<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 08:38:35 Dec 01, 2018, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
10.05.2017 - Social and Human Sciences Sector

تسليم جائزة اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية للفنانة بهيّة شهاب والفنان "إلـ سيد"

© UNESCO / Christelle Alix - Bahia Shehab and El Seed presenting a calligraffiti painting that they prepared together for UNESCO.

سلّمت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، جائزة اليونسكو - الشارقة للثّقافة العربيّة الرّابعة عشر للفنّانة اللّبنانيّة-المصريّة بهيّة شهاب والفنان الفرنسي-التّونسي "إلـ سيد"، وهما من روّاد فن رسم الحرف على الجدران أو"فن الكاليغرافيتي"، خلال حفل رسمي أُقيم لهذا الغرض في مقرّ اليونسكو بمدينة باريس في 18 نيسان/أبريل 2017.

 أكدت السيّدة إيرينا بوكوفا، في الكلمة التي ألقتها خلال حفل تسليم الجائزة، على أهميّة إحياء الثقافة العربية بوصفها عاملاً من عوامل الحوار والتفاهم. وتكمن قوة الثقافة في قدرتها على التوحيد والتمجيد والارتقاء، إذ تعزز القدرة على فهم التاريخ  والحاضر المشترك الذي يجمع الثقافات إذ تُثري المجتمع من خلال إرساء الأسس اللازمة للاحترام المتبادل والسلام. وتندرج هذه الأمور جميعها في عِداد مقاصد جائزة اليونسكو - الشارقة للثقافة العربية. وأشادت المديرة العامة بالفنّانَين الفائزَين بالجائزة معتبرةً أعمالهما نموذجاً لحيوية الثقافة العربية وثرائها، وكذلك للأواصر التي تربطها بسائر الثقافات بفضل الانفتاح والإبداع والتفاؤل.

وشكرت بهية شهاب المديرة العامة لليونسكو وأعضاء هيئة التحكيم الدولية والقائمين على الجائزة وسلطات إمارة الشارقة على تقديرهم لعملها. وأفادت بأن فوزها بالجائزة يعني لها الكثير، إذ تعتبر نفسها مواطنة عالمية تنتمي إلى عالم مفتوح لا يعرف الحدود التي رسمها الإنسان بين أمم الأرض ولا المفاهيم التي ابتدعها للتفريق بينها. وقالت في هذا الصدد: "تبدو لي هذه الحدود المصطنعة حدوداً وهمية لا وجود لها في واقع الأمر، إذ أرى أن الفجوة اليوم ليست بيننا وبين الآخرين، ولا بين الشرق والغرب أو بين الشمال والجنوب بل بين أصحاب الفكر المستنير والقلوب الرحيمة الذين يراعون مشاعر الآخرين ويتحلون بالتواضع واللطف وأولئك الذين لا يتحلون بهذه الصفات".

وترى بهيّة شهاب أن هذه الجائزة تدلّ على أنه يمكن للثّقافة أن تتجلّى في أي شكل، وأنّ الشارع محفل اجتماعي ضروري للحوار إذ يقرّب الفنّ إلى قلوب الناس كافة. وشدّدت في هذا الصّدد على أنّ "كافّة الناس يمشون في الشوارع، بينما لا يزور كافة الناس المتاحف". ودعت بهيّة شهاب في الختام إلى إقرار المزيد من الحكومات العربية بأهمية الثقافة بوصفها حلقة وصل ضروريّة بين شتّى الحضارات ومختلف الأيديولوجيات، راجيةً أن يُقدِم المزيد من النساء على اتخاذ مبادرات لتحقيق أحلامهن.

وتحدّث الفنان "إلـ سيد" عن تجربته وبيـّن كيف ساعده اتخاذ فن الخطّ وسيطاً فنياً على تقبّل هويتيه الفرنسيّة والتّونسيّة، وعلى عبور الحدود بمختلف أشكالها من أجل التّواصل مع الشعوب والثّقافات الأخرى. وبيّـن أيضاً أن تقبّل الثقافات الأخرى والتعلّم منها رسالة أساسية لعمله الفني بصفته سفيراً للثقافة ومواطناً عالمياً.

 

وقدّم رئيس دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة سعادة السيد عبد الله العويس نبذة عن الأنشطة الثّقافيّة التي تدعمها إمارة الشّارقة. وبيّـن أيضاً مساهمة إمارة الشارقة برسم معالم مشهد ثقافي مشرق وناصع في أماكن كثيرة في جميع أرجاء العالم. وأكّد سعادة السفير، المندوب الدّائم للإمارات العربية المتحدة لدى اليونسكو، السيد عبد الله النعيمي أن هذه الجائزة تعبّر خير تعبير عن النهج الذي تأخذ به قيادة إمارة الشارقة والسبيل الذي تسلكه من أجل نشر الاعتدال والتسامح وتحقيق الرقيّ الثقافي.

وأفادت رئيسة هيئة التّحكيم الدّوليّة للجائزة، السّيدة هيام عباس، بأن الجائزة الرابعة عشرة جاءت بأمور جديدة مهمة للغاية، إذ جرى اختيار فنانَين ناشطَين أحدهما فنانة من المنطقة العربية. وقالت إنها ترجو أن يحثّ هذا الأمر البلدان والمنظمات على تقديم المزيد من الطلبات لترشيح نساء جديرات بالفوز بالجائزة في الفترات المقبلة. وأعربت عن ارتياحها لقيام هيئة التحكيم الدولية للجائزة الرابعة عشرة بتكريم فنانَين اعترافاً بدور الفنّ في إثراء الثقافة العربية وتعزيزها ونشرها.

واختُتم حفل تسليم الجائزة بقيام الفائزَين بعرض لوحة فنية "كاليغرافيتية" اشتركا في رسمها من أجل اليونسكو.

***

 ولدت بهية شهاب في عام في 1977. وهي فنانة ومصممة مصرية متخصصة في تاريخ الفن. وقد عُرضت أعمالها في معارض وصالات وشوارع الكثير من المدن في مختلف أرجاء العالم. واضطلعت بهية شهاب، بصفتها فنانة "كاليغرافيتية" ملتزمة ومتفانية، بـمشروع "لا وألف لا" الذي يتكون من سلسلة من اللوحات الفنية "الكاليغرافيتية" التي تعرض فيها ألف طريقة لكتابة كلمة "لا" باللغة العربية. وتُبرز بهية شهاب في أعمالها الفنية "الكاليغرافيتية" قضايا متعلقة بالمظالم السياسية والاقتصادية، فضلاً عن القضايا الشخصية والانتهاكات الجنسانية، وتعبّر من خلالها عن إيمانها بأن الفنّ وسيلة تغيير تستطيع دفع الناس إلى عدم الركون إلى رغد العيش وإلى الكفاح من أجل العدالة.

‏ وُلد "إلـ سيد" لأب وأم تونسيين في باريس في عام 1981. وتعلّم القراءة والكتابة باللغة العربية في أواخر العقد الثاني من عمره. وابتكر أسلوبه التصويري الفريد في فن التخطيط على الجدران، الذي يجمع فيه بين الشعر والخط والرسم، وينشر من خلاله رسائل السلام وآيات الجمال البادية للعيان، حتى وإن لم يكن لدى من يراها أية معرفة بالخط العربي واللغة العربية. ويرى "إلـ سيد" أن جمال ("فن الكاليغرافيتي") يشبه الموسيقى التي يمكن التّمتّع بها بـمعزل عن أي تحليل فكري. ويستخدم "إلـ سيد"، أعماله الفنيّة في الأماكن العامة لإشراك المشاهدين للوحاته الفنية في حوار يكشف زيف الصور النمطية المنتشرة في أوروبا بشأن الثقافة العربية والإسلامية.

         




العودة إلى --> الشباب
العودة إلى أعلى الصفحة