<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 05:49:58 Aug 25, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

خمسة آمال جديدة تنبع من قلب مخيم الزعتري للاجئين

©UNESCO

يُمنح الأطفال اللاجئون اهتماماً كبيراً في مجال التعليم. ففي مخيم الزعتر للاجئين شمال الأردن، يعيد برنامج تعليمي تقدمه اليونسكو الأمل للأطفال السوريين اللاجئين.

ولا يقتصر هذا البرنامج على مجال التعليم وحسب بل يقدم أيضاً الدعم النفسي الاجتماعي لحوالي 200 طفل في مخيم الزعتري حرموا من فرصة الالتحاق بمقاعد الدراسة حيث تستخدم المدارس في المنطقة لإيواء 80 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب في سوريا. ويذكر أن عدد الأطفال بين هؤلاء اللاجئين يصل إلى 30 ألف طفل نصفهم محروم من فرصة الذهاب إلى المدرسة.
ونستعرض هنا تجربة أربعة أطفال ومعلم في إطار برنامج اليونسكو التعليمي وكيف أعاد لهم هذا البرنامج الأمل من جديد. ويذكر أن هذا البرنامج ممول من الاتحاد الأوروبي وتم تنفيذه بالشراكة مع مؤسسة "وور تشايلد يو كي".   

اياد، 11 عاماً، التعليم يجمعه بأصدقاء جدد

قتل اثنان من أصدقاء أياد رمياً بالرصاص أمام عينيه في سوريا. وجرّاء هذه الحادثة، أيقن والد أياد أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار اللجوء بعائلته إلى الأردن. فإنّ أياد لم يتحمّل ما رأت عيناه ما جعله في حالة قلق مستمر وأصبح سلوكه عدوانيا ولم يعد قادراً على الدراسة. وفي مخيم الزعتري، التحق أياد مع 109 أطفال آخرين في برنامج التعليم والدعم النفسي الاجتماعي خارج جدران المدرسة والذي دام لمدة ثلاثة أشهر. وبفضل هذا البرنامج، تمكّن أياد من إكمال تعليمه وتكوين أصدقاء جدد.

وقال أياد واصفاً تجربته في هذا البرنامج: "لقد قدموا لنا مجموعة متنوعة من برامج استعادة الثقة وساعدوني، من جهة، على التخلص من حالة القلق والخوف التي كنت أعيش فيها، وعلى تقوية علاقتي مع أصدقائي الجدد من جهة أخرى. وقد أحببت جداً ما نقوم به حيث أنني لم أكد أفوت يوماً واحداً دون المجيء إلى هنا."  
وتجدّد أمل أياد في المستقبل حيث قال: "أريد أن أصبح معلماً تماماً مثل معلمي محمد الذي أشعرني بأنني شخص محبوب يحترمه الآخرون. أريد أن أساعد الأطفال الآخرين على الحصول ما حصلت عليه هنا."

جاد، 15 عاماً، ساعده البرنامج على تحقيق تقدّم كبير في التعليم

ساعد البرنامج جاد على التغلب على حالة الصدمة التي كان يعيش فيها وتحقيق نجاح كبير في تعليمه. وقد قال جاد: "كنت في حالة صدمة قبل مشاركتي في البرنامج ولم أكن أعلم كيف يمكن لي أن أحمي نفسي."  ولم يحقق جاد في اختبارات المستوى سوى 18/100 في مادة الرياضيات و 0/100 في مادة اللغة العربيّة ولكن في نهاية البرنامج تحسّن أداؤه كثيراً حيث حصل على 97/100 و 99/100 في نفس المادتين على التوالي. ويتحلى الآن بالمهارات الأساسية في القراءة والكتابة والنطق وأصبح أكثر ابتهاجاً وانفتاحاً على الآخرين.
وتجدّد أمل جاد في المستقبل حيث قال: "أريد أن أصبح إمّا معلّم رياضيات أو سائق حافلة."

جنى، 8 أعوام، أنساها البرنامج صوت إطلاق النار

وتتذكّر جنى لحظة وصولها إلى المخيم بكل وضوح حيث قالت: "شعرت بالسعادة والراحة الغامرتين. فقد تلاشى صوت إطلاق النار فور وصولنا إلى هذا المكان. وقد تعلّمت الكثير أثناء وجودي هنا فإنني أستطيع القراءة والكتابة بشكل جيد الآن حيث لم تتسن لي الفرصة لاكتساب هاتين المهارتين من قبل. وإنني متحمسة جداً لما سأتمكن من تحقيقه بفضل ما تعلمته. وبالإضافة إلى ذلك، تعرفت هنا على العديد من الأصدقاء الجدد وأصبحنا نمضي الوقت دائماً سويّة."  

وقد تجدّد أملها في المستقبل حيث قالت: "أريد أن أصبح معلمة للأطفال في هذا المخيم إذا بقينا هنا لوقت طويل."

نجوى، 10 أعوام، ساعدها البرنامج في التغلب على حالة الصدمة الحادة التي كانت تعيش بها

وصلت نجوى إلى المخيم بعد تعرضها لصدمة مروّعة. وقالت واصفة ما تعرّضت له: "لقد توفي والدي في سوريا أثناء حصار الجيوش المتحاربة لمدينتنا. حيث كان قد خرج لشراء الطعام لأننا كدنا نموت من الجوع ولكنه لم يعد بعدها. وبعد ذلك، قررت أمي أن تأتي بنا إلى الأردن."

وقد حققت نجوى نتائج مذهلة في التعليم حيث كان مستواها عند الالتحاق بالبرنامج 10/ 100 في مادة الرياضيّات و 0/100 في مادة اللغة العربيّة. ولكنّها حققت معدّل 100/100 في كلا المادتين بعد انتهاء البرنامج.  وتحلم نجوى أن تصبح معلمة فنون جميلة في المستقبل وقالت أنها لن تفرط بحلمها أبداً.

المعلم محمّد

يعمل محمّد، اللاجئ السوري البالغ من العمر 27 عاماً، معلّماً في مؤسسة "وور تشايلد يو كي" كجزء في فريق برنامجهم مع اليونسكو والاتحاد الأوروبي في مخيم زعترة.

وفي هذا السياق، قال محمد: " كنت أعتقد عندما وصلنا إلى هنا أن إقامتنا لن تطول وأننا سنعود إلى وطننا في أسرع وقت ممكن. ولكن عندما اكتشفت أو الواقع غير ذلك، بدأت في البحث عن عمل. وجهت بحثي في بادئ الأمر نحو مجال التعليم ولكن لم أعثر على أي عمل في هذا المجال حينها فجمعت الأطفال وبدأت بتدريسهم. فقد شعرت بواجبي تجاه هؤلاء الأطفال حيث حرمهم الوضع الذي هم فيه من تلقي التعليم بصورة طبيعيّة."

والأطفال الذين شاركوا في البرنامج يحبون محمد كثيراً. وعلق محمد على ذلك قائلاً: "أحب أن أساعد الأطفال على الاندماج والتحمّس وأحاول دائماً الترفيه عنهم وقت الدرس. فأنا مرشد ومعلّم في نفس الوقت وأحاول دائماً أن أكون مثالاً جيّداً بالنسبة لهم."
ويطمح محمد قبل كل شيء أن يرى تلاميذه في المستقبل على مقاعد الدراسة الطبيعيّة في المدارس. كما يأمل بأن يجد مكانه بينهم في منصب رسمي. ويريد محمد أن يكمل دراساته العليا لإيمانه بأنه لا حدود للتعليم وكذلك الأمر بالنسبة إلى طموحه. 

العودة إلى أعلى الصفحة