<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 07:37:06 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

منح أطفال سوريا فرصة ثانية للتعلّم

18 شباط (فبراير) 2019

خلّف النزاع الذي عصف بالجمهورية العربية السورية أكثر من 13 مليون نسمة بأمسّ الحاجة إلى المساعدات الإنسانية. ففي حين انتفض المجتمع الدولي لتزويدهم بالمأوى والطعام والمعونات اللازمة لإنقاذ حياتهم، تعمل اليونسكو بدورها على تقديم الدعم اللازم لإنعاش النظام التعليمي هناك.

‎‎يندرج برنامج تنمية القدرات من أجل توفير التعليم في عداد الآليات التنفيذية التي تتبعها اليونسكو في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويُعنى هذا البرنامج على وجه الخصوص بتوفير فرص تعليمية للأطفال والشباب المتضررين من الأزمة وتقديم الدعم النفسي اللازم لتخطي هذه المرحلة. إذ يستهدف برنامج تنمية القدرات من أجل توفير التعليم الأطفال والشباب المحرومين من التعليم أو المعرضين لخطر الحرمان منه. ومن هذا المنطلق، يعمل البرنامج عن كثب مع الطواقم التربوية على مستوى المدارس والحكومات في آن معاً من أجل ضمان تمتع الجميع بالتعليم، الذي يعدّ من الوسائل التي تكفل دمج الأطفال والشباب في المجتمع والتخفيف من وقع صدمة الحرب عليهم. ويعتمد في ذلك نهجاً يستند إلى الدور المحوري الذي يضطلع به المعلمون، ويسعى في ذات الوقت إلى تمكين هؤلاء المعلمين وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتقديم الدعم النفسي للطلاب ومنحهم برامج تعليمية تراعي المنظور الجنساني وتسرّع وتيرة التعلّم.

"يعاني العديد منّا من مشاكل اقتصادية، لذا من الضروري تقديم هذا الدعم لأطفالنا بالمجان."

وقد استُهل برنامج الفرصة الثانية، بدعم من برنامج تنمية القدرات من أجل توفير التعليم، في عام 2017 في خطوة لمساعدة طلبة المرحلة الابتدائية الذين لم يجتازوا اختبارات نهاية العام. إذ يرافقهم البرنامج لمدّة ستة أسابيع خلال العطلة الصيفية، لتمكينهم من إعادة اجتياز هذه الاختبارات وبالتالي الانتقال إلى المرحلة التالية. ويرافق البرنامج هؤلاء الطلبة أيضاً عبر جملة من نشاطات الدعم النفسي التي يقدّمها مرشدون مدربون ومؤهلون لمساعدة الطلاب على التخلص من التوتر والصدمة التي تسببت بها الحرب. ويتخلل البرنامج الصيفي مجموعة من النشاطات اللامنهجية، والموسيقية، والرياضية، والألعاب التربوية. ويرحب البرنامج بمشاركة أفراد المجتمع وأسر الطلبة في هذه النشاطات اللامنهجية، وقد عمل هذا العام على تعزيز هذا النهج، بمشاركة 14 محافظة في البرنامج خلال عام 2018.

 

ومن هنا، نرى أنّ برنامج الفرصة الثانية يهدف إلى سدّ فجوة قائمة في النظام التعليمي. إذ يوفر البرنامج المساعدة اللازمة للأسر التي لا تمتلك الإمكانيات الكافية لتوفير الدعم الأكاديمي الإضافي لأطفالهم الذين لم يجتازوا الامتحانات، ومساعدتهم على فهم المناهج على نحو أفضل. وإبان نقاشات جرت بين مجموعة من المعلمين والأهالي فيما يتعلق بالبرنامج، قال أحد الأهالي: "يعاني العديد منا من مشاكل اقتصادية، لذا من الضروري تقديم هذا الدعم لأطفالنا بالمجان." وقال آخر: "لم تكن ابنتي تحب الذهاب إلى المدرسة، لأنها خجولة للغاية. لكنها اليوم تعود إلى البيت متحمسة لتخبرني تفاصل يومها الدراسي والسعادة بادية على وجهها."

ويعمل البرنامج على تنظيم تدريب مركزي مع العاملين في وزارة التربية والتعليم، بشأن الممارسات الصفية مثل ضبط الصفوف المكتظة، واتباع نهج تكفل تسريع وتيرة التعلّم والتعامل مع القاعات الدراسية المتعددة الصفوف. وينقل هؤلاء المدربون خبراتهم ومعارفهم لاحقاً إلى غيرهم من المعلمين الذين سيشاركون في البرنامج، من خلال اتباع نموذج تدريبي تعاقبي للمعلمين. وتضطلع وزارة التربية والتعليم بتحديد مواقع مراكز برنامج الفرصة الثانية التي تستقطب معلمين مختصين بمجالات مختلفة من المدارس المحلية، وفريق إداري، ومدير مدرسة، ومرشد نفسي واحد على الأقل وسائر الموظفين اللازم تواجدهم لضمان حسن سير البرنامج.

 "لا نزال بحاجة إلى مزيد من الدعم لتوفير الموارد، بما في ذلك توفير القرطاسية والمستلزمات المكتبية الأساسية."


© UNESCO

وصل عدد المستفيدين من برنامج الفرصة الثانية حتى اليوم إلى قرابة 113.228 شخصاً منهم 50 في المائة من الفتيات. وتمنح اليونسكو المرشدين، استكمالاً لهذه الجهود، التدريب اللازم لدعم الطلبة ومرافقتهم نفسياً، وعملت على إعداد وطباعة نحو 40.000 كتيباً للمعلمين والمشرفين بشأن الدعم النفسي. وأسهمت اليونسكو أيضاً في حشد التمويل اللازم لإعادة تأهيل 12 مدرسة. لكن لا نزال نواجه بعض التحديات بالرغم من التقدم الملحوظ الذي أحرزناه حتى اليوم. إذ قال أحد المعلمين المشاركين في برنامج الفرصة الثانية: "لا نزال بحاجة على الدعم اللازم لتوفير الموارد ولا سيما القرطاسية والمستلزمات المكتبية الأساسية."

وتجدر الإشارة إلى أنّ برنامج تنمية القدرات من أجل توفير التعليم باشر عمله في تقديم التدريب اللازم لتقديم الدعم النفسي، في اليمن في عام 2017. وسيكفل البرنامج فور اختتامه تقديم التدريب اللازم لمدرّبين أخصائيّين من كلا طرفي النزاع في إطار الدعم النفسي، والذين سيقومون بدورهم بتدريب جهات التنسيق على مستوى المحافظات. إذ سيعملون بدورهم على تدريب نحو 320 معلم ومعلمة في المرحلتين الابتدائية والثانوية في 24 مدرسة. وكرّر برنامج تنمية القدرات من أجل توفير التعليم البرنامج في سوريا إلى جانب برنامج الفرصة الثانية.