<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 07:18:55 Dec 19, 2015, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

مسيرة الإصلاح الكبرى في اليونسكو

بدأت إيرينا بوكوفا مسيرة الإصلاح ما إن جرى انتخابها مديرة عامة في عام 2009. وتمثّلت رؤيتها في جعل اليونسكو أكثر أهمية وشفافية. وأدركت منذ أن كانت تعمل سفيرة لدى اليونسكو أنّ برنامج المنظمة يحتاج إلى  مزيد من التركيز وأنّ الإجراءات الإدارية للمنظمة تتطلب مزيدا من الحزم. لكن، كيف يمكن لقائد جديد أن يعمل على تحديث بيروقراطية قائمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؟

 وقامت المديرة العامة، بادئ ذي بدء، بإنشاء فرق عمل مؤلفة من موظفين للنظر في الجوانب المختلفة لعمل اليونسكو. وقررت أيضا تنفيذ توصيات فريق عمل معني بالتقييم الخارجي المستقل للمنظمة. وتعاون فريق العمل هذا مع فرق العمل المؤلفة من موظفين لوضع سيناريوهات للتغيير أُحيلت إلى فريق المجلس التنفيذي العامل المخصص لهذه الغاية. وقامت المجموعات الثلاث المذكورة، التي عملت كفريق واحد، بوضع 86 توصية للتحفيز على إجراء إصلاحات أساسية على مستوى خمسة خطوط عمل رئيسية هي الآتية:

  •    تركيز عمل المنظمة؛
  •    توفير برامج  بطريقة أكثر فعالية في الميدان؛
  •     تحديد مكانة اليونسكو ضمن منظومة الأمم المتحدة؛
  •    إقامة الشراكات؛
  •    تبسيط الحوكمة.

 وكانت عملية التغيير جارية. وكانت تقودها الرغبة الجامحة في ضمان موقع أكثر فعالية لليونسكو في العالم الذي يحيط بها – أي جعلها تحتل مكانة أكثر أهمية ضمن منظومة الأمم المتحدة وتوفر مساعدة إنمائية يكون لها تأثير أكبر.

 لكن ما لبثت الأزمة المالية أن ضربت المنظمة. فعندما قامت الولايات المتحدة بسحب تمويلها في إثر التصويت على قبول انضمام فلسطين إلى المنظمة، خسرت اليونسكو 22 في المائة من ميزانيتها، أي ما يوازي 160 مليون دولار. وفجأة، أصبح عليها جمع الأموال وخفض التكاليف في الوقت عينه الذي كانت تمضي فيه قدما في عملية الإصلاح. فمرّت المنظمة بمرحلة دقيقة للغاية. وتوقّفت النفقات الاستنسابية. وخُفضَت تكاليف السفر والتكاليف المتصلة بالمستشارين بنسبة فاقت 70 في المائة. وخُفضَت تكاليف التجهيزات بنسبة 64 في المائة. إلاّ أنّ المسألة لم تقتصر على خفض التكاليف- إذ قامت اليونسكو أيضا بإنشاء صندوق طوارئ وجمعت مبلغا بلغت قيمته 75 مليون دولار. وأُقفِلت الدفاتر.

    ولم تكن المهمة سهلة؛ إذ إنّ عدا كبيرا من الأشخاص ظنوا أنّ التخفيضات قد تفضي إلى عرقلة عملية الإصلاح. لكن، بطريقة أو بأخرى، جارى جهد الإصلاح والعجز في الميزانية بعضهما البعض. وتم حتى اليوم تنفيذ 65 توصية من أصل الـتوصيات الـ 86 الواردة في حزمة إصلاحات التقييم الخارجي المستقل. كما نُفذ عدد كبير من  التوصيات الأخرى الصادرة عن فرق العمل. واليونسكو هي اليوم منظمة أكثر تركيزا على صعيد كل من مقرها ومكاتبها الميدانية. وقد سلّمها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، قيادة مبادرات جديدة في مجالي التربية والعلوم. وعيّن المجلس التنفيذي إيرينا بوكوفا مديرة عامة لولاية ثانية. وأصبح الإصلاح يشكل جزءا من الثقافة التنظيمية لليونسكو.