومبا سيماتا، رئيس الدورة الثامنة والثلاثين للمؤتمر العام، في ملاحظاته الافتتاحية: "على الرغم من الأحداث الدامية التي وقعت يوم الجمعة الماضي، فإننا نجتمع اليوم هنا، بوصفنا ممثلين عن الأمم تحت راية اليونسكو، في الاحتفال بذكرى مرور 70 عاماً على تأسيس منظمتنا، وذلك لنعلن للعالم أجمع أن الروح الإنسانية لن تُخمد البتة. ولنقول أيضاً إن نزعة الإنسانية إلى السلام والتسامح والعيش المشترك يجب أن أن تُبعث من جديد".

ومن جانبها، تناولت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في ملاحظاتها الافتتاحية الأحداث الدامية والمروعة التي صدمت باريس والعالم بأسره. وقالت في هذا الصدد:"إن هذه الهجمات إنما تشكل اعتداءات ضد الإنسانية التي نتشاطرها. ولا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نقبلها. كما لا يمكن لنا البتة أن نستسلم لها. فعلينا أن نتضامن، وأن نقف بجانب فرنسا، وبجانب جميع النساء والرجال، وكافة المجتمعات".

وإذ ذكّرت المديرة العامة بالشعار الوارد في الميثاق التأسيسي لليونسكو والمتمثل في عبارة "لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم بجب أن نبني حصون السلام"، فإنها قالت "إن تحقيق هذا الشعار بات أمراً ملحاً ومهماً اليوم أكثر من أي وقت مضى".

أما القائم بأعمال رئيس الدولة في ليبيا، معالي عقيلة صالح عيسى قويدر، فقد سلط الضوء في كلمته على ضرورة مكافحة الإرهاب وبذل كافة الجهود لوقفه، مع إجراء إصلاح لمنظومة الأمم المتحدة. كما أنه دعا المجتمع الدولي إلى "تيسير التعاون للتصدي للتحديات المطروحة حالياً، وهو التعاون الذي تقوم اليونسكو بدور رائد لتحقيقه".

ثم أعرب القائم قويدر عن تقديره للعمل الذي تضطلع به اليونسكو من خلال مهمتها ومجالات اختصاصها. وقال في هذا الصدد:"إن اليونسكو تقوم بدور فريد من نوعه في منظومة الأمم المتحدة،  وذلك في مجالات التربية والعلم والثقافة والاتصالات والمعلومات، إذ أنها تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكذلك في بناء سلام دائم".

وفي هذا السياق، أكّد القائم بأعمال رئيس الدولة في ليبيا على "أهمية ما تقدمه ليبيا في مجالات التنوع الثقافي والحوار بين الأديان وثقافة السلام، وذلك بغية التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه عالم اليوم، وهو الأمر الذي تقوم فيه اليونسكو بدور رائد، وذلك على الصعيدين الدولي والإقليمي". كما أنه أعلن أنه "يلتزم التزاماً راسخاً بتوفير زخم جديد لعلاقات التعاون القائمة منذ أمد طويل مع اليونسكو وبتفعيل مجموعة واسعة النطاق من البرامج في مجال التعليم التي توقفت أثناء الأوضاع العصيبة التي مرت بها بلاده".

وتجدر الإشارة إلى أن سعادة السيد عبد القادر المالح، سفير ليبيا ومندوبها الدائم لدى اليونسكو، كان برفقة معالي السيد عقيلة صالح عيسى قويدر أثناء زيارته، فضلاً عن عدد من أعضاء البرلمان الليبي.