<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 03:10:38 Jul 04, 2018, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

اليونسكو وشركاؤها يتصدون للتطهير الثقافي والتطرف العنيف

06 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017

unesco_softpower_clt_688px.jpg

© UNESCO/Nora Houguenade

بمناسبة انعقاد المؤتمر العام لليونسكو، جرى تنظيم حلقة نقاش دوليّة رفيعة المستوى في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 بشأن تعزيز التعاون في إطار التصدي للتطهير الثقافي والتطرف العنيف وذلك بحضور عدد من الوزراء العراقيّين والماليّين ورئيس هيئة الادعاء لدى المحكمة الجنائيّة الدوليّة بالإضافة إلى عدد من الخبراء الدوليّين، 

وقد افتتحت المديرة العامة لليونسكو، السيّدة إيرينا بوكوفا، النقاش حيث سلطت الضوء على الدور الأساسي لحماية التراث في صياغة استراتيجيّات جديدة من أجل السلام والتماسك الاجتماعي في حالات النزاع.  

وقالت في هذا السياق: "يستهدف المتطرفون العنيفون الثقافة لأنهم يعلمون أنه التراث الثقافي مصدر للقدرة على الصمود. ويهاجمون التراث ويضطهدون المجتمعات المحليّة في إطار استراتيجيّة شاملة "للتطهير الثقافي"، وذلك لأنهم يدركون كذلك قوة الثقافة لتجريد ادعاءاتهم ووعودهم الكاذبة من أي شرعيّة.  ولا بدّ لنا، من أجل مواجهة هذا التهديد، من أن نتصدى بقوة التدابير العسكريّة، ويتطلب ذلك أيضاً تسخير "قوة الاقناع" المتمثلة بالثقافة ونقل التاريخ، كدرع أخلاقي وفكريّ للتصدي للكراهية."  

هذا وقال وزير الثقافة العراقي، السيّد فرياد راوندوزي: "لقد دمّر المتطرّفون العديد من المواقع الأثريّة والمباني الدينيّة والمتاحف والمكتبات في أنحاء العراق، وقد تأثرت المجتمعات المحليّة تأثراً عميقاً بذلك. ومن هنا، فإنّ إعادة بناء هذا التراث الثقافي هو فرصة الشعب لتجاوز معاناته وفتح باب جديد، فذلك أمر ضروريّ للمصالحة على الصعيدين الوطني والمحلّي."

كما أكّدت وزيرة الثقافة الماليّة، السيّدة ناديا راما تولاي ديالو:"أنّ الهجمات على التراث الثقافي المالي، سواء على المتاحف أو المخطوطات الأثريّة كانت هجمات على معتقداتنا وأسلوب حياتنا، في محاولة لإضعافنا. ويتمثّل ردّنا في إشراك كل فرد في عمليّات الحفظ  والإنعاش والإصلاح والتعليم من أجل مستقبل تمبكتو."  

وبالإضافة إلى ذلك، شددت المديرة العامة على التقدّم التاريخي الذي أحرز مؤخراً في إدراج حماية التراث في استراتيجيّات السلام والأمن، مذكرة باعتماد القرارات الهامة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة )2199، 2347، 2354، 2379( المعنيّة بدور حماية التراث في حال نشوب النزاعات المسلّحة.  

كما أكّدت مجدّداً أهميّة التعاون بين اليونسكو والمحكمة الجنائيّة الدوليّة، مشيرة إلى إدانة أحمد الفقيه المهدي لتدمير التراث في تمبكتو، وهي أول قضيّة للمحكمة الجنائية الدولية تعتبر فيها أنّ التدمير العمد للتراث الثقافي جريمة حرب.  

هذا ونوّهت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدوليّة، السيّدة فاتو بنسودة، إلى الروابط القائمة بين الكرامة وحقوق الإنسان والتراث الثقافي وأهميّة المساءلة على الجرائم التي تستهدف التراث الثقافي. وقالت في هذا السياق: "عندما تُهاجم الممتلكات الثقافيّة والمباني المكرسة للدين والتعليم، فيمكن أن تكون الآثار السلبيّة مدمّرة كذلك لما يرتبط بذلك من حقوق مثل حرية الفكر والوجدان والدين، بالإضافة إلى الحق في التعليم وحتى الحقوق الاقتصاديّة. ويجب مواجهة هذه الجرائم الخطيرة من خلال القانون وآليات الردع. وإنّنا في مكتبي حريصون على أداء عملنا بدقة وفقاً للإطار القانوي لنظام روما الأساسي."  

وسلطت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في مجال الحقوق الثقافية، السيّدة كريمة بنون، الضوء على الحاجة لضمان الحق في الوصول إلى التراث الثقافي والتمتع به. وقالت في هذا السياق: "إنّها تجربة إنسانيّة وحقّ أساسي من حقوق الإنسان. لقد فقد الناس أرواحهم في سبيل حماية تراثهم الثقافي. وتطلعاً للأمام، إننا بحاجة إلى الدرء والمساءلة واتخاذ قرارات شاملة."

وتحدّث مدير مكتبة العقيب للمخطوطات في تمبكتو، السيّد محمد المختار سيسيه، عن تجربته في ظل الاحتلال المتطرف العنيف للمدينة عام 2012، قائلاً: "كنا نعيش تحت حظر شامل. وعملنا بعد مغادرة المتطرفين على استعادة نشاطاتنا ومبانينا، كما عملنا على إشراك وتعليم والشباب. وقد اتضح أنّ جهود إعادة الإعمار ضروريّة من أجل الصمود والمصالحة وإنعاش الشعوب."  

وتجدر الإشارة إلى أنّ حلقة النقاش تعد جزءاً من سلسلة من الفعاليّات المنظمة تحت شعار "قوة الإقناع" لليونسكو اليوم، لتسليط الضوء على استخدام المنظمة لهذا الأسلوب خلال أداء مهامها للرد على التحديات التي تقف أمام التنمية المستدامة وبناء السلام اليوم.

وفي نفس اليوم، وقّعت المديرة العامة لليونسكو والمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية خطاب نوايا لتعزيز التعاون بين المؤسستين في مجال حماية التراث.  

وكجزء من الجهود الرامية إلى زيادة الوعي، أسدلت المديرة العامة لليونسكو الستار عن نسخة ثلاثية الأبعاد طبق الأصل لتمثال الثور المجنح "لاماسو" من نمرود (العراق اليوم)، والذي كان قد دمر على يد المتطرفين عام 2015. وحضر هذا الحدث كل من وزير الثقافة العراقي، السيّد فرياد راوندوزي، ورئيس جمعية لقاء الحضارات "Incontro di Civiltà Association" (إيطاليا)، السيّد فرانشيسكو روتيلي، والسفيرة والمندوبة الدائمة لإيطاليا لدى اليونسكو، السيّدة فينسنزا لوموناكو، ورئيس لجنة الثقافة في الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو.

وسيتم عرض التمثال في مقر اليونسكو خلال فترة المؤتمر العام كرمز لالتزام المنظمة بمشاركة التاريخ ونقل القيم التي يحملها للأجيال القادمة.