<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 20:52:56 Jun 10, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

اعتماد توصيات جديدة لتعزيز المساواة بين الجنسين في المجال الرقمي والقضاء على الأفكار النمطيّة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي

17 آيار (مايو) 2019

 يُقدّم تقرير جديد لليونسكو، أُصدر بالتعاون مع ألمانيا وتحالف المنظمات "متساوون" (EQUALS)، بعنوان "لو كان بإمكاني، لاحمرّ وجهي" (I’d Blush if I Could)، مجموعة من التوصيات المعنيّة بالإجراءات الواجب اتخاذها للقضاء على الفجوات الجنسانية القائمة على الصعيد العالمي فيما يتعلّق بالمهارات الرقميّة. ولولي التقرير اهتماماً خاصاً لدراسة تأثير التحيّز الجنساني المبطّن في برمجيّات بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر انتشارًا على غرار المساعدات الرقميّة الصوتيّة.

يُعالج هذا التقرير أشكال التحيّز في إطار أوجه التفاوت القائمة بين الجنسين في الفرق الفنية التي تضطلع بدور ريادي في ابتكار وتطوير التكنولوجيات الحديثة، ويهدف أيضاً إلى تحديد حلول يمكن اتخاذها من خلال السياسات لمساعدة النساء والفتيات على تنمية مهارات رقمية متينة.

وتتّسم هذه التوصيات، المناهضة لإضفاء الطابع الجنساني على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بأهمية قصوى وكان لا بدّ من وضعها في ضوء الانتشار الواسع للمساعدات الصوتية مثل نظام أمازون أليكسا. وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم هذه المساعدات تُمنح أسماء وأصوات نسائيّة وتجسّد "شخصية" مُبرمجة لتكون خاضعة للأوامر التي تُملى عليها.

وقد استمدّ المنشور عنوانه من الردّ الذي كانت تقدّمه سيري، المساعدة الرقمية الصوتية لشركة آبل التي يستخدمها مئات الملايين من الأشخاص، لعدة سنوات عندما كان المستخدمون يتعرضون "لها" بالإهانة.

إن انطباع الخضوع والخنوع القائم على نوع الجنس الذي تجسده الكثير من المساعدات الرقميّة "الإناث"، يقدّم مثالاً على التحيزات الجنسانية التي تُدرج في برمجيّات تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، يكشف لنا المنشور أنّ هذه التحيّزات متأصلة في الاختلالات الصارخة بين الجنسين في إطار تلقين المهارات وفي قطاع التكنولوجيا.

ومن هذا المنطلق، يوصي التقرير الجديد الشركات والحكومات بما يلي:

  1. لغاء خاصيّة اختيار الصوت النسائي تلقائياً في المساعدات الرقميّة؛
  2.        استكشاف إمكانيّة تطوير "مساعدات رقميّة محايدة جنسانياً" بحيث أن لا تتقمّض شخصية ذكر أو أنثى؛
  3. الحرص على برمجة المساعدات الرقميّة بحيث تحرص على منع الشتائم أو استخدام اللغة المسيئة القائمة على نوع الجنس؛
  4. تشجيع خاصية التشغيل البيني كي يتسنى للمستخدمين تغيير المساعدات الرقميّة كما يرغبون؛
  5. الحرص على تأكيد مشغلات المساعدات الصوتية طبيعتها غير البشريّة عند بدء التفاعل بينها وبين المستخدمين؛
  6. تطوير المهارات التقنية المتقدمة لدى النساء والفتيات كي يتمكنّ من ريادة إنتاج التقنيات المتقدمة جنباً إلى جنب مع أقرانهنّ من الرجال.

وتقول سانيي غولسر كورات، رئيسة قسم المساواة بين الجنسين في اليونسكو: "تدخل الآلات المُطيّعة والمُلزمة التي توحي بأنها نساء إلى بيوتنا وسياراتنا ومكاتبنا. ويؤثّر خنوع هذه الآلات في الطريقة التي يتحدّث بها الناس إلى الأصوات النسائية وتُجسّد كيفية استجابة النساء للطلبات التي تُوجه لهنّ والطريقة التي يعبّرن فيها عن أنفسهنّ. ولتغيير المسار المتبّع في هذا الخصوص، لا بدّ إلى إيلاء انتباه أكبر لما إذا كانت تقنيات الذكاء الاصطناعي تجسّد تحيّزاً جنسانياً وكذلك تحديد السياقات التي تُظهر بها هذا التحيّز، ولا سيما تحديد المسؤولين عن منح الآليات مثل هذا البعد الجنساني. "

على الرغم من أن العديد من المساعدات الشخصيّة الرقمية البارزة، مثل نظام كورتانا المطوّر من قبل شركة مايكروسوفت ومساعد جوجل الشخصي الذكي، لم تظهر على الساحة إلا منذ 5 سنوات، إلا أنها غدت اليوم من بين أكثر "النساء" شهرة على مستوى العالم. ويؤثر إعطاء الطابع الأنثوي للتكنولوجيات على التصورات المتعلقة بقضايا الجنسين في البيئات الرقمية والتماثلية على حد سواء.

ويوضح تقرير اليونسكو أن مواجهة التحيز الجنساني في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تتطلب مراعاة المساواة بين الجنسين في اختيار الفرق التي تضطلع بإعداد هذه التكنولوجيات. فإنّ النساء تمثّل 12 ٪ من مجموع الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، و6% فقط من مطوّري البرمجيات. ويقل احتمال حصولهنّ على براءات اختراع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 13 مرة مقارنة بأقرانهن من الرجال.

وفضلاً عن ذلك، لا بدّ من مراعاة المساواة بين الجنسين في إطار تلقين المهارات الرقميّة ذات الصلة بغية سدّ الفجوة القائمة بين الجنسين. ويخلص التقرير إلى العديد من التوصيات المتعلقة بكيفية جعل الدراسات التكنولوجية أكثر شمولاً للنساء والفتيات، ناهيك عمّا يقدّمه من أمثلة على الممارسات الجيدة من جميع أنحاء العالم.

وأخيراً وليس آخراً، يخلص التقرير الجديد إلى نتيجة غير متوقعة، وهي أنّ البلدان الأقرب لتحقيق المساواة بين الجنسين بشكل عام، على غرار بعض البلدان الأوروبيّة، تمتلك أقل عدد من النساء اللاتي يتابعن تعلّم المهارات المتقدمة اللازمة للانخراط في قطاع التكنولوجيا. وعلى العكس من ذلك، فإن البلدان ذات المستويات المنخفضة فيما يتعلق بمسألة المساواة بين الجنسين، مثل بعض البلدان العربيّة، تمتلك أكبر نسبة من النساء اللاتي يحصلن على شهادات في مجال التكنولوجيا المتقدمة. فعلى سبيل المثال، تمثّل النساء 6٪ فقط من خريجي قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في بلجيكا، في حين أن 58 ٪ من خريجي هذا المجال في الإمارات العربية المتحدة هم من النساء. وتؤكد هذه المفارقة الحاجة إلى اتخاذ تدابير لتشجيع إدماج المرأة في تعليم المهارات الرقمية في جميع البلدان.

أعدت اليونسكو المنشور الجديد بالتعاون مع تحالف المنظمات "متساوون" (EQUALS) وشركائها من الحكومات والمؤسسات الأكاديميّة ومنظمات القطاع الخاص والمجتمع المدني، المعنيّين بتعزيز التوازن بين الجنسين في قطاع التكنولوجيا من خلال الدفاع عن المساواة وتعزيز انخراط النساء في هذا المجال وحصولهن على المهارات اللازمة واضطلاعهنّ بأدوار قياديّة. وقد حظي التقرير بتمويل سخيّ من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، التي قدّمت أيضاً إسهامات موضوعية بشأن مضمون المنشور.

 

****

تحميل التقرير

https://ar.unesco.org/EQUALS

للمزيد من المعلومات عن تحالف المنظمات متساوون  (EQUALS): https://www.equals.org/coalitions

جهة الاتصال للشؤون الإعلامية: روني أملان، قسم الإعلام في اليونسكو

r.amelan@unesco.org

50 16 68 45 1 33+