<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 04:13:08 Aug 13, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

                                            اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف 2016 

خير جليس في الزمان كتاب.

والكتاب حلقة وصل بين الماضي والمستقبل، ووسيلة للتواصل فيما بين الأجيال وفيما بين الثقافات. وهو معين الحكمة والمعرفة الذي ننهل منه ما نحتاج إليه من الحِكم والمعارف، والوسيلة التي نستعين بها لنشر الحِكم والمعارف وتشاطرها.

وقد قال فرانتس كافكا ذات مرة: "يجب أن يكون الكتاب فأساً لتحطيم جليد أرواحنا المتجمدة".

والكتاب سبيل للوقوف على مكنونات النفس البشرية، وسبيل لتفاهم الشعوب وتعارفها واحترام بعضها بعضاً، فلا تحول دون ذلك أوجه اختلافٍ أو حدودٌ جغرافية. وتبيّن الكتب، بمختلف أشكالها، تنوع صور الإبداع البشري وثراء التجارب الإنسانية، وتشهد على سعي الإنسان إلى الوقوف على المقاصد والأفكار والقِيم المشتركة الكفيلة بتوحيد الناس كافة رجالاً ونساءً وتوفير سُبل التقدم والرقيّ والرفاه لجميع المجتمعات. وتساعد الكتب على جمع شمل البشر كافة باعتبارهم أفراد أسرة واحدة من سلالة واحدة يتيح لها ماضيها المشترك، وكذلك تاريخها وتراثها، إرساء أسس مشتركة لمستقبل مشرق يشمل البشر كافة ويراعي احتياجاتهم ويلبي تطلعاتهم.

وتملك الكتب قدرة فريدة على تعزيز الإبداع والارتقاء بالحوار بين الناس كافة رجالاً ونساءً على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم، وهذه هي الرسالة التي تسعى اليونسكو إلى تبليغها إذ تحتفل باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف بالشراكة مع رابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لباعة الكتب والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات. وأشكر العاصمة العالمية للكتاب لعام 2016، وهي مدينة فروتسواف في بولندا، على التزامها بنشر هذه الرسالة في جميع أرجاء المعمورة.

وقد بات تبليغ هذه الرسالة، في ظل الاعتداءات المتواصلة على الثقافة والمخاطر المحدقة بحرية التعبير وأشكال التعصب المتزايد المناهضة للتنوع، أكثر أهمية ممّا كان عليه في أي وقت مضى. وتبيّن الكتب، في الأوقات العصيبة التي تسودها الاضطرابات، قدرة الإنسان على استحضار عالم الواقع وعالم الخيال، وتسخيرهما للمناداة بالتفاهم والحوار والتسامح. وتُعدّ الكتب رموز الأمل والحوار التي يجب علينا الاعتزاز بها والذود عنها.

وقد رحل ويليام شكسبير عن هذا العالم في 23 نيسان/أبريل 1616، وذلك بعد وفاة سيرفانتس بيوم واحد فقط. وإنني لأدعو اليوم جميع شركاء اليونسكو إلى تناقل وتبليغ رسالة مفادها أنّ الكتب وسيلة فعالة للتصدي لما سماه شكسبير "اللعنة البشرية المشتركة التي تجمع بين الحماقة والجهل".

 

رسالة المديرة العامة لليونسكو

السيدة إيرينا بوكوفا

بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف 2016. 

معرض الصور