ما الذي سيجري تحديدا في مراسم توقيع اتفاق باريس في 22 نيسان/أبريل 2016؟

عندما يتعلق الأمر باعتماد الصكوك الدولية، تدور في خلد الإنسان مجموعة أسئلة عن تلك العملية، فمثلا ربما سألت نفسك: ما هي مراسم التوقيع؟ وماذا يحدث بعد توقيع الصك؟ ومتى يدخل ذلك الصك حيز التنفيذ؟ وربما كنت تسأل نفسك تلك الأسئلة مع اقتراب موعد فتح باب توقيع اتفاق باريس في 22 نيسان/أبريل 2016.  وفي هذا المضمار، إليك بعض الإجابات عن أكثر الأسئلة شيوعا:

 

أبرز الأسئلة الشائعة

يقضي اتفاق باريس بأن يُفتَح باب التوقيع عليه خلال الفترة من 22 نيسان/أبريل 2016 إلى 21 نيسان/أبريل 2017. وقرر السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الاحتفال باليوم الأول لفتح باب التوقيع على الاتفاق، الذي يتزامن مع يوم الأرض، أو (يوم أمنا الأرض)، فوجه الدعوة إلى قيادات جميع البلدان للمشاركة في حفل التوقيع رفيع المستوى، من أجل التعجيل ببدء العمل المتعلق بالمناخ وتعزيز الزخم السياسي تجاه التصديق على الاتفاق وإدخاله حيز النفاذ.
اعتمدت البلدان نص اتفاق باريس، في 12 كانون الأول/ديسمبر 2015. وكان اعتماده لحظة تاريخية شكّلت مسك الختام لسنوات من المفاوضات بشأن وضع نهج عالمي للتصدي لتغير المناخ. وتوصلت البلدان الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ إلى فهم مشترك لبنود الاتفاق، في باريس. لكن لا تزال هناك حاجة لاتخاذ بعض الخطوات الضرورية قبل دخول الاتفاق حيز النفاذ.
تبدأ الخطوة الأولى بتوقيع البلدان على الاتفاق. ويمثل ذلك إشارة منها إلى اعتزامها الشروع في اتخاذ الإجراءات اللازمة على الصعيد المحلي للتصديق على الاتفاق أو قبوله. وحينما تكتمل هذه العملية، تودِع الحكومات الاتفاق بشكل رسمي لدى الأمين العام للأمم المتحدة، باعتباره الوديع للاتفاق وصكوك التصديق أو الموافقة عليه أو قبوله أو الانضمام إليه، التي تعرب عن موافقة البلدان المودعة على الالتزام بالاتفاق.
ينص الاتفاق على أن يبدأ نفاذه في اليوم الثلاثين بعد إيداع ما لا يقل عن 55 طرفا من الأطراف في الاتفاقية الإطارية، والتي تعتبر مسؤولة عمّا لا يقل عن 55 في المائة تقريبا من الحجم الكلي لانبعاثات غازات الدفيئة على الصعيد العالمي، صكوكها المتعلقة بالتصديق عليه أو قبوله أو الموافقة عليه أو الانضمام إليه.
ينص الاتفاق على أن ينفَّذ هذا الشرط عن طريق حساب تلك النسبة بالاستناد إلى أحدث بيانات الانبعاثات المبلغ عنها من قبل الأطراف في الاتفاقية الإطارية في أو قبل تاريخ اعتماده. وقد أتاحت أمانة تغير المناخ هذه المعلومات (التي يجب استخدامها فقط لغرض تحديد شروط بدء النفاذ) على موقعها الشبكي، وكذلك في تقرير مؤتمر باريس، حسب طلب المؤتمر.
سيقام حفل التوقيع في قاعة الجمعية العامة في صباح يوم 22 نيسان/أبريل. وسيُدعى رؤساء الدول والحكومات أو وزراء الخارجية أو غيرهم من ممثلي الحكومات الذين يملكون سلطة توقيع الاتفاق إلى طاولة بجوار المنصة، لكي يمهروا بتوقيعاتهم صفحات معينة من النسخة الأصلية الوحيدة من الاتفاق. ويشكل الاتفاق الأصلي وثيقة كبيرة الحجم، تحتوي النص الأصلي الكامل للاتفاق بجميع لغات الأمم المتحدة الرسمية الست، علاوة على صفحات مخصصة لتوقيعات جميع الأطراف في الاتفاق. وستعقد بعد توقيع الاتفاق جلسات منفصلة وتتاح فيها الفرصة للمشاركين للإدلاء بالملاحظات الوطنية.
ستتاح للبلدان مدة سنة واحدة لتوقيع الاتفاق، ويستطيعون عقب ذلك التصديق عليه أو قبوله أو الموافقة عليه. ومع ذلك تستطيع الدول التي لم توقع الانضمام إلى الاتفاق بإيداع صك انضمام لدى الأمين العام.
يجوز لاتفاق باريس، شأنه في ذلك شأن معظم الاتفاقات الدولية المبرمة تحت رعاية الأمم المتحدة، أن يطلب إلى الأمين العام ليكون الوديع. ويعني ذلك أن الأمين العام هو الشخص الوحيد القيّم على الاتفاق الأصلي، ويؤدي بذلك عددا من المهام الرئيسية المتعلقة بالمشاركة فيه، مثل استلام أية توقيعات على الاتفاق أو أية صكوك أو رسائل ذات صلة به، وإبلاغ الأطراف ببدء نفاذه.
سيكون حفل التوقيع هو الحدث المحوري في ذلك اليوم، لكن هناك أشياء كثيرة أخرى. وسيبدأ الاحتفال بحفل مراسم افتتاحية لمدة ساعة واحدة يشارك فيه زعماء العالم والشباب والمجتمع المدني وممثلون عن القطاع الخاص. وسيعقب ذلك حفل التوقيع نفسه، ثم الجلسات المنفصلة للإدلاء بالبيانات الوطنية. وسيقام حفل غداء يتركز اهتمامه على تعزيز التدفقات المالية التي ستكون ضرورية لتنفيذ الإجراءات المتعلقة بالمناخ، وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، واتفاق باريس، كما سيعقد حوار بعد الظهر للنظر في كيفية تأهب قطاعات المجتمع المختلفة لتنفيذ الاتفاق.
سيساعدنا وجود اتفاق مناخي قوي مدعوم بالعمل على الأرض على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالقضاء على الفقر وبناء اقتصادات أشد قوة ومجتمعات أكثر أماناً وأفضل صحة وأصلح للعيش فيها في كل مكان. وهناك 12 هدفاً من أصل أهداف التنمية المستدامة البالغ عددها 17 هدفاً، تتصل اتصالاً مباشراً باتخاذ التدابير المتعلقة بتغير المناخ – وهذا بالإضافة إلى وجود هدف منفصل مخصص لتغير المناخ.
وستنبثق عن مؤتمر باريس إعلانات عن تدابير جديدة تتعلق بالمناخ تبرز ما يقوم به المجتمع المدني والقطاع الخاص للسير قدماً على سبيل التصدي لتغير المناخ.
لقد أظهر برنامج عمل ليما – باريس، الذي صدرت عنه مئات الالتزامات والمبادرات الجديدة، أن التدابير المطلوبة لمواجهة تغير المناخ مماثلة للتدابير التي تتطلبها خطة التنمية المستدامة.
لقد شهد العالم فترات احترار في الماضي، غير أن ذلك الاحترار لم يحدث في أي وقت كان بهذه السرعة، الأمر الذي يعود للنشاط البشري. من ذلك مثلاً ما طرأ خلال السنوات الست الأخيرة من تغيرات مروعة في القارة القطبية الشمالية.
ويمكننا، إن اتخذنا التدابير اللازمة الآن، أن نحدّ من ارتفاع درجة الحرارة في العالم وإبقائه دون الدرجتين. على أنه يتعين على جميع البلدان وجميع قطاعات المجتمع أن تتخذ تدابيرها اللازمة الآن – وهذا يصبّ في مصلحة الجميع.
إن القيام بذلك ممكن بالتأكيد. كما أن اتخاذ التدابر المناخية الآن منطقي جداً من الناحية الاقتصادية. وستزداد التكلفة كلما تأخرنا في ذلك. ويمكننا بالعمل الآن أن نروج للنمو الاقتصادي وأن نقضي على الفقر المدقع وأن نحسن صحة الناس ورفاههم.
اتفقت الأطراف في باريس على عملية لتحديد النهُج والترتيبات اللازمة للمعالجة الأفضل لاحتياجات تلك البلدان التي تعتبر الأقل تسبباً في تغير المناخ ولكنها الأشد تأثراً به.