<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 07:37:28 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

تعزيز حرية التدريس، وتمكين المعلمين

05 تشرين اﻷول (أكتوبر) 2017

teachers_profe.jpg

© Ignacion Marin

رسالة مشتركة بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين لعام 2017

يُعدّ المعلمون أحد الأركان الأساسية التي يقوم عليها بنيان أي مجتمع يتمتع بالقوة والمنعة تمتعاً طويل الأجل، إذ يعمل المعلمون على تزويد الأطفال والشباب والكبار بالمعارف والمهارات اللازمة للانتفاع بقدراتهم وطاقاتهم الكامنة على أكمل وجه.

ولكنْ لا يتمتع العديد من المعلمين، في جميع أرجاء العالم في الوقت الحاضر، بما يكفي من الحرية والدعم للاضطلاع بعملهم الذي لا يمكن الاستغناء عنه. ولذلك يرمي موضوع اليوم العالمي للمعلمين لهذا العام، وهو "تعزيز حرية التدريس، وتمكين المعلمين"، إلى تأكيد قيمة تمكين المعلمين مجدداً والإقرار بالعوائق التي تعترض سبيل الكثير منهم في حياتهم المهنية في جميع أرجاء المعمورة.

ويُراد بمفهوم تمكين المعلم تمكينه من الانتفاع بفرص التأهيل العالي الجودة، ومن الحصول على أجور عادلة، ومن الانتفاع المتواصل بفرص تنمية المهارات المهنية. ويُراد به أيضاً تمكين المعلم من التمتع بالحرية اللازمة للمساعدة على إعداد المناهج الدراسية الوطنية، وتمكينه من التمتع بالاستقلال المهني اللازم لاختيار أكثر الأساليب والنهوج ملاءمة لبلوغ الغاية المنشودة المتمثلة في إتاحة الانتفاع بتعليم أكثر فعالية وشمولاً وإنصافاً. ويُراد به، فضلاً عن ذلك، تمكين المعلم من مزاولة مهنته في أجواء آمنة تضمن سلامته إبّان التحولات السياسية والاضطرابات والنزاعات.

ويرزح المعلمون مع ذلك تحت وطأة ضغوط هائلة تحول دون تمتعهم بالحرية الأكاديمية والاستقلال المهني في الكثير من البلدان. فقد أفضى وضع نُظم صارمة للمساءلة في مرحلتَي التعليم الابتدائي والثانوي في بعض البلدان على سبيل المثال إلى ممارسة ضغوط هائلة على المدارس من أجل تحقيق النتائج المنشودة في امتحانات موحدة، وإلى تجاهل ضرورة الأخذ بمناهج دراسية واسعة النطاق تلبي احتياجات الطلاب المتنوعة.

ويُعدّ التمتع بالحرية الأكاديمية أمراً ضرورياً للمعلمين في جميع مراحل التعليم، ولا سيّما لأولئك الذين يتولون التدريس في مؤسسات التعليم العالي، إذ يعزز تمتعهم بها قدرتهم على الابتكار والاستكشاف ومواصلة المشاركة في البحوث الحديثة. وكثيراً ما يُستخدم الأساتذة الجامعيون بموجب عقود محددة المدة بحسب الظروف والاحتياجات. ويمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تفاقم عدم الاستقرار الوظيفي وتناقص فرص التقدم الوظيفي وتزايد أعباء العمل وانخفاض الأجور، ويمكن أن تفضي هذه الأمور كلها إلى الحدّ من الحرية الأكاديمية ومن جودة التعليم الذي يستطيع أولئك الأساتذة توفيره.

وقد تؤدي الضغوط السياسية والمصالح التجارية إلى الحدّ من قدرة المعلمين والمربين على التدريس بحرية في جميع مراحل التعليم. وكثيراً ما يواجه المعلمون الذين يعيشون ويعملون في بلدان ومجتمعات متضررة من النزاعات وانعدام الاستقرار مصاعب أشد وطأة من المصاعب التي يواجهها سواهم، ومنها المصاعب الناجمة عن تفاقم التعصب والتمييز وما يترتب على ذلك من قيود تُفرض على البحث والتدريس.

وتحلّ في هذا العام أيضاً الذكرى السنوية العشرون لصدور توصية اليونسكو لعام 1997 بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي، التي تكمِّل توصية منظمة العمل الدولية واليونسكو الخاصة بأوضاع المدرسين لعام 1966. وتضع هاتان التوصيتان معاً الإطار المرجعي الرئيسي فيما يخص حقوق المعلمين والمربين ومسؤولياتهم. وقد جرى التشديد في كلتيهما على أهمية تمتع المعلم بالاستقلال والحرية الأكاديمية في بناء عالم يتمتع الجميع فيه فعلاً بفرص التعليم والتعلم.

وإننا لنناشد الحكومات وسائر الشركاء في قطاع التربية والتعليم والقطاع الخاص، في ظل سعي العالم بأسره سعياً جماعياً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، الالتزام بالعمل على بناء قوى عاملة في مجال التربية والتعليم تملك مؤهلات ومهارات عالية وتحظى بالتقدير والتمكين، إذ يعدّ هذا الأمر عاملاً حاسماً في تحقيق الهدف 4 للتنمية المستدامة الذي يخص التعليم ويرمي إلى إيجاد عالم يتيح لكافة الفتيات والفتيان والنساء والرجال الانتفاع بفرص التعليم الجيد وفرص التعلم مدى الحياة.

ويتطلب هذا الأمر تهيئة ظروف عمل لائقة ودفع أجور عادلة لجميع المعلمين، ومنهم الأساتذة الجامعيون. ويتطلب هذا الأمر أيضاً توفير فرص التأهيل وتنمية المهارات للمعلمين، وزيادة عدد المعلمين المؤهَّلين، ولا سيّما في البلدان التي يوجد فيها عدد كبير من المعلمين غير المؤهَّلين. ويتطلب هذا الأمر، فضلاً عن ذلك، إزالة القيود غير الضرورية المفروضة على البحث والتدريس، والذود عن الحرية الأكاديمية في جميع مراحل التعليم. ويتطلب هذا الأمر، في نهاية المطاف، إعلاء شأن المعلمين في جميع أرجاء العالم بطريقة تبيّن مقدار تأثيرهم في قوة المجتمع وتتيح تقديرهم حقّ قدرهم.

وإننا لندعوكم جميعاً إلى الانضمام إلينا في هذا اليوم العالمي للمعلمين من أجل العمل معاً على تمكين المعلمين من التدريس بحرية لكي يتمكن كافة الأطفال والشباب والكبار من التعلم بحرية سعياً إلى بناء عالم أفضل.

 

                                                            إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو

                                                            غاي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية

                                                            أنطوني لايك، المدير التنفيذي لليونيسف

                                                            آخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

                                                            فريد فان ليوون، الأمين العام للاتحاد الدولي للمعلمين