<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 18:16:40 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

اليونسكو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تدشنان النسخة العربية من المبادئ التوجيهية للتصدي لمعاداة السامية عن طريق التعليم

29 نيسان (أبريل) 2019

لقد انتهى العمل على إعداد النسخة العربية من مبادئ اليونسكو التوجيهية لواضعي السياسات المعنونة "التصدي لمعاداة السامية عن طريق التعليم". وكانت هذه المبادئ التوجيهية قد آُعدّت بالتعاون مع مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وذلك ضمن برنامج اليونسكو العالمي للتصدي لمعاداة السامية من خلال التعليم. وكانت هذه المبادئ قد صدرت لأول مرة باللغة الإنجليزية في حزيران/يونيو 2018. وصدر هذا المنشور باللغة العربية بفضل المساهمة السخية التي قدمها مشروع علاء الدين.

وتأتي النسخة العربية من هذه المبادئ في وقت باتت فيه مسألة معاداة السامية أحد المصادر التي تبعث بالقلق على الصعيد العالمي: فقد قادنا المناخ الجغرافي السياسي المتغير والبيئة الإعلامية الجديدة إلى وضعٍ لم تعد فيه الممارسات الواضحة لمعاداة السامية تقتصر على أوساط المتطرفين، بل باتت منتشرة لدى أوساط أخرى. ولا تعدّ معاداة السامية مجرّد خطر يحدق بأمن وسلامة الأفراد والمجتمعات اليهودية في العالم، بل باتت واحدة من العوامل المؤججة لسلسلة من الأيديولوجيات المتطرفة العنيفة.

ولا تطال الأشكال المعاصرة لمعاداة السامية الشعب اليهودي وحده، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، بل تعرض تماسك المجتمع بأسره للخطر. وقد اعتبر رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثمان٬ أنّ "معاداة السامية تعدّ نقيضاً لحرية التعبير. إذ تنطوي هذه الظاهرة على إنكار الآخر، وكذلك على اعتراف بالفشل والعجز وعدم القدرة على التعايش"، وقد جاء هذا التصريح إبّان فعالية رفيعة المستوى نظمتها اليونسكو بعنوان: "قوة التعليم على درء التطرف والعنصرية: معاداة السامية" وذلك في إطار الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أكد في كلمته الافتتاحية الدور الهام الذي تضطلع به العملية التعليمية باعتبارها "إحدى أقوى الأدوات التي بحوزتنا" لمكافحة معاداة السامية.

وتعد المبادئ التوجيهية الصادرة عن اليونسكو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بمثابة دليل يمكن الاستعانة به من أجل مكافحة مثل هذه التحديات. إذ تضم المبادئ التوجيهية توصيات ملموسة يمكن لواضعي السياسات العمل بها من أجل تعزيز نظم التعليم الوطنية للتصدي لمعاداة السامية في التعليم ومن خلاله وبناء قدرة الشباب على مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وما تنطوي عليه من أذية. وبناء على هذه التوصيات، تنظم اليونسكو سلسلة من حلقات العمل الدولية لواضعي السياسات بالتعاون مع كل من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمؤتمر اليهودي العالمي.

وتعرب اليونسكو، كجزء من هذا البرنامج، عن التزامها أيضاً بتعزيز قدرات المعلمين، إذ تعمل اليونسكو ومكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالشراكة مع معهد التربية التابع لجامعة لندن، على إعداد المناهج والمواد ذات الصلة للمعلمين ومدراء المدارس قبل الخدمة. وستنشر اليونسكو قريباً سلسلة من المبادئ التوجيهية العملية للمعلمين بشأن كيفية التعامل مع مختلف أشكال خطابات الكراهية في القاعات الدراسية، بما في ذلك معاداة السامية والعنصرية ومعاداة المسلمين والخطابات المعادية للاجئين والمؤامرات المزعومة.