من بين الأسئلة التي تلح علينا كل يوم بوصفي الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن بتغيُّر المناخ هذا السؤال: كيف يمكننا الارتقاء والإسراع بالتغير التحولي المطلوب لمواجهة تغيُّر المناخ؟

وعندما أقول ”يمكننا“ بصيغة الجمع فإنني أعني كلنا جميعاً. وأعني بكلمة ”التحولي“ الجذري. وليس هذا على سبيل المبالغة. فكبار العلماء في العالم يقولون لنا إننا بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نستخدم بها موارد الكوكب الطبيعية – بدءاًً من الغابات ومروراًً بالتربة وحتى النفط – لتفادي أسوأ آثار تغيُّر المناخ.

وقد يبدو أن هذه مهمة مستحيلة، ولكن ها هي الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون – إنها ليست كذلك. فالتغير التحولي يحدث بالفعل. ولعله لا يحدث على النطاق أو بالصورة التي نريدها، ولكنه يحدث.

وهناك آلاف الأمثلة عن مجتمعات، ومدن، وأعمال تجارية، وحكومات في جميع أنحاء العالم يحققون بالفعل الانتقال إلى مستقبل خفيض الكربون. وتتمثل المشكلة في أن هذه الأنباء الطيبة غالباً ما تحجبها أنباء سلبية عن حالة الكوكب. وهذا يجعل من تغيُّر المناخ تحدياً في مجال الاتصالات بقدر كونه تحدياً اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.

 

انخراط المرأة في غواتيمالا في  الزراعية

انخراط المرأة في غواتيمالا في الزراعية

فمن الأهمية بمكان أن نتقاسم القصص الإيجابية عن العمل في مجال المناخ لأن هذا يلهم الآخرين لاتخاذ خطوات مماثلة، وهذا بدوره يمكن أن يوفر دعماً أعمق للقادة السياسيين من أجل تقنين التغير، ولقادة الأعمال التجارية من أجل التحول نحو الخضرنة. إن العملية أشبه بكرة الثلج التي تكبر ذاتياً وهي تندفع نحو أسفل التل، فتصبح أكبر حجماً، وتكتسب زخماً أثناء اندفاعها.

وهذا الأثر الشبيه بكرة الثلج هو ما كان يجول بخاطري عندما قررت إطلاق مبادرة ”الزخم من أجل التغير“في عام 2011. وقد أردت أن التمس وسيلة أسلّط بها الضوء على جميع الأعمال الجيدة التي تجري على نطاق العالم لمواجهة تغيُّر المناخ، على أمل إلهام الآخرين لكي يفعلوا نفس الشيء.

ويعد هذا اليوم يوماً خاصاً بالنسبة لـي. فهو اليوم الذي تعلن فيه مبادرة ”الزخم من أجل التغير“ دعوتها السنوية لاستخدام ”أنشطة المنار“. فأنشطة المنار تسلّط الضوء على أنشطة عملية، وواسعة النطاق، وقابلة للتكرار تتصدى لآثار تغيُّر المناخ. ويوفر الكشف عن هذه الأنشطة سياقاً إيجابياً للمفاوضات الدولية بشأن المناخ، وتوضح أن العمل بشأن تغيُّر المناخ ليس ممكناً فحسب، وإنما يجري بالفعل.

واعتباراً من اليوم، يمكن للمجتمعات المحلية، والمدن، والأعمال التجارية، والحكومات التي تقود العمل في مجال المناخ أن تتقدم بطلباتها للاعتراف بمشاريعها الخاصة بتغير اللعبة باعتبارها من أنشطة المنار لعام 2014.

ونحن نتطلع في هذا العام إلى عمل أشياء مختلفة بدرجة طفيفة. فسنظل نسلط الضوء على حلول تنظيمية صغيرة تغير المجتمعات المحلية، وكذلك مبادرات ضخمة تحدث تحوّلاً في المدن، والأعمال التجارية، والحكومات، ولكننا نتطلع أيضاً إلى أنشطة لها أثر أكبر. فنحن نريد تسليط الضوء على العمل التحولي للمناخ والمطلوب لمواجهة آثار تغيُّر المناخ.

وسيتم الإعلان في تشرين الثاني/نوفمبر عن الأنشطة الفائزة، وسيتم تكريمها رسمياً والاحتفال بها أثناء سلسلة من المناسبات الخاصة في كانون الأول/ديسمبر أثناء مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيُّر المناخ في ليما، بيرو.

فالمكانة العالية التي تتمتع بها مؤتمرات الأمم المتحدة المعنية بتغيُّر المناخ تهيئ منبراً مرموقاً يتم من خلاله عرض أنشطة المنار والترويج لها، مما يحقق المزيد من الفوائد التي تساعد على زيادة توسيع الأنشطة. وعلى سبيل المثال، فإن برنيس دباه، الفائزة بنشاط المنار لعام 2013، والتي تقوم منظمتها بصنع درَّاجات الخيزران في غانا، قد اختارها المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخراً لقيادة الشباب العالمي لعام 2014. وقد ازداد الطلب على درَّاجاتها الخيزرانية لدرجة أنها لا تستطيع تلبية جميع الطلبات التي تتدفق عليها من أنحاء العالم.

إن رؤية هذه الأنشطة وهي تنمو ويمكن تكرارها هو ذلك الجانب المثير في الواقع. وهذا ما يقودني، ويقودنا جميعاً كما أرجو، لاتخاذ خطوة أخرى تقربنا من الإجابة على هذا السؤال: كيف يمكننا الارتقاء والإسراع بالتغير التحولي الذي يلزم لمواجهة آثار تغيُّر المناخ؟

اتبعوا الزخم من أجل التغير:

Twitter: @Momentum_UNFCCC
Facebook: unfcccmomentum
Vimeo: http://vimeo.com/user14800810