<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 14:35:02 Aug 10, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
 

رسالة بمناسبة اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا مع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث
السبت 6 شباط/فبراير 2016


 
 
 

لم تكن الحاجة إلى إنهاء ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث أكثر إلحاحا ولا إمكانية تحقيقها أكبر مما هي اليوم، وذلك لتجنب معاناة بشرية لا حد لها، وتعزيز قدرة النساء والفتيات على إحداث تأثير إيجابي على عالمنا.

ويتجلى هذا الإلحاح في الأرقام. فهناك تقديرات جديدة تكشف أن ما لا يقل على 200 مليون من الفتيات والنساء على قيد الحياة الآن تعرضن في عام 2016 إلى شكل من أشكال تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.

وهذه الأعداد مستمرة في التزايد لأن عددا أكبر من البلدان أصبحت تولي اهتماما لممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وتجمع البيانات عنها - وهو ما يمثل تقدما جيدا - ونظرا لأن التقدم المحرز في إنهاء هذه الممارسة لا يواكب النمو السكاني، وهو أمر ليس جيدا على الإطلاق.

وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن عدد الفتيات اللواتي سيتعرضن للبتر كل سنة سيكون أكبر بحلول عام 2030 مما هو عليه اليوم نظراً لارتفاع معدلات الخصوبة ونسبة الشباب من السكان في معظم المجتمعات التي تنتشر فيها هذه الممارسة.

وبما أن هذه الممارسة تزيد من المخاطر أثناء الولادة، فهي تسبب الضرر للفتيات اليوم، وكذلك للجيل القادم.

كما إن إمكانات إسراع وتيرة التقدم نحو النجاح في القضاء على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث واضحة للعيان. وهذا اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا مع ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث هو الأول منذ أن اعتمدت جميع البلدان خطة التنمية المستدامة الملهَمة لعام 2030 مع التعهد بعدم إغفال أحد. وتتضمن أهداف التنمية المستدامة غاية محددة تدعو إلى وضع حد لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

وعندما تُنبذ هذه الممارسة تماما، فإن الآثار الإيجابية سوف يتردد صداها عبر المجتمعات حيث ستستعيد الفتيات والنساء حقوقهن الصحية وحقوق الإنسان المكفولة لهن ويكتسبن إمكانات هائلة.

واليوم أرفع صوتي وأنادي الآخرين إلى الانضمام إلي من أجل تمكين المجتمعات المحلية التي هي نفسها تواقة إلى التغيير. وأنا أعول على الحكومات لكي تفي بتعهداتها بدعم من المجتمع المدني، ومقدمي الرعاية الصحية ووسائل الإعلام والشباب. وتقدم حركة ”كل طفل كل امرأة“ منتدى شراكات من أجل العمل.

وما يشجعني أن تتعالى مجموعة من الأصوات الشابة تطالب بوضع حد لهذه الممارسة - وأنا أردد إصرارهم المبدئي على التمسك بحقوق الإنسان للجميع والدفاع عنها. وأنا أجد مصدر إلهام في محاربي الماساي الشجعان ونجوم الكريكيت، مثل سونيانجا أولي نجايس، الذي سخروا مركزهم ونفوذهم للمطالبة بالحماية لأخواتهم. ومن بواعث تشجيعي أيضا ذلك العمل الذي يقوم به مقدمو الخدمات الصحية، مثل إدنا أدنان، مؤسسا مستشفى الولادة في صوماليلاند الذي تحمل اسمها، والتي تصر على أن كل موظف صحي تحت إشرافها سيكون معدّا إعدادا جيدا للتصدي لهذه الممارسة. وأنا ممتن للاستعانة بصحيفة الجارديان، الذي تقوم بتوسيع نطاق عملها المتعلق بإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في نيجيريا، وإلى العديد من وسائل الإعلام والصحفيين الذي يسلطون الضوء على هذه المسألة الأخرى.

إن بمقدورنا إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث خلال جيل واحد، وهو ما يقربنا إلى عالم يسود فيه الاحترام الكامل لحقوق الإنسان المكفولة لكل امرأة وطفل ومراهق وتوفر فيه الحماية لصحتهم، وحيث يتسنى لهم الإسهام بمزيد من العطاء في مستقبلنا المشترك.