<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 08:55:40 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
الأحداث

غران باخاتان، قلعتنا الجغرافية

cou_02_19_pajaten_web.jpg

يقوم جويل دياز بزرع شجرة، في إطار مشروع بور بروجي لإعادة إحياء الغابات في محمية المحيط الحيوي غران باخاتان (البيرو).

في منطقة تدهورت بسبب الإنتاج المكثف للمطاط في القرن التاسع عشر، وعاثت فيها عصابات المخدرات وفرق المقاومة حتى أصبحت منطقة خارجة عن القانون مُخصّصة لزراعة الكوكا والعبور الهين للكوكايين في الثمانينات، يعيش اليوم آلاف الأشخاص من فلاحة غابيّة تمزج بين غراسة الأشجار وزراعة الكاكاو. في هذه المنطقة بالذات الواقعة في الكورديليرا الوسطى بالبيرو، تم سنة 2016 إنشاء محمية للمحيط الحيوي تابعة لليونسكو: غران باخاتان. ويقف وراء  هذا المشروع، منذ البداية، رلدان روخاس باريداس.

رلدان روخاس باريداس يجيب على أسئلة ويليام نافاريت

 

هل لك أن تعرض مواصفات محمية المحيط الحيوي غران باخاتان لمن لا يعرفها؟

هو فضاء خارق للعادة، يتّسم بتنوّع طبيعي وثقافي مُبهر، لأنه يضمّ وسطين مُختلفين تماما: الأنديز والأمازون. وتأوي المحمية، على مساحة تُقدّر بحوالي 2،5 مليون هكتار، 5000 من الأنواع النباتية و900 من الأجناس الحيوانية، منها حوالي ثلاثين جنسا لا تتواجد إلا في ذلك المكان. كما تشمل المنتزه الوطني ريو أبيسايو المُسجّل سنة 1990 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي للإنسانية، والذي يزخر بالآثار. ومنذ منتصف الثمانينات، تمّ العثور، على ارتفاع يتراوح بين 2500 و4000 متر، على ستة وثلاثين موقع يعود تاريخها إلى العصر قبل الكولومبي.

كل ذلك يُمثّل بالنسبة لنا، نحن أصيلي المنطقة، تراثا خصوصيّا تعود لنا مسؤولية المحافظة عليه، كما يجبرنا على التفكير في المستقبل على المدى البعيد.

أعتبر هذه المحمية قلعة جغرافية تمنحنا ظروفا مثالية لتحقيق حياة أفضل وتعطي فرصا جيّدة للأجيال القادمة.

أنا شخصيّا، كنت دائما مُولعا بممارسة الفلاحة، ومتعلّقا بٍغاباتنا الأصلية واخضرارها البديع، وكنت دائما مُفعما بالطاقة التي تنبثق منها. حياتي مُرتبطة ارتباطا وثيقا بالثراء الثقافي، والأساطير، والخيال، والموسيقى وفنون الطبخ في المنطقة. لما غادرتها للدراسة في العاصمة ليما، كنت مُقرّا العزم على العودة لتوظيف طاقتي في سبيل إحياء هذا التراث الرائع. وهذا ما قمت به فعلا.

بالنسبة لسكان المنطقة وعددهم 170.000، ماذا يمثل تعيين غران باخاتان محمية للمحيط الحيوي لليونسكو؟

لقد عانى السكان المحليّون الكثير في الماضي من عصابات المطاط والمخدرات، وحروب فرق المقاومة. ولكن، اعتبارا من سنة 2000، شهدت زراعة الكاكاو انتعاشة سمحت لآلاف الأشخاص بالتخلّص من الفقر ومن التهميش. وبمرور الزمن، طوّرنا الفلاحة الغابيّة المختلطة التي تتلاءم جيّدا مع زراعة الكاكاو، لأن نبتة الكاكاو تنتعش بظل الأشجار.

تسجيل منطقتنا في شبكة محميات المحيط الحيوي لليونسكو سنة 2016 أعطانا دفعا هائلا، إذ رأينا فيه اعترافا بالمجهودات التي بذلناها لنجعل من منطقتنا أول مُنتج للكاكاو البيولوجي في البيرو.

لقد فتح هذا الاعتراف على الصعيد الدولي آفاقا جديدة لمؤسسة أمازونيا فيفا (فوندافي) التي تسعى للمحافظة على النظام البيئي لغران باخاتان. وها أن المؤسسات التي كانت لا تثق بنا وتدير لنا ظهرها، قد أصبحت الآن مهتمّة بنا. وعلى سبيل المثال، تموّل شركة المعادن بوديروزا البحث في مجال الآثار (وقد أصدرت حديثا دليلا ممتازا)، وفي المجال الفلاحي (أطلقت دراسة حول البطاطا)، كما تُوفّر لنا أدوات بيداغوجية للتعليم الابتدائي.

كما نتلقى عروضا من مستثمرين جدد من الخارج، مثل العلامة الفرنسية شانيل التي أبرمت اتفاقية تعاون مع مشروعنا راد + بيوكولوار مارتن سغرادو.

فيمَ يتمثّل هذا المشروع؟

يهدف هذا المشروع  إلى المحافظة على 300.000 هكتار من الغابة الأصلية التي تُديرها المجموعات المحلّية في منطقة ألتو هوايابمبا المتاخمة للحديقة الوطنية أبيسايو، وإلى تنميتها. يحظى المشروع، الذي بُعث سنة 2010 لمدّة ثمانين سنة، بدعم من المؤسسة الاجتماعية الفرنسية  بور بروجي (المشروع السليم) التي تدعم كذلك، على نفس المنوال، مشروع  خوبيلاسيون سيغورا (تقاعد مضمون) لمدة أربعين سنة، ويتمثّل المشروع في وضع نماذج للفلاحة الغابية قصد خلق اقتصاد ريفي مُستدام، بالإضافة إلى خطّة لإعادة التشجير والحصول على الكربون للرفع في جودة الأراضي، وإخراج الفلاحين الذين لا يتمتّعون بالتقاعد من دائرة الفقر.

ما هي المراحل المقبلة التي خططت لها مؤسسة فوندافي؟

لقد شرعنا في تبادل التجارب بين مختلف الأقسام صلب محميّتنا للمحيط الحيوي، مثل إنشاء حدائق نباتية أو بعث برامج لتربية النحل. كما أننا ننوي ربط علاقات مع محميات أخرى للمحيط الحيوي، في البيرو أو في بلدان أخرى من العالم.

لا يهمّنا التنافس. غايتنا الربط بين الاستراتيجيات والتعريف بالأنشطة التي نقوم بها وتحسينها، كما نريد أن نصبح مصدر إلهام للجميع، من حيث الامتياز في العمل والتعليم.

وسوف نبذل كل جهدنا لتشريك الجامعات، والمؤسسات، والمجتمع المدني، والدولة، والتعاون الدولي أكثر فأكثر، حتى نستفيد من هذا العنوان الرائع الذي نتميز به كمحمية للمحيط الحيوي، وحتى يشعر المنتج المنهمك باستمرار في رعاية قطعة أرضه، بأنه متصل بالعالم أجمع.

 

تنشر رسالة اليونسكو هذا المقال مساهمة منها في إحياء اليوم الدولي للتنوع البيولوجي (22 مايو).

الصورة: بور بروجي

رلدان روخاس باريداس

أصيل تارابوتو التي تبعد 136 كلم على خوانخوي، عاصمة إقليم ماريسكال كاسيراس في الشمال الغربي لبيرو، رلدان روخاس باريداس هو المبادر الأساسي لإنشاء محمية المحيط الحيوي غران باخاتان. كما كان عضوا في أول هيئة لتسيير المنتزه الوطني ريو أبيسايو سنة 2001، ويشغل الآن مهمة مدير تنفيذي لمؤسسة أمازونيا فيفا (فوندافي) التي تسعى للمحافظة على النظام البيئي للمحميّة.