<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 07:51:08 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

فن زخرفة الشاحنات: تعزيز تعليم الفتيات في الباكستان من خلال الفنون المحليّة

28 آذار (مارس) 2019

advocating-girls-education-pakistan-local-art.jpg

© UNESCO Islamabad/Asad Zaidi

انتشرت رسائل توعويّة بشأن أهميّة تعليم الفتيات في جبال كوهستان الشديدة الانحدار وجسورها ووديانها الضيّقة، فضلاً عن جدران قاعاتها الدراسيّة، على غرار "الكتاب والقلم أنفع لي من مال الدنيا".

الاحتفاء بالفنون المحليّة وإشراك المجتمعات

تستخدم اليونسكو فن زخرفة الشاحنات الباكستاني، الذي يُعدّ مزيجاً فريداً بين الرسوم الجدارية والمناظر المرسومة للاحتفاء بالفنون والحرف المحليّة، وذلك للتوعية بشأن أهميّة تعليم الفتيات في منطقة كوهستان في الباكستان. وقد رحّبت المجتمعات المحليّة بفكرة استخدام الفنون المحليّة، التي اعتمدتها مبادرة حق الفتيات في برنامج التعليم، للمساعدة في إحداث التغيير في إطار تعليم الفتيات.

وجرى، في هذا السياق، زخرفة ما يزيد على 20 شاحنة مخصصة لنقل البضائع والأخشاب على طول طريقي كاراكوروم وإندوس السريعين بصور ملوّنة ولوحات جدارية تدعو إلى تعليم الفتيات، بالإضافة إلى رسائل مثل "التعليم قوة" و التعليم نور". وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم بها الشاحنات كوسيلة لنشر رسائل ترويجيّة قوية تمسّ قضايا ثقافية حساسة بشأن تعليم الفتيات. إذ اعتادت المجتمعات المحلية على رؤية الشعر المحلي مرسوماً على هذه المركبات.

ساعد الاحتفاء بهذا الشكل الفريد من أشكال الفن المحلي في تغيير العقليات في العديد من المجتمعات المحلية. إذ أدرك الآباء أهمية التعليم بالنسبة لبناتهم. وأكد والد فتاة التحقت مؤخراً بالمدرسة وهي في الربيع السادس من عمرها قائلاً: "لقد تأثرت بمقولة مرسومة على إحدى الشاحنات مصحوبة بصورة لطالبة تقول: "المعرفة نور"، فقررت إرسال ابنتي إلى المدرسة لتتعلّم". وقد ازداد عدد الفتيات اللواتي يذهبن على المدرسة ويتنعّمنَ بحقّهن في التعليم.

 

إحداث تغيير في القاعات الدراسية

لقد طُليت جدران القاعات الدراسية باستخدام التقنية المتبعة لزخرفة الشاحنات، وذلك من أجل تمثيل الدروس باستخدام الرسومات والزخارف الجدارية لتحقيق عملية تعلّم أكثر تفاعليّة وتتسم بقدر أكبر من الحيويّة. وقالت المعلّمات في المدارس المشاركة أنّ الفتيات بتن يتطلعن للذهاب إلى مدارسهنّ في منطقتي باتان وداسو للتعلّم في قاعاتهنّ الدراسية التي اكتست حلّة جديدة.

تقول جول بانو، وهي طالبة في الصف الثالث في مدرسة البنات الابتدائية في داسو: "لقد أصبحت القاعات الدراسيّة أكثر جاذبيّة بحلتها الجديدة المفعمة بالألوان والأعمال الفنية، ولقد ازداد اهتمامي بالتعلّم أكثر من أي وقت مضى". لقد أثّر استغلال الفنون المحليّة بهذا الشكل على العديد من الفتيات أمثال جول، إذ أصبحت القاعات الدراسية أفضل وأكثر أمناً للفتيات. وقد طليت جدران 13 مدرسة باستخدام تقنية زخرفة الشاحنات من أصل 29 مدرسة ابتدائية في المنطقة. وقد ازداد معدّل التحاق الفتيات في هذه المدارس بنسبة 14٪، في حين أنّ معدّل التحاق الطلبة في المدارس الـ16 مدرسة المتبقية التي لم تعتمد هذا الأسلوب دون تغيير عند نسبة 10٪.

يساعد هذا النهج الذي تستخدمه مبادرة حق الفتيات في برنامج التعليم في الحفاظ على الفن المحلي الذي طورته نساء الريف وفنانات الشاحنات بمشاركة المدارس والطلاب على الصعيد المحلّي. لا تقتصر أهميّة هذا النهج على نقل هذه الفنون والحرف المحلية إلى الأجيال القادمة، وإنّما تسهم أيضاً في إيصال رسائل هامّة بشأن تعليم الفتيات في المجتمع، والمساعدة في إحداث تغيير في حياتهنّ من خلال التعليم.

يتولى مكتب اليونسكو في إسلام آباد تنفيذ برنامج حق الفتيات في التعليم للفترة 2014-2019، وذلك بموجب اتفاق ملاله بشأن أموال الودائع الذي أُبرم بين اليونسكو وحكومة باكستان "لدعم بناء القدرات الوطنية لإعمال حق الفتيات في التعليم في باكستان".

أتاحت المساهمة الكبيرة التي قدّمتها حكومة باكستان إنشاء صندوق اليونسكو - ملاله لحق الفتيات في التعليم، المخصّص لدعم الفتيات المهمشات لتعزيز فرص حصولهنّ على تعليم جيد في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وذلك إلى جانب عدد من المساهمات الإضافية من عدد آخر من الجهات المانحة.