<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 19:24:51 Sep 03, 2016, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

خمسون عاما على إنشاء نظام الإنذار المبكر ضد التسونامي

70th_anniv_tsunami.jpg

لوحات تشير إلى نظام الإنذار المبكر للتسونامي مع الإرشادات اللازمة
© Daniel Bisson
 

منذ 50 عاماً بالضبط، في نيسان/أبريل 1965، أُنشئ نظام الإنذار بأمواج التسونامي في منطقة المحيط الهادي تحت رعاية لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات. وقد عقدت ندوة دولية في هونولولو، هاواي (الولايات المتحدة) في 20 و21 نيسان/أبريل، لإحياء هذه الذكرى والاحتفال بالإنجازات العديدة التي أفضى إليها هذا النظام.

22 أيار/مايو، الساعة 7.11 بعد الظهر. ضرب زلزال بلغت قوته 9.5 درجة بمقياس ريختر - وهي الدرجة الأقوى على الإطلاق - جنوب شيلي وعقبته موجة تسونامي اجتاحت الساحل في جنوب أمريكا على امتداد مساحة تجاوزت 000 4 كم. وغمرت الأمواج التي بلغ ارتفاعها 25 متراً شواطئ شيلي في المنطقة الواقعة بين "كونسبسيون" وجزر "شيلو"، الأقرب إلى مركز الزلزال.

وبعد 15 ساعة، ضربت موجة التسونامي، التي غطت مسافة 000 10 كم، هاواي، ثم اليابان والفلبين. وبلغت الحصيلة النهائية لضحايا هذه الموجة أكثر من 000 2 شخص. كما قُدرت الخسائر بحوالي 24 مليون دولار (وهو ما يساوي حوالي 200 مليون دولار الآن).

وأبرز حجم هذه الكارثة ضرورة إنشاء نظام للإنذار في منطقة المحيط الهادي، حيث تقع 75٪ من أمواج التسونامي الأكثر فتكاً. ومن ثم أُنشئ في عام 1965 فريق التنسيق الدولي الحكومي المعني بنظام الإنذار بأمواج التسونامي والتخفيف من آثارها*، وذلك تحت رعاية لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات.

كما أُنشئ مركز الإنذار بأمواج التسونامي في منطقة المحيط الهادي، وهو المركز المحوري التشغيلي للنظام المذكور. وتتولى الإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي إدارة هذا المركز الذي يتخذ هاواي مقراً له، ويتعاون مع مركز الإنذار بأمواج التسونامي في منطقة شمال غرب المحيط الهادي في اليابان. وتتمثل مهمة المركز في تقدير التهديدات عند وقوع الزلازل، وفي إنذار البلدان الواقعة في مسار أي موجة من موجات التسونامي المحتملة الوقوع.

وقام المؤتمر الدولي المنعقد في هونولولو والذي شارك في تنظيمه كل من الإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي، ولجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات، والاتحاد الدولي للجيوديسيا والجيوفيزياء، باستعراض تاريخ هذا البرنامج العلمي النموذجي.

ويضم فريق التنسيق الدولي الحكومي، بعد 50 عاماً من إنشائه، 46 دولة عضواً**، كما أن نظام الإنذار تطور وامتد ليشمل العمل على درء الخسائر، وإعداد السكان فيما يخص التصدي لموجات التسونامي، فضلاً عن نقل التكنولوجيا.

ويتصل نظام الإنذار بأمواج التسونامي في منطقة المحيط الهادي بشكل مباشر بمحطات الإبلاغ عن الزلازل البالغ عددها أكثر من 150 محطة منتشرة حول العالم، والتي توفر المعلومات بشأن كافة الزلازل التي تبلغ قوتها 5.5 درجة أو أكثر. كما يستقبل هذا النظام بيانات عن مقاييس المد والجزر وارتفاع أمواج التسونامي بالأمتار في جميع أنحاء منطقة المحيط الهادي، تفيد في التحقق من وقوع موجة تسونامي وتقدير حجمها. وتتيح معرفة ارتفاع أمواج التسونامي بالأمتار مزيداً من الدقة في تقدير المخاطر الناجمة عن هذه الأمواج، وتعني أنه يمكن إصدار الإنذارات خلال خمس أو عشر دقائق بعد وقوع الزلزال.

اُستخدم نظام الإنذار في منطقة المحيط الهادي كنموذج لثلاثة أنظمة أخرى تم إطلاقها بعد وقوع أمواج تسونامي فتاكة في كانون الأول/ديسمبر 2004، وذلك لحماية المناطق الأكثر تعرضاً لمثل هذه الكوارث، ولاسيما منطقة المحيط الهندي والكاريبي وشمال شرق المحيط الأطلسي والبحر المتوسط.

وعلى الرغم من النجاح الأكيد لهذا النظام، فهو لا يزال ينطوي على ثغرات. ويظل "قطع الشوط الأخير" يمثل تحدياً، لأنه حتى ولو كان من الممكن للنظام أن ينذر السلطات الوطنية بسرعة، فإن ما يوجهه من رسائل يجب تبليغها إلى جماعات سكان المناطق الساحلية المعرضة لإنذارها باحتمال وقوع مخاطر في غضون عدة دقائق بعد حدوث زلزال.

ويطرح تمويل هذا النظام مشكلة أخرى. فصيانة نظام الإنذار تنطوي على تكاليف مالية تُقدر بما يتراوح بين 50 و80 مليون دولار سنوياً. ولكن إنقاذ الأرواح والحد من الأضرار التي تحدثها موجات التسونامي لهما ثمن يجب دفعه.

 





*      المعروف أصلاً باسم "فريق التنسيق المعني بالإنذار بموجات التسونامي في منطقة المحيط الهادي".

**     الاتحاد الروسي، أستراليا، إكوادور، إندونيسيا، بابوا غينيا الجديدة، بالاو، بنما، بيرو، تايلاند، توفالو، توكيلاو، تونغا، تيمور ليشتي، جزر سليمان، جزر كوك، جزر مارشال، ساموا، السلفادور، سنغافورة، شيلي، الصين، عُمان، غواتيمالا، غرينادا، فانواتو، فرنسا، الفلبين، فيتنام، فيجي، كمبوديا، كندا، كوستاريكا، كولومبيا، كيريباتي، ماليزيا، المكسيك، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية، ولايات ميكرونيزيا الموحدة، نيكاراغوا، نيوزيلاندا، هندوراس، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان.