<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 21:20:29 Jun 10, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

المشاركون في مؤتمر اليونسكو العالمي للذكاء الاصطناعي يدعون إلى مراعاة حقوق الإنسان في حوكمة هذا المجال

06 آذار (مارس) 2019

infocus_ai.jpg

©اليونسكو

 شهد مؤتمر اليونسكو العالمي الذي نُظّم بعنوان "مبادئ الذكاء الاصطناعي: هل نسير نحو نهج إنسانيّ؟" في الرابع من آذار/مارس في مقر المنظمة، توافق آراء واضح بشأن الحاجة إلى ضمان إدارة مجال الذكاء الاصطناعي على نحو يحترم القيم الإنسانية وحقوق الإنسان.

وقد قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في كلمتها الافتتاحية: "لا يقتصر الذكاء الاصطناعي على التكنولوجيا، بل إنه مسألة علمية وسياسيّة وفلسفية وأخلاقية تمسّ البشرية جمعاء".

أعلنت السيدة أزولاي أنّه "حان الوقت لتحديد المبادئ الأخلاقية التي يجب أن نستند إليها في وجه الاختلالات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي، وذلك بالطبع لضمان تسخير الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات جماعيّة قائمة على احترام القيم الإنسانية".

وأشارت المديرة العامة أيضاً إلى الأعمال التي تضطلع بها اليونسكو في إطار الذكاء الاصطناعي، وأعلنت قائلة: "سنتمكّن الآن من العمل استناداً إلى التقرير الأول للجنة المعنية بأخلاقيات المعارف العلمية والتكنولوجيا، كوميست. ومن المؤكّد أنّ التقرير الجديد، المكرّس للذكاء الاصطناعي، سيقدّم دعماً علميّاً كبيراً في إطار ما تضطلع به الدول الأعضاء من تفكير ومبادرات ذات صلة."*

وتطرق السيّد أنجيل غوريا، الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD) إلى الحاجة إلى التعاون لضمان تحويل الذكاء الاصطناعي إلى عامل محرّك لتحقيق نموّ شامل ومستدام. وقال في هذا السياق: "علينا الحرص على تحقيق ذلك، فبصرف النظر عمّا يوحي به الذكاء الاصطناعي من تفاؤل، إلا أنّه يُثير العديد من المخاوف والشواغل الأخلاقية."

كما أكّد السيد غوريا الحاجة إلى التضافر مع اليونسكو بغية "التخفيف من الطابع الاصطناعي لهذه التكنولوجيات وجعلها أكثر ذكاءً".

ضمّ المؤتمر جُملة من الأكاديميين، وممثلين عن المنظمات الحكومية الدولية، والوزراء، وممثلين عن القطاع الخاص، وأعضاء الأوساط التقنية، ووسائط الإعلام، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني. وأجمع المشاركون كافّة على ضرورة تحديد مبادئ أخلاقية تنظّم الذكاء الاصطناعي على أساس من الشفافية والمساءلة. وشدّدوا أيضاً على أهميّة وجود بيانات مفتوحة تحترم الحياة الخاصة للمستخدمين. وأكّدوا أهميّة هذه البيانات كونها تتخطى البيانات التي تُجمع بسُبل تقليدية لأهداف الخدمات العامة، كون هذه البيانات المفتوحة تخدم عملية التنبؤ باحتياجات المستخدمين واتخاذ القرارات التي تتيح للذكاء الاصطناعي المساهمة في العديد من المجالات مثل علاج الأمراض وإدارة الموارد المائية، والتخطيط الزراعي

ولكن البيانات ليست محايدة، وقد أشار العديد من المشاركين إلى أنّ تسخير التكنولوجيا لخدمة البشرية يتطلّب وجود بيانات تمثيلية وشاملة. ولكن ذلك يطرح مشكلة كبيرة نظراً إلى أنّ نصف سكان العالم لا يزالون غير متصلين بشبكة الإنترنت.

وكان من بين المشاركين السيّد سيدريك فيلاني، الحائز على وسام "فيلدز" في مجال الرياضيات وعضو في البرلمان الفرنسي، والذي تطرّق بدوره إلى ضرورة الحفاظ على سيادة الإنسان في وجه الخوارزميات، فضلاً عن السيادة الجغرافية السياسية في سياق يشهد منافسة كبيرة في إطار تطوير الذكاء الاصطناعي. وأكّد أيضاً ضرورة تطوير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان ومتطلباته، لكنّه حذّر من أنّ: "الخطر الحقيقي يكمن في ألا نكون قادرين على مواجهة هذا التحدي."

وحذّرت بونمي بانجو، المديرة العامة لشركة كوفورا، من الوقوع في "مصيدة الكفاءة"، على حد تعبيرها، دون مراعاة العدل والإنصاف، فإنّ للقرارات التي تُتّخذ اليوم ستؤثر على البشرية لعقود قادمة.

وأشار العديد من المشاركين إلى بطء عملية إعداد الوثائق التقنينيّة الدولية كونها تعدّ دائماً عقب الابتكارات التكنولوجية عوضاً عن وضعها تمهيداً لهذه الابتكارات، مع العلم أنّ الذكاء الاصطناعي يتطلّب إعداد هذه الوثائق في وقت أبكر.

وإذ سلّط جميع المشاركين الضوء على ضرورة تحديد مبادئ الذكاء الاصطناعي، فقد حذّر فابريزيو دروموند، الأمين العام المساعد للتنسيق الاستراتيجي في مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، من "التوجه الراهن لتفضيل الاتفاقات الدولية غير الملزمة، والذي ينطوي على تفضيل روح التنافس على روح التعاون، يجعل من الاتفاقيات غير الملزمة أكثر جاذبية. لكن لا يمكننا ضمان التزام الجميع بهذه الوثائق غير الملزمة. وإذا أفسحنا المجال أمام اليد الخفية للسوق للعمل بحريّة، فإننا سنحصل على تطبيقات مفيدة للذكاء الاصطناعي، إلا أنّ خصوصيتنا ستقل وستزداد حالات عدم المساواة، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الفجوات في مجتمعنا."

وتجدر الإشارة إلى أنّه جرى تنظيم هذا المؤتمر في إطار سلسلة من الفعاليات التي نظّمتها اليونسكو بشأن الذكاء الاصطناعي، في أعقاب حلقة النقاش التي أقيمت بشأن أخلاقيات التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، بعنوان "مستقبل التكنولوجيا: بصيص أمل أم مدعاة للقلق؟" (22 كانون الثاني/يناير) ومنتدى الذكاء الاصطناعي في أفريقيا (12 و13 كانون الأول/ديسمبر 2018). وتعمل اليونسكو الآن على تنظيم فعالية كبيرة بشأن الذكاء الاصطناعي والتعليم. وترمو هذه الفعالية إلى دراسة التكنولوجيات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والممارسات التعليمية الابتكارية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في بيجين، وذلك بالشراكة مع حكومة جمهورية الصين الشعبية (16-18 أيار/مايو).

**** 

جهة الاتصال للشؤون الإعلامية: روني آملان، 

r.amelan@unesco.org 

50 16 68 45 1 (0) 33+

*أعدّت فرقة عمل اللّجنة المعنية بأخلاقيات المعارف العلميّة والتكنولوجيا دراسة تمهيديّة بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وتوصي الدراسة بضرورة إعداد وثيقة معيارية في هذا المجال. وستُطرح هذه الدراسة على المجلس التنفيذي لليونسكو في شهر نيسان/أبريل، في خطوة لاستهلال الحوار مع الدول الأعضاء بغية إعداد وثيقة معيارية جديدة