<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 00:56:38 Dec 01, 2018, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
مستقبل الروبات: هل تصبح الآلة الذكية آلة عاقلة؟
19.09.2016 - قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية

مستقبل الروبات: هل تصبح الآلة الذكية آلة عاقلة؟

© Shutterstock.com / Willyam Bradberry

بدأ مجموعة من الخبراء المعنيّين بأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا بمناقشة احتمال تحوّل الإنسان الآلي (الروبوت) إلى "آلة عاقلة" لها حقوق القانونيّة إذا ما تم تطوير قدرة هذه الآلات على الإحساس والتمييز بين الصواب والخطأ.

وفي هذا السياق، ذكر فريق عمل اللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجية، وهي هيئة استشاريّة علميّة تابعة لليونسكو، في مشروع تقرير أوّلي صدر هذا الشهر أنّه: "في انتظار تطوّرات أخرى في هذا المجال، لا نستطيع استبعاد إمكانيّة تطوير الحواس والمشاعر لدى الروبوتات وبالتالي تحولها إلى آلات عاقلة." 

والجدير بالذكر أنّه تم استخدام الروبوتات الصناعيّة لأوّل مرة في صناعة السيارات في الخمسينيّات، لكنّها أصبحت الآن جزءاً من الحياة العصرية. حيث نجد الروبوتات اليوم في المصانع وميادين الحرب والخدمات الطبيّة ورعاية المسنين وعلاج الأطفال المصابين بمرض التوحد. وإنّ شهرة الروبوتات قد ازدادت بفضل روايات وأفلام الخيال العلمي مثل حرب النجوم (ستار وورز) والمبيد (تيرمينيتر) وبالتالي أصبح وجودها في المجتمعات أكثر وضوحاً إلى حدّ أن الخبراء يتساءلون إلى أي حد قد تتطور العلاقات بين البشر والروبوتات.

هذا ويعالج "المشروع الأولي لتقرير اللجنة العالمية لأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجية بشأن أخلاقيات الروبوتات" القضايا الأخلاقيّة المتعلّقة باستخدام الروبوتات المستقلّة وكيفيّة تواصل البشر معها. كما يفيد التقرير بأنّه قد يهدّد التطوّر السريع للروبوتات المستقلة فائقة الذكاء التصنيف الحالي للكائنات وفقاً للمبادئ الأخلاقيّة على غرار نتائج حركة الدفاع عن حقوق الحيوانات.

والجدير بالذكر أن البشر هم من يحدّدون سلوك الروبوتات الذي يصل إلى درجة عالية من التعقيد والذكاء والاستقلاليّة. ولكن، على افتراض أنّ الروبوتات المستقبليّة قد تكون أكثر تعقيداً (إلى درجة أنّها قد تكون قادرة على التعلّم من تجاربها السابقة وبالتالي برمجة تصرفاتهم)، فإنّ طبيعة الحلول الرقمية (الخوارزميات) للروبوتات، وهي مجموعة من الأوامر المحدّدة حول كيفيّة عمل الروبوتات، قد تتحوّل أيضاً إلى قضيّة جديرة بكسب الانتباه والتفكير الأخلاقيين بصورة جديّة.

ومع الأخذ في الاعتبار أنّ الباحثين المنخرطين في مجال "الآلات الذكيّة" متفقون على حقيقة أنه ما زال أمام الروبوتات مشوار طويل لتصل  إلى مستوى "كائنات أخلاقيّة"  مثل البشر، لكن هناك تخمينات بأن تتمكن الروبوتات في المستقبل من اكتساب الخصائص البشريّة مثل حس الدعابة مثلاً.

وقد ساهم الخيال العلمي بإنشاء نظرة عامة إلى الروبوتات على أنّها آلات تشبه البشر وتفكر وتتصرّف مثلهم. ولكن الروبوتات لا تأخذ بالضرورة الهيئة العامة للإنسان. ويمكن لها أن تكون آلات ذكيّة قادرة على أداء المهام الآلية الروتينيّة والمتكرّرة  الخطرة.

كما يذكر التقرير أنّه "من المحتمل أن تزداد استقلاليّة الروبوتات إلى حدّ استلزام تجهيز الروبوتات بتعليمات أخلاقيّة أي إضافة رموز أخلاقيّة إلى برمجة هذه الروبوتات تهدف على وجه الخصوص إلى منع أي تصرف مؤذ مثل تعريض البشر أو البيئة للخطر."

مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة المعقدة للروبوتات المعاصرة، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو من سيتحمل مسؤوليّة هذه الآلات من ناحية أخلاقيّة وقانونيّة إذا ما ألحقت الضرر بالبشر جرّاء حدوث عطل فيها. وعليه تبقى الروبوتات خاضعة للرقابة من الناحية القانونية والأخلاقية على حدّ سواء لأنّ هذا المجال جديد نوعا ما وما زال في مرحلة التطور السريع ومن الصعب التنبؤ بآثاره على العالم الواقعي. 

«ربما قد تتسبّب الأعطال التي قد تصيب الروبوتات المعقدة اليوم بأضرار كبيرة لعدد كبير من الأشخاص لا سيما إذا حدثت هذه الأعطال في الروبوتات العسكريّة المزوّدة بأسلحة أو السيارات الآليّة التي قد تخرج عن السيطرة. وعليه فإن التساؤلات لا تحوم حول مسألة احترام صناع الروبوتات لبعض المعايير الأخلاقيّة وحسب بل إذا ما كانت هذه المعايير الأخلاقية بحاجة إلى أن تدخل في برمجة هذه الروبوتات.»

والجدير بالذكر أن اليونسكو تضطلع بدور قياديّ في تعزيز أخلاقيات العلوم في كل أنحاء العالم: العلوم التي من شأنها أن تمنح فوائد التقدّم للجميع وتحمي الكوكب من الانهيار البيئي ما يساعد على إيجاد أساس قوي للتعاون السلمي.




العودة إلى --> الأخبار
العودة إلى أعلى الصفحة