<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 15:22:17 Oct 27, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

هناك حاجة إلى ما يقارب 69 مليون معلّم إضافي لتحقيق الأهداف التعليميّة بحلول عام 2030

05 تشرين اﻷول (أكتوبر) 2016

في حين تحتفل اليونسكو باليوم العالمي للمعلّمين بتاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر، تظهر أرقام جديدة أنّه من الضروري توفير 69 مليون معلّم إضافي من أجل ضمان تعليم إعدادي وثانوي جيّدين على مستوى العالم بحلول عام 2030 وهو الموعد النهائي الذي اعتمدته الجمعيّة العامة للأمم المتحدة العام الماضي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقد تنظيم فعاليّات اليوم العالمي للمعلّمين لهذا العام في مقرّ اليونسكو في باريس وفي أرجاء مختلفة حول العالم تحت شعار "تقدير المعلّم وتحسين أحواله" للاحتفال بالذكرى الخمسين لاعتماد توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدوليّة لعام 1966 بشأن أوضاع المعلّمين، وتسليط الضوء على الأهميّة الكبيرة لمهنة التعليم في التنمية العالميّة بالإضافة إلى الحاجة الملحّة لسدّ العجز في عدد المعلّمين.

ويفيد معهد اليونسكو للإحصاء أنّ هناك حاجة ماسة لتوفير 24.4 مليون معلّم في المدارس الابتدائيّة و44.4 مليون معلّم في المدارس الثانويّة في السنوات الأربعة عشر القادمة.

ومن جهتها تعاني منطقة أفريقيا جنوب الصحراء من أكبر نقص في عدد المعلّمين حيث أنّها في حاجة إلى 17 مليون معلّم في المرحلتين الابتدائيّة والثانويّة بحلول عام 2030. كما أنّ أعداد الطلّاب تتزايد تزايداً سريعاً في هذه المنطقة التي تشهد صعوبات كثيرة لمواكبة الزيادة على الطلب حيث أفاد معهد اليونسكو للإحصاء أنّ 70% من دول المنطقة تعاني من نقص حادّ في عدد معلّمي المرحلة الابتدائيّة في حين أنّ 90% من هذه الدول تفتقر بشدّة لمعلّمي المرحلة الثانويّة.

وفي هذا السياق، أصدرت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، رسالة مشتركة مع كل من المدير العام لمنظّمة العمل الدوليّة، جاي رايدر، والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، أنتوني ليك، ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هيلين كلارك، و الأمين العام للمنظمة الدولية للتربية، فريد فان لوين، لتسليط الضوء على المساهمات اللامحدودة للمعلّمين حول العالم بالإضافة إلى الحاجة الملحّة للعمل الفوري:

"لا تتوقّف أهميّة المعلّمين عند بناء مستقبل آلاف الأطفال وحسب، بل يساهمون أيضاً في صياغة مستقبل أفضل للجميع. فكيف يمكن لنا توظيف معلّمين جدد وجذبهم نحو مهنة التعليم المهمّة في حين أنّه يتم اعتقال المعلّمين وعدم تقديرهم وإعطاءهم أجور ضئيلة في مناطق عديدة في العالم؟"

والجدير بالذكر أنّ جوهر الهدف التنموي الرابع يتمثّل بتوفير تعليم شامل وعادل للجميع بحلول عام 2030، وهي ضرورة ملحّة للغاية حيث يفيد بحث نشر مؤخّراً عن معهد اليونسكو للإحصاء أنّ عدد الطلاب والشباب المحرومين من التعليم الإعدادي والثانوي حول العالم وصل إلى 263 مليون طفل وشاب. هذا ويشمل الهدف التنموي الرابع دعوة خاصة لتوفير معلّمين أكثر كفاءة وحشد دعمٍ أكبر من المجتمع الدوليّ من أجل تدريب المعلّمين في الدول النامية.

وفي هذا السياق، تقول مديرة معهد اليونسكو للإحصاء، سيلفيا مونتويا: "تظهر جميع النظم التعليميّة رغبة كبيرة في تحقيق الهدف التنموي الرابع بحلول عام 2030. ولكنّ تتوقّف جودة هذه النظم وفعاليّتها على مدى جودة وفعاليّة معلّميها. فإن التقدّم العالمي يعتمد على ما إذا كان هناك معلّمون وصفوف مؤهلة لاستيعاب عدد معقول من الطلاب عوضاً عن وجود أعداد كبيرة من الطلاب في الصف الواحد تصل إلى 60 أو 70 تلميذا أو أكثر. وإنّ كل ما نحتاجه لتفادي هذه الصعوبات هو التدريب وتوفير الموارد والدعم الكافي للمعلّمين لتمكينهم من إتمام عملهم على أكمل وجه."

ومن جهتها تشهد مناطق جنوب آسيا ثاني أكبر عجز في عدد المعلّمين لا سيّما في المرحلة الثانويّة. حيث أنّ نسبة الشباب الملتحقين بالمدارس الثانويّة  في المنطقة لا تتجاوز 65% في حين أنّ نسبة عدد الطلاب إلى عدد المعلّمين وصلت إلى 29 طالباً لكل معلّم واحد فقط (وفقاً لتقديرات نشرت عام 2014) وتعدّ هذه النسبة أعلى بكثير من المعدّل العالمي الذي وصل إلى 18 طالباً لكل معلّم. وعليه فإنّ مناطق جنوب آسيا بحاجة إلى 15 مليون معلّم إضافي بحلول عام 2030، وتحتاج المرحلة الثانويّة الأغلبية العظمى من هؤلاء المعلّمين (11 مليون معلّم).

أما المناطق الأخرى في العالم، فتواجه تحدّيات خاصة. فعلى سبيل المثال، دمّرت الحرب في سوريا والعراق أجزاءً كبيرة من نظميهما التعليميّين ناهيك عن آثارها القويّة على النظم التعلميّة في المناطق المجاورة التي تواجه بدورها تدفقات الأطفال والشباب المهاجرين الذين يحتاجون إلى معلّمين وفرص تعليميّة في الدول التي يتجهون إليها.

ويتخلّل الفعاليات التي تنظم في مقرّ اليونسكو احتفالاً لتكريم الفائزين بجائزة اليونسكو-حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميّز التي حصل عليها لهذا العام كل من مؤسسة "أنظر وراء الحدود" (سي بيوند بوردرز) في كمبوديا وجامعة مالايا في ماليزيا، بالإضافة إلى مجموعة من حلقات النقاش ومعرض للملصقات.