ا
<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 17:53:09 Aug 09, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
الأمم المتحدةمرحباً بكم في الأمم المتحدة. إنها عالمكم

سلسلة ورقات المناقشة

الورقة العاشرة

 

تراث الناجين : تذكر الاضطهاد النازي لطائفتي روما والسنتي - مفتاحاً لمكافحة العنصرية في العصر الحديث


بقلم أندريه ميرجا
مستشار بارز في قضايا طائفتي روما والسنتي
منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان

 

في 27 كانون ثاني/ يناير 1945، شكل تحرير معسكر الاعتقال أوشفيتز الخلاص لـ 7,000 سجينا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة رغم التعذيب والتجويع والأمراض، والتجارب الطبية، وعمليات الإعدام وغرف الغاز. ولم يكن أفراد طائفتي روما والسنتي بين هؤلاء الناجين. فقبل نصف عام من التحرير، وفي ليلة 2 آب/ أغسطس 1944، قتل 2,897 من نساء وشيوخ وأطفال طائفة روما في غرف الغاز، في ما يسمى بـ " زجيىنرلاجر" أو مخيم الغجر والذي انشأ بموجب مرسوم هيملر في كانون الأول / ديسمبر عام 1942. وكان أفراد الطائفة قد عانوا حتى ذلك الحين من كل ما يمكن تصوره من الفظائع. وبلغ عدد المعتقلين من الروما والسنتي في معسكر أوشفيتز حوالي 23,000 ، منهم ما يقارب من 13'000 من ألمانيا والنمسا وآخرون من البلدان التي تخضع لحكم الرايخ الثالث أو متعاونة معه. وبين نيسان / ابريل وحزيران/يوليو 1944 نقل حوالي 3.500 من أفراد روما والسنتي إلى معسكرات أخرى. ونجا البعض منهم من الاضطهاد، غير أنه في النهاية تم إبادة 85 في المئة من أولئك الذين تم نقلهم في الأصل إلى معسكر أوشفيتز بيركيناو.

والتزم أفراد طائفتي روما والسنتي الناجين من الاضطهاد النازي الصمت لعقود عديدة. ونادراً ما روا قصصهم أو تحدثوا عن تجاربهم ووقائع ما شاهدوه. وحيث أن الذكرى تعتمد على ذاكرة الناس، وشهادة الناجين والبحث والتأريخ، والاعتراف الرسمي، مرّت معاناة طائفتي روما والسنتي دون أن يلحظها أحد. وبعد انتهاء عام 1945 لم تعترف كثير من البلدان بالاضطهاد العرقي الذي تعرضوا له أو تدينه ؛علاوة على أنها كانت وعلى مدى عقود تطبق الممارسات التمييزية ضد طائفتي روما والسنتي، بما في ذلك عملية التعويضات.

وكافحت طائفتي روما والسنتي من أجل نيل الاعتراف بهم وتأمين مكانة بين ضحايا النظام النازي. ولم تعترف ألمانيا رسميا إلا في أوائل 1980، بأن "العنصرية" كانت الدافع وراء إبادة طائفتي روما والسنتي . و في عام 1994 أخذت طائفتي روما والسنتي على عاتقهما إحياء ذكرى الإبادة الجماعية في أوشفيتز في 2 آب / أغسطس، وهو تاريخ تصفية "زجيىنرلاجر"، بمشاركة المسؤولين في الدولة والمجتمع الدولي. وفي عام 2001، افتتح متحف الدولة أوشفيتز معرض دائم عن الإبادة الجماعية لطائفتي روما والسنتي.

وتبقى شخصيات رمزية وقصصهم مثل قصة آن فرانك التي تجسد تجربة المحرقة ذكرى لأجيال قادمة. ولا تزال طائفتي روما والسنتي بحاجة إلى الكشف عن الأدلة الشخصية التي تجسد تجربة الاضطهاد. ويمكن لقصة "أونكو" او إرنا لوينبرجر، أو فتاة السنتي الألمانية أن تكون واحدة من هذه القصص التي تجسد الإبادة الجماعية لطائفتي روما والسنتي . إيرنا، هي نموذج للبطلة الرئيسية في كتاب للأطفال "إيدي وأنكو" للكاتبة جريتا ويسكوف برنهايم تحت (اسم مستعار : أليكس ودنج) ، في عام 1920. وقد نشر الكتاب في عام 1931. وقد منع النازيين كتابها في عام 1933 كونها يهودية. وتم تسجيل إرنا "عنصرياً" في عام 1939 ، وجاء تصنيفها على أنها "غجرية من عرق مختلط" في عام 1941. وتم ترحيلها مع عائلتها من معسكر الاعتقال في ماغديبرغ مباشرة الى أوشفيتز في 1 آذار / مارس 1943، وتوفيت هناك في العام نفسه. ومن بين أحد عشر طفلاً من السنتي المذكورين في هذا الكتاب، استناداً إلى قصص الحياة الحقيقية ، نجا طفل واحد فقط من الاضطهاد.

ولا ينبغي لذكرى المحرقة أن تتلاشى حيث لا ينبغي أن تذهب معاناة الملايين سدى. ومع ذلك تواجه البشرية مراراً وتكراراً شر الإبادة الجماعية. هل من الممكن تجنب ذلك؟ لقد تعلمنا من تجارب الناجين أن لا نتعاون مع أولئك الذين يضمرون الكراهية، بل ينبغي أن ننشط في مقاومة ومعارضة ذلك.

لم تتلاش الأيديولوجيات العنصرية في عالمنا فلا تزال هناك مجموعات في المجتمعات على استعداد للتبشير بمثل هذه الأفكار والعمل بناء عليها. ولا يمكن للذين عانوا خلال الحقبة النازية ، بما في ذلك الروما والسنتي أن ينسوا أن الإيديولوجيات العنصرية هي السبب الجذري للاضطهاد في ذلك الوقت، وهذا هو أيضاً السبب في شعورهم بأنهم مهددين بشكل خاص اليوم من الجماعات المتطرفة أو جماعات النازيين الجدد. ومما لا شك فيه أن هذه الجماعات، على هامش المجتمع ، ليست خائفة من الخروج للجمهور والثناء على الإيديولوجية النازية، وإحياء رموزها وشعاراتها، وتنظيم مسيرات للاحتفال بماضي النازية. وللأسف، فإنها لا تزال تجتذب الكثير من التابعين.

إن تذكر المحرقة هو المفتاح لمكافحة العنصرية الحديثة والتعصب. وهذا يعني الالتزام باحترام قيمة الإنسان وكرامته وحقوقه. غير أن التذكر لا يكفي ؛ يجب الالتزام بالقوانين التي تحمي كرامة وحقوق الإنسان واتباعها . وهذا هو المنطق وراء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهذا هو المنطق لضمان مبدأ المساواة وعدم التمييز في القوانين الأساسية أو الدساتير.وفي نفس السياق، يجب تطبيق أدوات إنفاذ القانون بشكل فعال لمنع أو معاقبة المظاهر العنيفة للعنصرية والايديولوجيات المتطرفة.

وإدراكا منها لخطر خطاب الكراهية والعنصرية العدوانية وكراهية الأجانب ومعاداة السامية، دعت منظمة الأمن والتعاون، بالاشتراك مع المنظمات الدولية الأخرى، إلى تكثيف الجهود الرامية إلى تعزيز التسامح وعدم التمييز. وينبغي لهذه الجهود، بوجه خاص، أن تستهدف الأجيال الشابة؛ من أجل بناء فهمهم بضرورة التسامح وأهمية المصالحة والتعايش السلمي.

أما الشق الآخرمن تراث الناجين فهو التثقيف بالمحرقة. وبالرغم من أنه واجب الا أنه في الوقت نفسه يشكل تحدياً خاصة بعد مرور قرابة 65 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية. وهو يتطلب مشاركة المؤسسات المتخصصة لتطوير المناهج التعليمية وإضفاء الطابع المؤسسي عليها. إننا نعيش في عالم جديد، يتيح لنا وسائل جديدة للحفاظ على الذكرى، والتعلم والتعليم عن الماضي. وفي هذا الصدد فأن زيارة أكثر من 47 مليون شخص متحف أوشفيتز منذ إنشائه وحضور ملايين الزوار لمشاهدتة كل عام يعد بارقة أمل. وفيما يتعلق بالناجين من طائفتي روما والسنتي فيجب أن تصبح رواياتهم حول الاضطهاد في ظل النظام النازي جزءاً شرعياً من السرد الرئيسي والتدريس عن المحرقة وتكون بمثابة تذكير للجميع بما يجب أن لا يحدث مرة أخرى أبداً.

 



أسئلة للمناقشة

 

 

 

العودة إلى قائمة المحتويات >>