<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 17:53:18 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Editorial

مسألة المياه في المدن الكبرى

cou_02_19_box_uwmp_web.jpg

مياه المدينة كما يراها المصور الكندي هيوغ نيشتل.

يعيش في الوقت الحالي أكثر من نصف شعوب العالم في المدن، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2050، سوف تبلغ نسبة سكان المدن 68٪ من مجمل سكان العالم. وقد تم بالفعل بلوغ هذه العتبة في أمريكا اللاتينية. وتمثل الهجرة إحدى الأسباب الرئيسية لهذا التوسع الحضري الحثيث، إذ أن المدن تستقبل ثلث المُشرَّدين في العالم، وعددهم الإجمالي 68،5 مليون نسمة. في عام 1970، كانت هناك ثلاث مدن تعد أكثر من عشرة مليون ساكنا. وبعد عشرين عاماً، ارتفع عدد هذه المدن الكبرى إلى عَشرة. وبحلول عام 2014، بلغ عددها ثماني وعشرين. ووفقاً للتقديرات، فسوف يبلغ عددها إحدى وأربعين مدينة بحلول عام 2030.

في عام 2015، تم إطلاق تحالف المدن الكبرى من أجل المياه والمناخ، وهو منتدى للتعاون الدولي، تسخر له اليونسكو الأمانة، يتيح للمدن الكبرى استخلاص الدروس من تجارب بعضها البعض، والتعاون مع المؤسسات التقنية والأكاديمية والمالية وبلورة حلول لرفع التحديات المترتبة عن تغير المناخ.

وأجرت اليونسكو سنة 2016 دراسة دقيقة لخمس عشرة مدينة كبيرة بالتعاون مع الجمعية الفرنسية آرسو إ.د.ف نشرت تحت عنوان المياه والمدن الكبرى والتحول الشامل. وتكشف الدراسة على وجه الخصوص عن التحديات المشتركة التي يتعين على تلك المدن مواجهتها، ومن بينها ضخامة حجمها، والفوارق الاجتماعية، وتوفير المياه، وخدمات الصرف الصحي وإدارة الموارد الطبيعية على نحو مستدام.

وبالفعل، فإن هذه المستوطنات البشرية الكثيفة تواجه كل يوم تهديدات جديدة مرتبطة بالنمو السكاني، وتغير المناخ وتدهور البنية الأساسية. وينطبق ذلك بصفة خاصة على البلدان النامية في آسيا، حيث تمثل المدن الكبرى مصدرا لأكثر من 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي. لذلك، فإن التوفيق بين توفير المياه وتأمين خدمات موثوقة في متناول الجميع ومستدامة، يشكل في مثل هذه المدن تحديا حقيقيا.

وشكلت هذه المسألة الموضوع الرئيسي للحلقة الدراسية التي نظمتها اليونسكو في فبراير 2018 تحت عنوان بناء المرونة الحضرية، على هامش الدورة التاسعة للمنتدى الحضري العالمي التي عُقدت في كوالالمبور، ماليزيا. وتناولت النقاشات السبل الكفيلة بتكييف إدارة المياه مع تداعيات تغير المناخ في المدن الكبرى، وضرورة تحسيس الرأي العام وتدريب السكان في هذا المجال. كما تم عرض مختلف المبادرات والممارسات لتمكين المدن من تحسين الخدمات الأساسية، بما فيها توفير المياه العذبة وخدمات الصرف الصحي.

إن عمليات تخطيط وإدارة المدن، وبناء قدرتها على التكيف، وتزويدها بالمعدات الضرورية لتوفير الأمن المائي لسكانها، إنما تشكل عاملاً أساسياً لتحقيق ازدهارها. وهذه هي مهمة برنامج إدارة المياه في المناطق الحضرية الذي يساعد الدول الأعضاء في اليونسكو على إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها في هذا المجال، من خلال تقديم الدعم، والتدريب، ونشر المعارف العلمية والمبادئ التوجيهية، وتبادل المعلومات بشأن شتى المناهج والحلول وأدوات الإدارة.

ويُصدِر البرنامج الهيدرولوجي الدولي التابع لليونسكو منذ أكثر من عشر سنوات، سلسلة المياه في المناطق الحضرية، لفائدة الممارسين وأصحاب القرار والمربين الذين يعملون في مجال إدارة المياه في المناطق الحضرية،  في جميع أركان العالم.

 

عودة إلى مقال: الإفتتاحية بقلم أودري أزولاي، المديرة العامة