<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 11:24:53 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
زاوية كبرى

من أجل استخدام ديمقراطي للذكاء الاصطناعي في أفريقيا

cou_03-18_facebook_01.jpg

نارسيسورفينغ نيتيزنشيب (2015)، نحت للفنان موريس مبيكايي، من جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي يهتمّ بالخصوص بتأثير التكنولوجيا المعاصرة على الإنسانية، وبصفة أخص في أفريقيا

يبلغ من العمر 32 عامًا. وُلد ونشأ في السنغال حيث درس الرياضيات والفيزياء. حصل على درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي في فرنسا ثم في كندا، وعاد إلى باريس لينال الدكتوراه. التحق منذ سنتين بمؤسسة فيسبوك لأبحاث الذكاء الاصطناعي التي تُنشئ مخابر للبحوث الأساسية في عدة أنحاء من العالم منذ سنة 2013: نيويورك، مينلو بارك (كاليفورنيا)، سياتل، باريس، مونتريال... هذه، في عجالة، مسيرة مصطفى سيسي، الذي يحدثنا عن أبحاثه ودوافعه وآماله.

مصطفى سيسي يجيب على أسئلة كاترينا ماركيلوفا

 

ما هي مشاريعك في مخبر فيسبوك لأبحاث الذكاء الاصطناعي في باريس؟

أكثر المواضيع التي تهمّني في مجال الذكاء الاصطناعي هي الموثوقيّة، والإنصاف والشفافيّة. في سنة 2017، كنت أنا ومجموعة من الزملاء أوّل من طوّر الخوارزميات (هوديني) التي تقيّم مناعة الأنظمة الذكيّة، مهما كانت نوعيّة الوسيلة الإعلامية: الصوت أو الفيديو أو غيرها.

إن مناعة الخوارزميات ضرورية لضمان أمن منتجات الذكاء الاصطناعي. تخيّل ما يمكن أن يحدث إذا أراد شخص سيئ النية تغيير الخوارزمية التي تقود سيارتك ذاتية القيادة! يُمكن ‏لأيّ نظام معلوماتي أن يتعرّض لهجمات من الخارج (قرصنة أو تعديل عن سوء قصد). لذا، من الضروري ضمان قُدرة هذه الأنظمة على مقاومة مثل تلك الهجمات.

وهناك بحوث أخرى، نشرتها في الفترة الأخيرة مع زميل لي، تتعلق بتجهيز الخوارزميات الذكيّة بالقدرة على التعامل مع كل كائن بشري بشكل عادل، سواء كان رجلاً أو امرأة، أسود أو أبيض، إلخ.

وبعبارة أخرى، أحاول لا فقط ضمان موثوقية الخوارزميات بأعلى درجة ممكنة، ولكن أيضا جعلها متناسبة مع احتياجات المجتمع البشري وقيمه، لأنها من المفروض أن تكون في خدمته.

لقد بينت الدراسات، مثلا، أن أنظمة التعرّف على الوجه تشتغل بأكثر نجاعة مع الوجوه الأوروبية من الوجوه الأفريقية. ونفس الشيء ينطبق على أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تُحدّد سرطان الجلد: فهي تعطي نتائج أفضل لدى المرضى ذوي البشرة البيضاء مقارنة بالمرضى ذوي البشرة السمراء. ومن ناحية أخرى، تبيّن أن بعض الأنظمة تعمل بأكثر فعالية عندما يتعلق الأمر بالرجال، مقارنة بالنساء. وهذا يعني أنه تمّ إهمال بعد محوري كامل أثناء تطوير هذه الأنظمة. وأسعى مع غيري من الزملاء لدمج هذا البُعد منذ أن نبدأ في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي التي نقوم بتطويرها. هذا الجانب هام للغاية، إذا ما أردنا أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على تقديم نفس الفائدة للجميع.

 

صرحت في السابق بأنه يجب على الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي أن يكفوا عن التركيز حصريا على «مشاكل الإنسان الأبيض».

بالنسبة لي، «مشاكل الإنسان الأبيض» تتمثل في كل تلك التطورات التكنولوجية المرتبطة بواقع الغرب، والتي تبقى من باب الخيال في أنحاء أخرى من العالم، مثل السيارات ذاتية  القيادة. في أفريقيا وفي مناطق كثيرة من آسيا أو أميركا الجنوبية، مشاكل الناس اليومية مختلفة، ورغم أن الحلول التي تحتاجها تعتمد على تكنولوجيات أقلّ تعقيدا، فإنها تظل غير متوّفرة. أعتقد أنه بإمكاننا، كمجتمع علمي، أن نكون أكثر فعالية إذا وجهنا اهتماما أكبر لمشاكل هؤلاء الناس لإيجاد حلول لها.

 

كيف يمكن لحياة الناس أن تتحسن بشكل ملموس، بفضل الذكاء الاصطناعي؟

عندما تتيح للأشخاص فُرصة الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها لبناء علاقات اجتماعية، أو الاندماج بسرعة أكبر في بيئة ما، أو الحصول على شغل، فإنك تساهم في تحسين حياتهم. وبالمثل، إذا استخدمت الذكاء الاصطناعي لتشخِيص أمراضهم في وقت مبكّر وتوفير العلاج المناسب، فتكون قد حسنت حياتهم.

إن الذكاء الاصطناعي بصدد تغيير العديد من الصناعات، وأتمنى أن يكون مُتاحا لجميع من يحتاجونه - وليس فقط لعدد محدود من سكان العالم – وذلك لمواجهة مُختلف تحديات هذا القرن. أنا أحاول من ناحيتي وفي أطار تخصصي، أن أساهم في تطوير الأوضاع في هذا الاتجاه. وما زلت مُقتنعا بأنّ مُجتمع الباحثين في الذكاء الاصطناعي يقوم بخطوات عملاقة.

 

كيف يمكن للفئات الأكثر فقرا الوصول إلى هذه التكنولوجيا المتطورة؟

إذا أردنا أن تكون هذه التكنولوجيا مُتاحة للجميع، يجب تدريسها في كلّ مكان. التعليم هو السبيل لوضع هذه التكنولوجيا في أيدي من هُم في حاجة إليها. وإذا أتيحت لهم الإمكانيات، فسوف يجدون الحلول المناسبة لمشاكلهم، أنا متيقن من ذلك.

منذ ثلاث سنوات، بدأت مع مجموعة من الأصدقاء، في تدريس الذكاء الاصطناعي في الجامعات الصيفيّة التي تنظمها في أفريقيا داتا ساينس أفريكا، وهي جمعية مهنية غير ربحية تهدف إلى تقاسم المعرفة. في كل فصل صيف ولمدّة أسبوع أو أسبوعين، نقوم بتعليم العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي للطلاب والمدرسين الذين يرغبون في اكتشاف هذه المادة العلمية.

في العام الماضي، قمنا مع مجموعة من الأصدقاء، ببعث مُبادرة بلاك إن أول (السود في كل مجال). ونجحنا في تجميع أكثر من 200 باحث أسود (بالإضافة للأمريكيين) في الدورة الثلاثين لأكبر مؤتمر علمي حول الذكاء الاصطناعي في العالم، الذي خصص لأنظمة معالجة المعلومات العصبيّة 2017. في السنوات السابقة، لم نتجاوز عشرة باحثين، من مجمل أكثر من 5000 مشارك في هذه التظاهرة.

وبهذا المستوى المتواضع، نُحاول إضفاء صبغة أكثر ديمقراطية على الذكاء الاصطناعي  وعلى سبل الوصول إلى المعلومات في هذا المجال. أنا واع كل الوعي بان هذا غير كاف، وأنه من الضروري القيام بإجراءات أوسع نطاقا، لكنني أبقى متفائلاً.

 

هل أطلقت هذه المبادرات من تلقاء نفسك، أم هل هي تندرج ضمن عملك في مؤسسة فيسبوك لأبحاث الذكاء الاصطناعي؟

هذه مبادرات أطلقتها بنفسي مع الأصدقاء، لكنني تلقيت مساعدة لوجستية ومالية من فيسبوك، الذي قدم الدعم لمشاركة حوالي 50 باحثًا أفريقيًا شاباً في المؤتمر الذي تحدّثت عنه أعلاه.

الصورة: موريس مبيكايي