<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 22:51:56 Nov 26, 2018, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

إحياء روح الموصل

top_mosul2-ar.jpg

©اليونسكو

تعد مدينة الموصل رمزاً حياً لهوية العراق التعددية. إذ كانت ملتقى ثقافات الشرق الأوسط لقرون طويلة.فمن المدن السومرية إلى بابل، ومن سور نينوى إلى طريق الحديد، باتت المنطقة بوتقة انسجم فيها البشر على اختلاف مشاربهم وأفكارهم. ولكن بين عامي 2014 و2017، ضغت على حكاية السلام، التي تمثّل الروح الحقيقة للموصل، حكاية أخرى تحكمها الكراهية والعنف. 

وأدّى وقوع مدينة الموصل تحت الاحتلال إلى تدمير المدينة. إذ لم يسلم منه أي مبنى أو لوح زجاج. فقد دُمّر عدد من المواقع الأثرية، ومنها موقع نمرود الأثري ومتحف الموصل وضريح النبي يونس والمنارة الحدباء، وأصبحت أطلالاً.وغدت آلاف المنازل أكواماً من الركام. وأخذ عدد من السكان بالعودة إلى المدينة ببطئ، وقد امتلأت المخيمات الواقعة بالقرب من المدينة. ويعدّ قطاع التعليم، من مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي وحتى مرحلة التعليم العالي، منكوباً، في حين يعاني الطلاب والمعلمون من عواقب الحرب الجسدية والنفسية.

وقد ركز المؤتمر الدولي لإعادة إعمار وتنمية العراق، الذي عقد في مدينة الكويت، على الأهمية المركزية للبعد الإنساني في عمليتي التعافي والبناء على نحو مستدام. ولذلك، استهلت المديرة العامة لليونسكو مبادرة رائدة بعنوان إعادة إحياء روح الموصل، وذلك للتركيز على البعد الإنساني لعملية إعادة إعمار المدينة. وفي هذا السياق، ستتولى اليونسكو مهام تنسيق الجهود الدولية في مجالين رئيسيين، هما: إصلاح وإعادة تأهيل التراث الثقافي وتجديد حيوية المؤسسات التعليمية والثقافية، وذلك بدعم كامل من الحكومة العراقية والأمين العام للأمم المتحدة.

 

وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك تعاون طويل الأمد بين اليونسكو والعراق. فإن اليونسكو متواجدة في العراق منذ مطلع عام 2003، حيث أنجزت بنجاح عدداً من المشاريع الكبيرة بشأن التراث الثقافي، ومنها مثلاً:  إصلاح ضريح الإمامين العسكريين في سامراء، وإنعاش قلعة أربيل. وقد استهلت اليونسكو في عام 2017، بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية، خطة التصدي لحماية التراث الثقافي في المناطق المحررة في العراق (2017-2019). 

وستكون مبادرة "إعادة إحياء الموصل" واحدة من أولويات اليونسكو خلال السنوات القادمة. إذ تعدّ أكبر حملة إعادة إعمار تقوم بها المنظمة في الآونة الأخيرة. فقد حشدت قواها بالكامل، منذ شهر شباط/فبراير، في سبيل إتمام مبادرة الموصل، سواء في مقرها أو في مكاتبها الميدانية في بغداد والمنطقة. وتتماشى المبادرة مع خطة "إعادة الإعمار والتنمية في العراق" التي تقوم بها الحكومة العراقية، وبرنامج التعافي وبناء القدرة على الصمود في العراق، الذي استهل بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة.

تابعوا #إحياء_روح_الموصل

 إحياء روح  الموصل

يعد هذا الاجتماع الدولي جزءاً من مبادرة إحياء روح الموصل التي استهلتها المديرة العامة لليونسكو في شهر شباط/فبراير 2018.

ويهدف الاجتماع إلى تعبئة المجتمع الدولي من أجل إعادة إعمار مدينة الموصل وإنعاشها من جديد، وتقييم الوضع الراهن على أرض الواقع، وإعلان إنشاء الصندوق الاستئماني لإعادة إحياء الموصل، بالإضافة إلى عرض مجموعة من المشاريع الرئيسية التي ستساهم في ترميم مواقع التراث في الموصل، وإحياء حياتها الثقافية ومؤسساتها التعليمية من جديد. 

 

 

... مذكرة مفاهيمية
...برنامج الاجتماع الدولي

 الأخبار

 المشاريع

روح الموصل

تعدّ الموصل من أقدم مدن العالم. وهي ثاني أكبر مدينة في العراق، وتتميّز بغنى تاريخها وتراثها وثقافتها. ويعني اسمها باللغة العربية "الشيء الذي يصل ويربط" لتحقيق غاية حميدة. وقد ربطت نقطة التقاطع الاستراتيجية الواقعة على ضفة نهر دجلة الشرق بالغرب والشمال بالجنوب على مدار آلاف السنين. ففي العصور القديمة في هذه البقعة، التقى اليهود الآشوريين، والتقى الرومان الفرس في نينوى، على الضفة الغربية للنهر. ولاحقاً، التقى المسيحيون المسلمين، والأتراك التقوا العرب في المدينة القديمة غرباً. وقد شهدت الموصل العديد من النزاعات خلال تاريخها الطويل، بدءاً بالنزاعات الفكرية وانتهاءً بالالتزامات العسكرية، بالإضافة إلى فترات طويلة من السلام والتناغم. كما شهدت المدينة فترات استقلال سياسي وازدهار اقتصادي وريادة فكرية تفخر بها، فضلاً عن قوانين الاحتلال والاضطهاد

.وقد خُطّ تاريخ مدينة الموصل المميز على حجار المدينة القديمة. فإنّ متحفها يوثّق التاريخ العربي والآشوري في المنطقة. ويعود العديد من جوامعها وأضرحتها ومقابرها الإسلامية، التي يبلغ عددها 486 جامعاَ وضريحاً ومقبرة، إلى القرن الثاني عشر، حين كانت الموصل عاصمة الدولة الزنكية المشهورة بأعمال التعدين الرائعة والرسومات المصغرة والسجاد الحريري. وتمتلك المدينة 32 كنيسة و6 أديرة تشهد على أهميتها كمركز مسيحي للعبادة والتعلم منذ القرن الرابع بعد الميلاد على أقل تقدير. واستمر سوق التوابل في باب السراي في استقبال التجار والبضائع من الهند والصين على مدار ألف عام. وتجسّد الكتب التي تُباع في شارع النجفي تجارة الأفكار التي تدفقت من الموصل منذ العصور الغابرة. فإنّ روح الحياة والابتكار، والتعدد والتعايش تتربع في قلب هوية الموصل. فدعونا نوحد جهودنا جميعاً يداً بيد مع أهل الموصل من أجل إحياء روح الوَصل هذه من جديد.

    الوسائط المتعددة

 الموارد