<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 01:26:31 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

ماذا يوجد في قيعان البحار؟ وضع آليات لرسم خرائط قيعان البحار حول العالم بحلول عام 2030

22 تموز (يوليو) 2016

اعتمد مشروع قاع البحار لعام 2030 خلال اجتماع عقد في موناكو بحضور ما يزيد عن 150 من كبار ممثلي المنظمات الفاعلة في مجال المحيطات بالإضافة إلى عدد من العلماء والخبراء والشخصيات الفاعلة في هذا المجال.  حيث أقر الاجتماع بأنّه يمكن إنجاز التخطيط الشامل لقيعان المحيطات بحلول عام 2030.

ويعدّ تخطيط قاع البحار وقياس أعماقها مهماً للغاية بالنسبة لعدد من الأطراف الفاعلة في هذا المجال: حيث يعتمد علماء البحار على خرائط أعماق البحار من أجل تخطيط البعثات البحريّة من جهة واستغلال وقتهم ومواردهم على نحو فعّال من جهة أخرى. ومن ناحية أخرى، تعدّ خرائط أعماق البحار مهمّة أيضاً في مجال النقل البحري حيث تساعد هذه الخرائط على ضمان أفضل طرق الملاحة وأكثرها أماناً. كما تعتمد سلطات إدارة الكوارث على هذه الخرائط للتنبؤ على نحو أدقّ بفيضانات التسونامي ووضع النماذج للتعرف عليها على نحو أسرع في المستقبل. فإن التعرف على ما تحتضنه البحار في طياتها على نحو دقيق، وعلى كيفية تشكّل قيعان البحار يقدّم بيانات مهمّة للغاية يفتقدها مجال المحيطات. ويذكر أن ما يزيد عن 85% من قيعان المحيطات حول العالم لم يتم تخطيطها باستخدام أساليب وطرق رسم الخرائط الجديدة. 

ودعا منتدى تخطيط قيعان المحيطات الذي عقد تحت إشراف الخريطة العامة لقياس أعماق المحيطات في الفترة بين 15 و 17 حزيران/ يونيو، إلى مشاركة المعلومات المتعلقة بأعماق البحار من أجل إنشاء قاعدة بيانات أساسية بشأن أعماق البحار. كما دعا هذا المنتدى أيضاً إلى تسهيل الوصول إلى الوسائل والتكنولوجيات ذات الصلة لا سيما في ما يتعلّق بالتنمية والدول الساحليّة وذلك من أجل إنجاز قاعدة البيانات ومشاركة البيانات للوصول إلى الهدف النهائي.

وتعدّ الخريطة العامة لقياس أعماق المحيطات مشروعاً مشتركاً بين لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات و المنظمة الهيدروغرافية الدولية. هذا وتعدّ هذه الخريطة المنظمة الدولية الوحيدة في العالم في مجال تخطيط قيعان البحار والمحيطات. 

ويذكر أنه تم افتتاح المنتدى بشكل رسمي بوجود أمير موناكو، ألبرت الثاني، وهو الحفيد الأصغر لألبرت الأول الذي أسس بدوره منظمة الخريطة العامة لقياس أعماق المحيطات عام 1903. وتخلل الافتتاح خطابات رئيسيّة ألقاها ممثلون من المنظمتين الأم لمنظمة الخريطة العامة لقياس أعماق المحيطات: روبرت وورد، ورئيس أمانة المنظمة الهيدروغرافية الدولية، وتوركيلد آروب، الذي حضر ممثلاً عن لجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات. 

كما كان رئيس اللجنة التوجيهية للخريطة العامة لقياس أعماق المحيطات، نائب الأدميرال شين تاني، من بين الشخصيات التي قدمت خطابها في هذه المناسبة، وركز بدوره على أن العالم "يعرف عن تضاريس المريخ أكثر مما يعرف عن قيعان البحار في كوكبه".  وبالإضافة إلى ذلك، دعت رئيسة المؤسسة اليابانيّة التي موّلت المنتدى، يوهي ساساكاوا، إلى حشد دعم دوليّ أكبر من أجل رسم خرائط قيعان البحار. 

وبعد يومين من الاجتماعات المكثّفة والجلسات الجانبيّة، خَلُصَ المشاركون إلى أنّ مهمّة تخطيط قيعان المحيطات شملت بنية جديدة للتنسيق العالمي لأنشطة رسم الخرائط وجمع كل البيانات المتوفرة بشأن أعماق البحار في إطار خارطة متناسقة وشاملة لقيعان المحيطات حول العالم. ولا بدّ من التعاون على المستوى الدولي لحشد جهود الأطراف الفاعلة في هذا المجال والحصول على أدوات متقدّمة وجديدة مثل برمجيّات التحليل وبرمجيات ما بعد المعالجة، وتكنولوجيا قواعد البيانات والبنية التحتية للحوسبة وتقنيات الاتصال بالإضافة إلى آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من وسائل لتخطيط قيعان المحيطات. 

ومن الجدير بالذكر أننا نشهد في يومنا هذا مجموعة من المبادرات العلمية المبتكرة التي تسعى لتحقيق هدف تخطيط قيعان البحار بحلول عام 2030. وإن جائزة إكس لاكتشاف هيكل المحيطات تضع الفرق المتنوعة أمام تحدّ كبير لتطوير تكنولوجيات قيعان البحار من أجل ضمان عمليات تخطيط مستقلّة  وسريعة وعالية الدقة. كما سيتم إطلاق مشروع رائد بين كل من منظمة الخريطة العامة لقياس قيعان المحيطات وشركة «غوغل» من أجل تحقيق دراسة أوسع لاستخدام آليات قياس أعماق البحار المستلهمة من التصوير باستخدام الأقمار الصناعية على مستوى العالم وذلك باستخدام شبكة الخريطة العامة.

والجدير بالذكر أن رسم خرائط لقيعان البحار بحلول عام 2030 سيتطلّب تحديد البيانات المتواجدة حالياً بالإضافة إلى تخطيط الفجوات المتبقية. ولا بد من تحقيق تعاون مؤسسي أكبر ما بين مجال البحث العلمي والمجال الصناعي عن طريق بناء القدرات لضمان الالتزام الفعال للدول النامية والدعم السياسي اللازم من مجموعة الدول السبع وهيئات الأمم المتحدة. وإن التقدّم في رسم خرائط قيعان البحار ضروري للتقدّم في أطر عمل الأمم المتحدة المتعلقة بالمحيطات لا سيما أطلس المحيطات الذي وضعته الأمم المتحدة  بالإضافة إلى تحقيق الهدف التنموي الرابع عشر والمعني بحفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة. 

وإن النتائج التي توصل إليها منتدى تخطيط قيعان البحار تجسّد بقوّة وجهات النظر التي أعربت عنها الدول الأعضاء في اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات بشأن أهمية دور الخريطة العامة لقياس قيعان البحار في إطار برامج  اللجنة الدولية الحكومية مثل وضع نماذج أمواج التسونامي والخرائط الملوّنة والإدارة المتكاملة للمناطق الساحليّة والتنبه المسبق للكوارث الساحليّة.