عبّر السيد توبي مندل، الخبير الدولي لدراسة "مؤشرات تطور وسائل الإعلام" في الأردن:" كنت قلقاً في البداية، ولكني لست كذلك الآن"، وذلك بسبب ضغط الوقت المخصص لإعداد الدراسة.

ما يزال أمامه يوم طويل وتبدو على وجهه بعض علامات الإرهاق. وصل مندل إلى الأردن من مؤتمر دولي في البرازيل للمشاركة في ورشة لمناقشة الدراسة لمدة ثلاثة أيام، ليتجه لاحقا إلى دولة نيبال. قال "يتطلب عملي أن أسافر أكثر من 100 يوم في السنة حيث توقف إبني عن احتساب الأيام التي أغيب فيها عن البيت".

ضمّت ورشة عمل "مؤشرات تطوّر وسائل الإعلام"، والتي عقدت في عمّان في شهر نيسان، الباحثين الدوليين والأردنيين للمرة الثانية بهدف مناقشة مراحل اعداد الدراسة والسبيل للمضي بها قدماً. يجري حالياً مراجعة المسودة الثانية التي أعدها فريق البحث الأردني خلال الأشهر الماضية. تسلم المسودة ما قبل النهائية في حزيران إلى اليونسكو والمجلس الإستشاري للدراسة وعدد من الخبراء النظراء للمراجعة قبل اعدادها لعملية النشر النهائية.

تستغرق الدراسة سبعة أشهر، مما يجعلها الأسرع من نوعها حيث يتطلب عادة هذا النوع من الدراسات سنة. بحسب مندل: " لن يكون قصر مدة الدراسة على حساب نوعيتها، فأنا أعتقد أن دراسة مؤشرات تطور الإعلام الأردنية ستكون من أفضل الدراسات التي تم إعدادها".

طبقت اليونسكو دراسة مؤشرات تطور الإعلام في 15 دولة حتى الآن ويجري حالياً إعداد 18 أخرى، من ضمنها الدراسة التي تجري في الأردن. وبذلك تعد الدراسة الأردنية الرابعة في العالم العربي بعد تونس ومصر وفلسطين.

توبي مندل، واحد من أشهر الخبراء القانونيين في مجال حرية التعبير، وشارك في عدة دراسات أعدتها اليونسكو. مشاركته في "تطور وسائل الإعلام" تعود إلى الوقت الذي كان فيه عضوا في المجموعة الاستشارية التي أشرفت على صياغة هذه المؤشرات. كما شارك في وقت لاحق في اجتماع مجلس منحة اليونسكو "البرنامج الدولي لتطوير الإتصالات" لاعتماد إطار العمل.

ناقش الباحثون خلال اجتماعهم في عمّان مراحل البحث وتحدياته والمتطلبات المتعلقة باستكمال الدراسة. كما قام الفريق بمناقشة معمّقة مع المجلس الإستشاري للدراسة والذي يضم عدد من الخبراء الأردنيين.

أكد مندل أن الاجتماع مع كل باحث ومع الفريق جميعا كان مثمرا. وأضاف "من الجيد أيضاً أن ألتقي معهم بعد فترة من التواصل عبر البريد الإلكتروني وهي عملية صعبة. فمن الرائع العودة ثانية وتعزيز الفريق".

دراسة "مؤشرات تطور وسائل الإعلام" هي جزء من مشروع "دعم الإعلام في الأردن" في مرحلته الأولى، والذي انطلق كمبادرة لدعم الجهود الأردنية في لتعزيز حرية واستقلالية ومهنية الإعلام الأردني. مدة المشروع ثلاث سنوات ويموله الإتحاد الأوروبي.