<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 09:17:53 Aug 10, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
culturelogo
unworksoffunhomeoffaboutusoffarchivesoffcaptions_off



اليونيسكو

أفيل يحتفظ بثقافته حية

spacerيبحث أفيل علي ساريه، الذي ينحدر من عائلة قديمة من النساجين في مالي، عن طرق لحماية حرفته من الموت.

وأفيل، المولود منذ 60 عاما في تمبكتو والذي ينتمي إلى قبائل الفولاني، يتذكر كيف كانت الحياة وقتها. ويقول أفيل، الذي يعمل وقد شد خيطين بين أصابع قدمه، إنه منذ زمن ليس طويلا، كانت الأسرة تستطيع أن تستأجر نساجا لمدة عام بأكمله لينسج ما يتراوح بين 10 بطاطين و40 بطانية لزفاف عروس. وكانت الأشكال المعقدة التي يطرزها على القماش المقصب تتمتع في وقت من الأوقات بشعبية واسعة في ليون بفرنسا.

وكان الأفارقة دائما ما يصنعون ملابس فاخرة للاحتفالات الدينية وحفلات الزفاف ولكي يرتديها الرؤساء والملوك. ولهذه الملابس اسم خاص بها في كل بلد - "الكنتي" في غانا، و"البوغولان" في بنن، و"التيراتيرا" في النيجر، و"الندوب" في الكاميرون. ويستغرق صنعها أسابيع، وأحيانا شهورا.

وفي البلدان الفقيرة في أفريقيا، تأتي حرفة النسيج في المرتبة الثانية بعد الزراعة من حيث الأهمية الاقتصادية. غير أن النساجين يواجهون وقتا بالغ الصعوبة بسبب عمليات التحديث واتساع نطاق الفقر. فثلثا سكان المدن الأفارقة يرتدون الملابس الجاهزة، والأقمشة المستوردة من الهند أو الصين لا تتكلف أكثر من نصف الأقمشة المصنوعة محليا.

ويقول أفيل، "الآن، إذا لم تنسج سوى بطانية واحدة، لن تكسب ما يكفي لأن تأكل". ولكي يقيم أوده، يستعين أفيل بأربعة من أبنائه للعمل معه، حيث ينسج كل منهم قطعتين في اليوم تكفيان لصنع بطانية واحدة. ويقول حزينا، "هذه الأيام، عندما تتزوج عروس، فإنهم يشترون ملابسها من داكار بالسنغال، أو من فرنسا أو أمريكا".

وقد أحضرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) أفيل وحوالي 40 من النساجين والحرفيين الأفارقة الآخرين إلى باريس لحضور مؤتمر - حمل اسم "سحرة الخيوط" - لعرض أعمالهم والتنبيه إلى المحنة التي يواجهها النساجون التقليديون ومحاولة إيجاد حلول لها. وكان المؤتمر هو الرابع ضمن سلسلة مؤتمرات عقدت للنساجين من بنغلاديش والبوسنة والهرسك وأمريكا اللاتينية.

ويكافح النساجون للحفاظ على حرفتهم بتشكيل التعاونيات والاتحادات، وبالبحث عن سبل جديدة للشراء بالجملة والحصول على قروض صغيرة وتسويق منتجاتهم. كما انهم يعتمدون على المعارف التي ورثوها من أسلافهم لإرضاء الأذواق الحديثة بالجمع بين التصميمات التقليدية والألوان الأكثر هدوءا في الأقمشة الحديثة مثل الحرير الصناعي.

وتعلم أفيل الكثير في المؤتمر الذي نظمته اليونيسكو. وناقش المشاركون، ومن بينهم وزراء حكوميون، منح إعفاءات ضريبية للمنتجين المحليين للتشجيع على الإقبال على منتجاتهم بدلا من المنتجات المستوردة. كما تحدثوا عن إفراد وضع خاص للأقمشة، وزيادة الإنفاق الحكومي على الثقافة، وتوفير الحماية القانونية للحرفيين، التي أحيانا ما "تسرق" الشركات الأجنبية حقوق ملكيتهم لتصميماتهم أو "تصادرها".

ويقول عبد الله اليماني كاني، وزير الثقافة السنغالي، "الثقافة ليست مجرد نشاط ثانوي، بل أنها أسرع طريق إلى التنمية".

اكتشف المزيدعن عمل اليونيسكو للحفاظ على ثقافتنا الحية. انقر على الوصلات الإلكترونية المجاورة لهذه القصة.


قصص أخرى عن الثقافة:
إنقاذ الكنز|عاصف يستعيد مجتمعا محليا


السابق
أعلى الصفحة
التالي