<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 01:58:40 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

الذكاء الاصطناعي : وعود وتهديدات


عمل رقمي للفنانة إفجانيجا دمنيافسكا يمثل الإله الروماني جانوس الذي يحمل وجهين: وجه ينظر إلى الماضي والآخر إلى المستقبل. وهو يتحكم في كل انتقال من وضع إلى آخر.

أصبحت الحواسيب والروبوتات اليوم تتعلّم كيف تتّخذ القرارات! من الأكيد أن عبارة «اتّخاذ القرار» لها من الوزن أكثر ممّا تتحمل الآلات التي لا وعي لها، والتي لا يرتقي «ذكاؤها» حتّى إلى مستوى ذكاء ضفدعة. إلّا أن التطورات الأخيرة للذكاء الاصطناعي، لئن أخافت البعض، فإنها جعلت البعض الآخر يستهيم.

بين الخيال والواقع، إلى أين وصل بالتحديد وضع البحث في هذه التكنولوجيا التي تولدت عنها اضطرابات في كل التكنولوجيات الأخرى؟ في ركن زاوية كبرى، تُعبّد الرسالة طُرق التفكير وتقترح بعض المصطلحات التي تسمح للقراء غير المُطّلعين بالتموقع في عالم الذكاء الاصطناعي الجذّاب والمُهدّد في آن واحد.

بالنسبة للكثيرين، ليست كلمة «ذكاء» سوى تعبيرا مجازيا، عندما يتعلّق الأمر بآلات أو روبوتات لن يتجاوز دورها دور مُجرّد مساعد متواضع للإنسان، كما تأكّد ذلك. إن الذكاء الاصطناعي يُساعدنا على تجاوز العقبات اللغوية بفضل الترجمة الآليّة، وعلى إنجاز العديد من المهام الروتينية، وحتى على تنظيف المنزل، وعلى صناعة بعض المواد، وعلى كشف بعض الأمراض في مراحل سابقة لتلك التي تسمح للأطبّاء بتشخيصها، وعلى خلق أعضاء اصطناعية يمكن تشغيلها بالفكر.

إن الربط بين ما يُسمّى بالتعلّم العميق للآلات والبيانات الضخمة هو بصدد إحداث ثورة، لا فقط في الذكاء الاصطناعي، وإنما هي أيضا ثورة صناعية رابعة، لم تستعدّ مجتمعاتنا بعدُ لمجابهتها. ويرى العديد من الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يمكن اعتباره جزءا من ثورة ثقافية أكثر من كونه متعلقا بثورة تكنولوجية، وأن التعليم يجب أن يتكيّف في أقرب الآجال مع المعطيات الجديدة حتّى تتعلّم الأجيال القادمة العيش في عالم يختلف جذريا مع العالم الذي نعرفه اليوم.

والسؤال مطروح: ألا تتعرّض المعطيات المستعملة من طرف الذكاء الاصطناعي إلى مخاطر استعمالها في نشر أفكار وأحكام مُسبقة؟ التفرقة العرقية، الرقابة، التنبّؤ بالطابع الإجرامي... هذه المعايير التمييزية قد أدرجت في بعض الآلات التي يتمّ تلقينها بشكل يسمح لها بتحليل أنماط من السلوكيات. وبقدر ما يزداد التطور التكنولوجي تعقيدا، يزداد تعقيد الاشكاليات الأخلاقية التي يطرحها. وما تطوّر الروبوتات القاتلة إلا دليل ساطع على ذلك.

إلى التحديات الأخلاقية تنضاف تلك المتعلّقة باحتكار السلطة. ففي حين يخطو الذكاء الاصطناعي خطواته الأولى في أفريقيا، يستثمر عدد قليل من الدول مليارات الدولارات في البحوث الأساسية التي يمتلكها، بشكل شبه كلّي، عمالقة الإعلامية المعروفين. كل ذلك يُمثّل الرهانات الدوليّة التي تتطلّب تنسيقا دوليّا، ضروريّا كي يتطوّر الذكاء الاصطناعي بصفة مسؤولة.

                                                                                                               

 

وكما يعلم قراؤنا المواظبون، ننشر بمناسبة الذكرى 70 لتأسيس رسالة اليونسكو، وفي كل عدد من هذه السنة، مقالا نستعيد به محطات من المغامرة الاستثنائية لمجلّتنا. وفي 18 يوليو، نحتفل بذكرى استثنائية أخرى: 100 سنة عن ميلاد نيلسون مانديلا، الرجل الذي بقي طيلة اعتقاله في جزيرة روبن محروما من مطالعة الصحف... ما عدى الرسالة!

في ركن الأحداث، نقترح عليكم أن تكتشفوا، على متن طائرة دون طيّار، معابد عجيبة في تيواناكو، ببوليفيا، كما نقترح عليكم زيارة  أرخبيل غالاباغوس، بالأكوادور، صحبة لوك جاكي (أوسكار 2006)، مخرج شريط «مسيرة الإمبراطور».

بعد عشرين سنة من أكثر المجازر ترويعا في حرب الجزائر، تعود بنا الذاكرة مع ضيفنا، مخرج الأشرطة الوثائقية مالك بن اسماعيل الذي آثر على نفسه أن يهتمّ بخلق ذاكرة مُعاصرة لبلاده. كما أن العلاقات بين التاريخ، والذاكرة، والإبداع الفني تُمثّل محور تأمّلات للفيلسوف الغوادلوبي ألان فوا، الذي منحناه صفحات ركن أفكار.

وفي ركن زوم، ندعوكم لجولة حول العالم، صحبة فلوريان دولاساي، وهي مُصوّرة فوتوغرافيّة انبهت مجموعات الراجلين الذين ينقلون على رؤوسهم حمولات مُتنوّعة وضخمة، بظهور مُقوّسة أحيانا لكن برؤوس مرفوعة دائما، وكأنهم تماثيل كارياتيد معاصرة، يحملون طوال الطريق عبء التقاليد، والتربية، والعائلة... أي عبء حياة كاملة.

ياسمينا شوبوفا، مديرة التحرير

 

2018-3