<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 09:15:19 Aug 10, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
developmentlogo
unworksoffunhomeoffaboutusoffarchivesoffcaptions_off

UNDPTelefood

نورما توفر وقتها

spacerظلت نورما لانوس رويز تنتظر في لهفة وصول مهندس من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). وكان يشاركها الانتظار في كالالا، وهي مستوطنة نائية في السهول المرتفعة الشاسعة في بوليفيا، 14 امرأة أخرى. ونورما، التي تبلغ الرابعة والعشرين من عمرها، هي رئيسة تلك المجموعة، وهي واحدة من قلة منهن ممن يتكلمن الأسبانية بالإضافة إلى لهجة "الكويتشوا" المحلية

وعندما وصل يريك بيريك، المدير المحلي لمشروع ما بعد الحصاد الذي تنظمه الفاو، استقبلته النسوة بمشروب "التشيتشا" المصنوع من عصير الذرة. فقد جاء لتركيب مطحنة للحبوب وصومعة، مما سيسهل عليهن الحصول على الغذاء مستقبلا.

فبدون المطحنة، كانت كل امرأة تضطر إلى قضاء ما يتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات يوميا في طحن القمح والذرة بين حجري رحى للحصول على ما يكفي من الدقيق لإطعام أسرتها. أما الآن، فسيقل ذلك الوقت بدرجة كبيرة، حسب ما تقوله نورما، التي انتهت لتوها من مشاهدة بيان عملي لكيفية تشغيل المطحنة الجديدة وصيانتها. وتقول، "لن يستغرق الأمر أكثر من خمس عشرة دقيقة لطحن الحبوب لنا جميعا".

وفي الماضي، لم يكن قلق النساء في كالالا يقتصر فحسب على كمية الحبوب التي كن يستطعن حصادها، بل كن يقلقن أيضا على الكمية التي ستضيع أثناء تخزينها. فقد كن يعمدن بصورة تقليدية إلى تخزين الحبوب في مخزن علوي فوق الفرن في المطبخ، حيث كان الدخان يساعد على إبقاء الآفات بعيدة عن الحبوب. ولكن هذا النظام لم يكن فعالا تماما - ففي كل سنة، كان جزء كبير من الحبوب يضيع فريسة للجرذان والآفات الأخرى.

وستحفظ الصومعة الجديدة كمية إضافية تتراوح بين 20 و40 في المائة من المحصول السنوي. وذلك يعني أنه سيمكن حفظ ما يصل إلى 36.500 كيلوغراما إضافيا من القمح كل سنة في المنطقة التي تعيش فيها نورما، بما يوفر غذاء يكفي ما يتراوح بين 500 و600 أسرة أكثر. كما يعني أن الحبوب ستكون نظيفة وصحية بدرجة أكبر.

ويقول يريك بعد أن قام بتركيب الآلات، "إنه لأمر مذهل أن ترى الأثر الهائل الذي يمكن أن تتركه التكنولوجيات البسيطة على الحياة اليومية للفلاحين. فقد صار بمقدورنا بالفعل أن نرى التنمية في تلك المجتمعات المحلية. وأصبحت معدلات مرض الأطفال أقل، وتحسنت تغذيتهم".

ويتم توزيع المطاحن والصوامع من خلال مبادرة "تيليفود" Telefood، وهي حملة سنوية تنظمها الفاو لرفع مستوى الوعي وجمع الأموال لزيادة إمدادات الغذاء في المجتمعات المحلية النامية. ومنذ بدء تلك المبادرة عام 1997، قامت برعاية 900 مشروع محلي في أكثر من 100 بلد، جمعت من أجلها ثمانية ملايين دولار تقريبا من خلال الحفلات الموسيقية والمسابقات الرياضية وحفلات العشاء المخصصة لجمع التبرعات والمزادات والبرامج التليفزيونية والإذاعية.

وخلال ثمانية أشهر، تمكن برنامج "تيليفود" من بناء 600 صومعة و20 مطحنة حبوب في المنطقة التي تعيش فيها نورما في بوليفيا. وسدد البرنامج قيمة المواد بينما تحمل السكان المحليون تكلفة قوة العمل. ومع تكلفة بلغت تسعة دولارات للصومعة الواحدة و125 دولارا لمطحنة الحبوب، لم يكن ذلك بالمبلغ الهين بالنسبة لقرى لا تملك سوى الحد الأدنى من الاقتصاد النقدي. وظلت النساء في كالالا توفرن النقود لمدة طويلة لبناء الصومعة والمطحنة، وكن على ثقة من أنهما تستحقان تلك التكلفة. وتتقول نورما، "إننا سعيدات جدا. فقد أصبح بمقدورنا أن نحفظ محصولنا في الصومعة، بينما وفرت المطحنة لنا الوقت".

ورغم انهما أول مطحنة وصومعة في منطقة كالالا، وأنهما الوحيدتان هناك، فإن النساء يحلمن بأن يحصلن في وقت ما على صومعة ومطحنة لكل قرية، وربما على ماكينة حصاد.

اكتشف المزيد عن الطريقة التي تدعم بها الأمم المتحدة المشاريع والبرامج التي توفر لأناس مثل نورما الفرصة لبناء حياة أكثر ازدهارا لأنفسهم ولأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية. انقر على الوصلات الإلكترونية المجاورة لهذه القصة.

قصص أخرى عن البيئة:
سارة تستمتع بالمياه النظيفة|مامادو يريد تسويق منتجاته عالميا|قرية رام أصبحت تملك قاعة جديدة للمناسبات الاجتماعية|تيريز تضع خطة تجارية