<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 17:59:23 Jan 27, 2017, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
الاعتداءات على الثقافة تؤكد على ضرورة تعزيز الروابط بين التراث العالمي والمتاحف
05.11.2016 - يونسكوبرس

الاعتداءات على الثقافة تؤكد على ضرورة تعزيز الروابط بين التراث العالمي والمتاحف

© Modibo BAGAYOKO, DNPC-Maliالمتحف الوطني مالي

تهدف مواقع التراث العالمي والمتاحف المرتبطة بها بالتعاون مع المجتمعات المحليّة وخبراء التراث الدولي إلى حفظ التراث الثقافي والطبيعي، بالإضافة إلى مساعدة الناس على صون وتعزيز علاقتهم مع هذه التراث المشترك، ومواجهة التحديات والمخاطر مثل الصراعات وتغيّر المناخ ونقص التمويل.

ونظّمت اليونسكو بالاشتراك مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، مؤتمراً دوليّاً بشأن مواقع التراث العالمي والمتاحف، وذلك بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافيّة وترميمها، والمجلس الدولي للمتاحف والمجلس الدولي للآثار والمواقع والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، في مقر اليونسكو في باريس يومي 2 و 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.

"تمكنّنا المتاحف من فهم القيمة العالميّة الفريدة الكامنة في مواقع تراثنا العالمي. كما تمكننا هذه المتاحف من المشاركة على نحو شخصيّ في حمايته. ونظراً إلى أنّ المتاحف تروي حكاية الأماكن، فإنها توحّد المجتمعات. وتعود المتاحف بفوائد غير محدودة على كل من الزوّار الدوليّين والسكان المحليّين على حدّ سواء،" هذا ما قالته الشيخة مي بنت محمّد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، في افتتاح المؤتمر الذي يعدّ الأول من نوعه في مجال الروابط بين مواقع التراث العالمي والمتاحف.

وتضمّ مواقع التراث العالمي الثقافيّة والطبيعيّة والمختلطة، البالغ عددها اليوم 1052 موقعاً، آلاف المتاحف، التي يعدّ العديد منها من "متاحف وطنيّة"، والمؤسسات المعنيّة بصون وتعزيز المواقع من خلال مجموعاتهم. وفي هذا السياق، قال عز الدين بيشاوش من معهد فرنسا ووزير الثقافة السابق في تونس، مستشهداً بالمتحف الوطني بقرطاج (تونس): "تلعب مثل هذه المتاحف دور الحراسة والنقل والوساطة والتربية في آن. حيث أنّها تعمل على تأطير الاكتشافات الأثريّة والمساعدة في البحث العلمي، من جهة، وتعريفنا على تاريخ العالم وتاريخنا الخاص من جهة أخرى، ما يظهر مدى ارتباطنا مع بعضنا البعض عبر المناطق المختلفة حول العالم."

"علينا أن نزيد الوعي بأهميّة التراث للمجتمعات المحليّة،" هذا ما قالته مولي فانون، مديرة العلاقات الدوليّة في معهد سميثسونيان (الولايات المتحدة الأمريكيّة). وواصلت حديثها قائلة: "إذا اعتبر الناس التراث تراثهم الخاص، وإذا قدّروه وأقاموا علاقات معه، سيعملون على حمايته وبالتالي سيصبح تراثنا ومتاحفنا أكثر مقاومة."

ولهذا السبب تقدّم العديد من المتاحف معارض تفاعليّة وورشات عمل للأطفال والطلاب الذين يعدّون الهدف الأساسي لهذه الرسالة.

وتم استكشاف أحدث اتجاهات المتاحف. وتضمنت الأمثلة المعروضة كلا من متحف أكروبوليس الجديد في اليونان الذي يعدّ موقعه الأثري جزءاً لا يتجزّأ من الزيارة، والقصر الوطني في المكسيك حيث يتعرّف الشباب على الآثار التاريخيّة إمّا مباشرة أو من خلال التقنيات التكنولوجيّة، والمتحف اللبناني وموقع البص للتراث العالمي في مدينة صور حيث يجري التعريف بهذا الموقع عبر حافلة متنقلة بين مختلف القرى اللبنانية، والمتاحف الإقليميّة والتاريخيّة في مالي في كل من جاو وسيكاسو وتمبكتو حيث يشارك السكان المحليّون في أعمال ترميم وتطوير المعارض.

ومن جهته قال بابا فالو كايتا، محافظ التراث في مالي والرئيس السابق لمدرسة التراث الأفريقي في مالي: "تعدّ المتاحف مصدراً للفخر، والهويّة والوظائف للشعوب، وتعدّ البوابة التي يعبر منها الزوّار الدوليّون إلى تاريخنا وثقافتنا." وأضاف معلّقا: "يقدّر قادة المجتمع دور المتاحف ليس فقط في حماية وصون التقاليد وإنّما الموائل الطبيعيّة أيضاً وذلك في وجه أي مخاطر ناجمة عن العولمة والتدهور البيئي."

والجدير بالذكر أنّ العديد من مواقع التراث الطبيعي والمتاحف تتعرّض، في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، إلى مخاطر إضافية ناجمة عن الصراع وعمليات النهب والإتجار غير المشروع. وفي هذا السياق، عرض مأمون عبدالكريم، مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، الدمار الذي تعرّض له موقع مدينة تدمر ومتحفها مؤخّراً، مسلطاً الضوء على أنّه ورغم نقل أكثر من 90% من القطع الأثرية من متحف تدمر إلى مناطق آمنة، لا بدّ من حشد جهد دوليّ كبير من أجل إعادة بناء الموقع والمتحف وترميمهما في ما يتوافق مع المعايير العلميّة الحاليّة.

وأضاف قائلاً: "كانت مدينة تدمر قديماً مدينة عالميّة ما يجعل منها تراثاً خاصاً بالبشريّة جمعاء. وعلى غرار العديد من المواقع المعرّضة للخطر حول العالم، فإنه يقع على عاتقنا جميعا حماية وترميم هذه المواقع التي تمثّل هويتنا المشتركة. فإنّ معركتنا هي معركتكم أيضاً." 

وبدوره أشار منير بوشناقي، مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، إلى أنّه "لا يمكننا التقليل من شأن أهميّة التعاون والدعم الدوليّين في دعم المواقع والمتاحف على حدّ سواء، أو من دور اليونسكو، بوصفها منسّقاً في حالات الطوارئ." كما أنّه لفت النظر إلى توصية اليونسكو 2015 المعنيّة بحماية وتعزيز المتاحف ومجموعاتها وتنوّعها ودورها في المجتمع والتي تسلط الضوء على دور المتاحف في توليد المنافع الاجتماعيّة والثقافيّة والتربويّة والاقتصاديّة. 




العودة إلى --> الأخبار
العودة إلى أعلى الصفحة