هناك ما يقدر بنحو 884 مليون نسمة في العالم، يعيش معظمهم في أفريقيا، لا يحصلون على مياه شرب نقية. ويمثل تنامي عدد السكان والتوسع العمراني المتزايد والتلوث الكيميائي والأنواع المجتاحة العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تدهور نوعية المياه. أما تداعيات ذلك بالنسبة للبيئة والبشرية فإنها بالغة الخطورة. فمن المعروف أن نحو 1.5 مليون طفل يموتون كل عام من أمراض منقولة بواسطة المياه.   تؤكد المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في رسالتها بمناسبة الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للمياه على ضرورة الاستثمار من أجل تحسين نوعية المياه. فهي تقول في هذا الصدد :"لدينا بالفعل المعرفة العلمية التي تمكننا من أن نخطو فوراً خطوات واسعة نحو توفير المياه النقية وخدمات الصرف الصحي، شريطة توافر التمويل. ويخترع الباحثون سبلاً جديدةً ومبتكرةً لحماية المياه السطحية وشبكات المياه الجوفية من التلوّث، ويحسنون من إدارة المياه".  

 ستكون نوعية المياه موضوع مناقشات المائدة المستديرة التي تنظمها اليونسكو مع هيئة الصندوق العالمي للطبيعة في 22 آذار/ مارس، من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى الساعة السادسة مساءً، (مقر اليونسكو،  مبنى فونتنوا، القاعة 4)، وذلك بحضور السيدة شانتال جوانو، وكيلة وزارة البيئة في فرنسا. ويضم اجتماع هذه المائدة المستديرة خبراء مثل محمد العربي بوقرة، الأستاذ السابق في كلية العلوم، جامعة تونس، وجان ـ كلود لوفيفر، الرئيس الشرفي لمتحف التاريخ الطبيعي في باريس، ورينيه هابير، الأستاذ في جامعة باريس 7 والباحث في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية.  

إن اليونسكو، باعتبارها الوكالة الرئيسية للأمم المتحدة في العلوم والتعليم في مجال المياه، تساهم في تقييم حالة موارد المياه العذبة، وذلك من خلال "تقرير تنمية الموارد المائية في العالم" الذي يصدر كل ثلاثة أعوام وينسقه البرنامج العالمي لتقييم الموارد المائية الذي تستضيف اليونسكو أمانته وتقود أعمالها. وإضافة إلى ذلك، فإن "البرنامج الهيدرولوجي الدولي" التابع لليونسكو يشارك بنشاط في تعزيز العلم والمعرفة للمساعدة على حماية نوعية المياه.

***