<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 20:20:44 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
زوم

يوم عادي في حياة كلّو

 

صور: إنياسيو مارين

نص: كاترينا مركيلوفا

 

إذا كانت الفتاة كلّو، بطلة هذا التقرير الصحفي المُصوّر الذي أُنجز في نوفمبر 2017، ترتاد المدرسة اليوم، فلأنها محظوظة. إذ أن 30،4% فقط من الفتيات الأثيوبيات اللاتي في سن الدراسة في المعاهد الثانوية تزاول التعليم بالفعل. (معهد اليونسكو للإحصاء، 2015).

لقد اجتازت كلّو، المراهقة البالغة 13 سنة، أول خطوة في طريق التمتّع بحقها الأساسي في التعلّم: فهي لم تنقطع عن التعليم الابتدائي مثل 61% من فتيات بلادها (معهد اليونسكو للإحصاء، 2014). فهل ستتوصّل إلى اقتحام المرحلة الثانية من التعليم الثانوي؟ ذلك أن 17% من الفتيات (المعدل الإجمالي للالتحاق بالمدارس*) تجاوزت تلك العقبة في سنة 2015.

في بلادها، رغم المعدّل المرتفع نسبيا لالتِحاق الفتيات بالمدارس في المرحلة الابتدائية - 82% سنة 2015 - فإن نصف الفتيات فقط، من سن 15  إلى 24 عاما، قادرات على قراءة وكتابة وفهم نصّ بسيط وقصير يتعلق بحياتِهن اليومية. وهي النتيجة المنطقية للافتقار الحاد للمعلّمين: معلّم واحد لـ55 تلميذا في التعليم الابتدائي سنة 2011.

هل سيتعرض الأخ الأصغر لكلّو لمثل هذه الحواجز في مسيرته الدراسية؟ سوف يكون له حظّ أوفر بقليل للدخول إلى المدرسة الابتدائية (بلغت نسبة الالتحاق بالمدارس 88،5% سنة 2015)، وإلى المعاهد الثانوية أيضا (31،4% في 2015). وسوف يقضي دون شك سنة إضافية في المدرسة: يبلغ معدل الحياة المدرسية** 8،9 سنة في 2012، مقابل 7،9 للفتيات.

رغم التساوي العددي شبه الكلّي بين الجنسين في التعليم  الإلزامي (من 7  إلى 14 سنة)، فإن الوضع في أثيوبيا ليس على ما يُرام، إذ أن 2،2 مليون طفل و4،6 مليون شاب مراهق (2015) لا يُزاولون التعليم في هذا البلد الأفريقي الواقع جنوب الصحراء والذي يعد 102 مليون ساكن.

أما على الصعيد العالمي، فيبلغ اليوم عدد الأطفال الذين لا يرتادون المدارس 59 مليون طفل أي بنسبة 9% من الشريحة العمرية التي هي في سن التعليم الابتدائي. وأكثر من نصف هؤلاء الأطفال يعيشون في جنوب الصحراء الأفريقية، وهي المنطقة التي يسجّل فيها  الإقصاء عن التعليم أعلى النسب. من بينهم 17 مليون فتاة. وفي تلك المنطقة، 9 ملايين من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 6 و11 سنة سوف لن تطأ أقدامهن المدارس أبدا، مقابل 6 ملايين من الفتيان (معهد اليونسكو للإحصاء).

تُمثّل المساواة بين الجنسين الغاية الأولى من الهدف 4 للتنمية المستدامة  الذي يسعى إلى ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع في أفق 2030. ولقد تم تكليف اليونسكو، بوصفها المنظمة الأممية المتخصصة في التعليم، بإدارة إطار العمل في التعليم 2030، الذي تمّ اعتماده سنة 2015. وتعود المسؤولية الأولى لإنجاز هذا البرنامج إلى الحكومات. وتدعم اليونسكو، مع شركائها، من خلال النصائح في مجال صياغة السياسات المُنسّقة، والمساعدة التقنية، وتدعيم القدرات، ومتابعة التطورات الحاصلة عالميا وإقليميا ووطنيا.

__________________________

*المعدل الإجمالي للالتحاق بالمدارس: عدد الطلبة المتمدرسين في مستوى تعليمي معيّن، بقطع النظر عن السنّ، مُقدّم في شكل نسبة مئوية من مجموع السكان المنتمين للشريحة العمرية النظرية التي تتناسب مع ذلك المستوى التعليمي.
**معدل الحياة المدرسية: العدد المُحتمل للسنوات التي يفترض أن يقضيها الطفل  في النظام الدراسي والجامعي.

تعود كلّو إلى المنزل، وتُعد القهوة

استحمام في الصباح

 كلّو تستعد للذهاب إلى المدرسة، بعد أن جهزت فطور الصباح وقامت بتنظيف المنزل. كانت أحيانا تصل مُتأخّرة إلى المدرسة بسبب التزاماتها المنزلية

 في القسم، ثلاث إلى خمس فتيات يتقاسمن نفس المقعد

 
 تقول أنا سنداغورتا، مديرة جمعية بابلو هورسمان إن ثلثي صديقات كلّو يُجبرن على الزواج في سنّ مُبكرة، وأغلبهن يُغادرن المدرسة مباشرة بعد الزواج
 
 
 بعد عودتها إلى المنزل، تُجهز كلّو الطعام للعائلة. وحسب التقاليد، تُعتبر المهامّ المنزلية ”تكوينا” للفتيات ضروريا لحياتهن في المستقبل كزوجات وأمهات

 تنتظر كلّو والدها حتّى ينتهي من تناول الطعام كي تقوم  بغسل الصحون

 
بعد الانتهاء من غسل الصحون،  تذهب كلو  لجلب الماء من البئر الوحيدة في القرية. وكثيرا ما يطول الانتظار 

 

 

 العودة أيضا طويلة. هذه المسافات تُعرّض العديد من الفتيات إلى خطر التعنيف الجسدي والجنسي

 

 

 

وحان وقت غسل الملابس

 
 
 انتهت الأشغال المُرهقة. ويمكن أخيرا لكلّو، في هذا الوقت المُتأخّر، أن تتفرّغ لواجباتها المدرسية على ضوء مصباحها الصغير
 

 أسدى الليل غطاءه المظلم على منزل كلّو، مصحوبا بوعود النجوم. في انتظار يوم جديد