<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 17:49:55 Aug 09, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
 

رسالة بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود
الأحد 27 كانون الثاني/يناير 2008


 
 
 

في هذا اليوم، نحيي ذكرى اليوم الدولي الثالث لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود. ونحن، إذ نحيي ذكرى هذا اليوم، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، نعرب عن تضامننا مع الناجين من المحرقة ومع عائلات ضحاياها في جميع أنحاء العالم، ونرد على من يزعم بأن المحرقة لم تحدث أبدا، أو أنها مبالغ فيها، بأن نؤكد من جديد عزمنا على أن نحيي ذكرى كل رجل وامرأة وطفل بريء اغتيل على يد النازيين وشركائهم. ونعرب عن الحزن للإبادة الجماعية المنهجية التي راح ضحيتها ثلث الشعب اليهودي، إلى جانب أفراد من أقليات أخرى، مما حرم العالم من مساهمات لن يعرف قدرها. لكن لا يكفي تذكر الموتى وتكريمهم والحزن عليهم. بل يجب علينا إلى جانب ذلك أن نُثقف الأحياء ونرعاهم ونهتم بهم. ويجب أن نُنمي في أطفالنا الشعور بالمسؤولية، ليتمكنوا من بناء مجتمعات تحمي حقوق كل المواطنين وتعززها. ويجب أن نغرس فيهم احترام التنوع قبل أن تتمكن جذور التعصب من الترسخ، ونغرس فيهم حس اليقظة إن بدا ما يهدد بذلك. ويجب أن نمنحهم ما يحتاجونه من الشجاعة ونتيح لهم الأدوات لانتقاء الخيارات الصحيحة والعمل على مواجهة الشر. إن هذا العام يمنحنا فرصة خاصة للقيام بذلك، حيث نحتفل بالذكرى السنوية الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وستعمل الأمم المتحدة جاهدة طوال هذا العام، على إيصال مفهوم ”الكرامة والعدل للجميع“ إلى الناس في كل مكان. وتذكرنا هذه الحملة بأنه في عالم لا يزال يترنح من أهوال المحرقة، كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو أول بيان عالمي يجسد ما يعتبره الكثيرون الآن من المسلمات، ألا وهما الكرامة والمساواة المتأصلتين لكل البشر. وعلينا ألا نطمئن أبدا إلى أن حقوق الإنسان المكفولة لنا لن تمس. فلندعمها ونحميها، وندافع عنها، ونكفل أن تكون حقيقة واقعة وأن يعرفها الجميع ويفهمونها ويتمتعون بها في كل مكان. فكثيرا ما يكون من هم في أمس الحاجة إلى أن تحمى حقوق الإنسان المكفولة لهم، هم من يحتاجون كذلك لتعريفهم بوجود الإعلان، وبأنه موجود من أجلهم. واليوم، نُذكّر الناس في كل مكان بتلك الحقوق. ونتذكر من دنست حقوقهم بوحشية في أوشفيتز وغيره من الأماكن، وفيما ارتكب منذ ذلك الحين من إبادات جماعية وفظائع. ونتعهد بتطبيق ما تعلمناه من دروس المحرقة في حياتنا وحياة الأجيال القادمة. ولنكرس أنفسنا مجددا لهذه المهمة في هذا اليوم الدولي لإحياء هذه الذكرى.