نمت المدن على امتداد طرق الحرير لتصبح مراكز حيوية للتجارة والتبادلات يأتي إليها التجار والمسافرون لكي يستريحوا هم ودوابهم ويبدأوا عملية المتاجرة ببضاعتهم. ومن شيان في الصين إلى بخارة في أوزباكستان، ومن جدة في المملكة العربية السعودية إلى البندقية في إيطاليا، كانت هذه المدن تمد الموانئ والأسواق المنتشرة على طول طرق الحرير بالبضاعة وتكسبها زخماً إضافياً. ووفرت هذه المدن للتجار الذين كانوا يسافرون لأسابيع متواصلة قاطعين صحارى قاسية ومحيطات خطرة فرصة للراحة وللبيع والشراء وللقاء غيرهم من المسافرين، فلا يتبادلون فيها البضائع المادية فحسب، وإنما يتبادلون المهارات والعادات واللغات والأفكار أيضاً. وهكذا، استقطب العديد من المدن على طريق الحرير مع مرور الوقت العلماء والمعلمين والفقهاء والفلاسفة، لتضحي من ثم مراكز كبرى للتبادلات الفكرية والثقافية ولبُنات أقيمت عليها الحضارات على مر العصور.

ويعرض برنامج الإنترنت المعني بطريق الحرير قائمة جرد تتضمن كبرى المدن التي نشأت على امتداد هذه الطرق ويقدم شرحاً مختصراً عن تاريخها ودورها الهام في تطوير طرق الحرير. للمزيد من المعلومات، يرجى استخدام زر البحث على اليسار أدناه.