<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 15:30:47 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

تطهير وسائل الإعلام من التّلوث

تتدنّي وسائل الإعلام التقليدية وتكاد تكون أخلاقيات المهنة الصحفية غائبة، في حين تتهاطل المعلومات غير الموثوقة، وتغمر الضبابيّة الحدود بين الوقائع والآراء... ومثلما أشار إليه المؤتمر الذي التأم في اليونسكو في 23 مارس 2017 ، أصبحت «الصحافة تحت طائل من الإنتقادات»، تفقد مصداقيتها تدريجيا، وتعمل جاهدة من أجل استرجاع ثقة الجمهور، دون جدوى. حان الوقت إذا لنتساءل : هل ما زالت السلطة الرابعة تُعتبر سلطة؟

لقد طالت التطورات التكنولوجية والإقتصادية والسياسية التي شهدتها العشرية الأخيرة الحقل الإعلامي العالمي. وإن كان استقطاب وسائل الإعلام يُمثّل، دون شك، أداة هامّة لصالح الديمقراطية، فهو يُسهّل في الآن ذاته، سرعة انتشار محتويات تحريرية خاطئة وزائفة وسامّة في كثير من الأحيان. فهل الغاية مما يتمّ تداوله حقا إعلام الجمهور أم التلاعب به؟ لقد أصبح من العسير التمييز بين الحقيقة والباطل.

 

 

وبِما أن الخطر يكمن في احتمال تغلّب الخبر التّضليلي على الخبر السّليم، حرصت رسالة اليونسكو على دعوة صحفيين وخبراء من حوالي عشرة دول للتعبير عن مواقفهم حول هذه المسألة واقتراح الحلول الممكنة للتصدي لكل ما يهدد اليوم وسائل الإعلام (زاوية كبرى).

للتغلب على أزمة الصحافة، يعتبر الصحفيّون أنه لا بد من البدء بتطهير الحقل الإعلامي من التلوث الذي اجتاحه، بكل  أنواعه : من «الإشاعات الخادعة» إلى «الأحداث البديلة»، مرورا «بالأخباراللزائفة» (اقرأ المعجم). ويذهب النقاش حول هذه الأزمة  إلى أبعد من ذلك ليُبرز وجهات نظر مختلفة، بل ومتناقضة أحيانا، حول الأدوار الخصوصية والمتقاطعة  بين وسائل الإعلام التقليدية ووسائل الإعلام المعتمدة على التكنولوجيات الحديثة. كما يسائل أخلاقيات المهنة والتربية، ويهتمّ بالنماذج الإقتصادية الجديدة، ويبحث في الطرق التي تُمكّن وسائل الإعلام من استرجاع وظيفتها الأساسية كسلطة مضادّة، لتُصبح من جديد ضامنة لحسن سير الديمقراطية.وبالفعل، فإن الصحفيين ووسائل الإعلام مصرّون على القيام بما يعتبرونه أحد واجباتهم الأساسية، ألا وهو التشهير بكل الخروقات التي تمس من الحقوق الديمقراطية. ثمن ذلك يكون أحيانا باهظا، كما يُبيّنه مثال داويت إسحاق الحائز على الجائزة العالمية لحرية الصحافة يونسكو/غيلارمو كانو 2017. و يتضمّن ركن الأحداث أيضا حوارا حول إعادة بناء المعالم الثقافية المُدمّرة، بالتزامن مع انعقاد الدورة 41 لهيئة التراث العالمي، ولِقاحا ضد الأمّية بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، ومرافعة للدفاع عن الموارد التربوية الحرّة دعما للمؤتمر العالمي الثاني لتلك الموارد.

ضيفتنا لهذا العدد هي لبوة لامبادوزا، جيوسيبينا نيكوليني، التي تتقاسم مع المنظمة غير الحكومية الفرنسية س.و.س المتوسط جائزة فيليكس هوفوات-بوانيي للبحث عن السّلم، التي أسندتها إليهما اليونسكو في أبريل 2017. وهي تروي بالخصوص كيف احتضن سكان لامبادوزا، تلك الجزيرة الإيطالية الصغيرة، وعددهم 6500 ساكن، ما لا يقل عن 25.000 مهاجر خلال شهرين.

وفي ركن أفكار، ترافق رسالة اليونسكو المؤتمر العالمي الأوّل للإنسانيات، الذي يلتئم في مدينة لياج (بلجيكا) من 6 إلى 12 أغسطس 2017. وهي فرصة لدعم الإنسانوية، ذلك المفهوم الذي يستكشف سبل الانفتاح على الآخر، كحلّ وحيد لخلاص عالم فقد أحلامه؛ ولدعم دور العلوم الإنسانية، خاصّة في الكاريبي؛ والشعر باعتباره عامل تبليغ للمعارف والقيم الإنسانية.

و بمناسبة اليوم الدولي للسكّان الأصليين، تدعوكم رسالة اليونسكو في ركن زوم إلى جولة في الباراغواي، في ضيافة قبيلة زاكموك كازك، من خلال التحقيق المصوّر «وجهي، أرضي»، من إنتاج مؤسسة آيدانتيتيس بروجاكت.

ياسمينا شوبوفا

مديرة التحرير

 

 

يوليو-سبتمبر 2017