<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 09:13:41 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
زاوية كبرى

إنقاذ المشهد الحضري: جزيرة موزامبيق

cou_02_19_mozambique_web.jpg

بالإضافة إلى تدهور تراثها المبني، تواجه مدينة ماكوتي تحديات تفاقم عدد السكان والفقر.

تقع الجزيرة المرجانية إيلها موزامبيق التي أعطت إسمها لكامل البلاد، على بعد أربع كيلومترات من الساحل الشمالي للموزامبيق، في مدخل خليج موسوريل في المحيط الهندي.

هذه الجزيرة كأنها قطعة صغيرة من الجنة. يبلغ طولها ثلاث كيلومترات وعرضها من 200 إلى 500 متر، أما مساحتها الحضرية فتبلغ حوالي كيلومتر مربع واحد. وهي بوتقة ثقافية تأثرت بحضارات مختلفة، امتزجت في ما بينها: البانتو والسواحيلية والعربية والفارسية والهندية والأوروبية. كما تعكس هندستها المعمارية الغنية تاريخها، بكل ما مر به من مآسي واضطرابات. بدأ يتردد على الجزيرة زوار يتكلمون لغة البانتو منذ سنة 200، وتم إدراجها على خارطة طرق الملاحة في المحيط الهندي منذ الألفية الأولى. وفي الفترة الممتدة من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر، كانت تسيطر عليها التجارة العربية. وأصبحت هذه المدينة المحصنة الواقعة في تقاطع الطرق البحرية البرتغالية الرابطة بين أوروبا الغربية وشبه القارة الهندية، وفي ما بعد ببقية القارة الآسيوية، عاصمة شرق أفريقيا البرتغالية ومحطته التجارية، وذلك طيلة أربعة قرون (1507-1898).

تتميز الهندسة المعمارية الرائعة للجزيرة بوحدتها المتناسقة، بفضل استخدام نفس تقنيات البناء والمواد والمبادئ الزخرفية، منذ القرن السادس عشر. واعترافا لأهميتها التاريخية العالمية، ونسِيجها الحضري، وتحصيناتها وغيرها من النماذج المعمارية الاستثنائية، تم إدراج جزيرة موزامبيق في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1991.

ويتسم طابعها المعماري بتواجد نوعين مختلفين من المساكن والأنظمة الحضرية: مدينة الحجر والجير، ومدينة سقوف سعف النخيل.

وتتميز المدينة الحجرية التي تحتل نصف الجزيرة الشمالي، بمنازلها المصنوعة من الحجر الجيري وخشب من أصل سواحلي، والمطبوعة بتأثيرات عربية وبرتغالية. تشهد بناياتها الدينية، والإدارية، والتجارية والعسكرية على دورها كمركز سابق للحكومة البرتغالية الاستعمارية. ورغم أنها تغطي ثلثي مساحة الجزيرة، لا يقطن فيها إلا جزء صغير نسبيا من السكان.

أما مدينة ماكوتي التي تقع جنوب الجزيرة - اسمها مشتق من كلمة ماكوتي التي تعني سعف النخل المستخدم في بناء سقف البيوت ـ فهي تتسم بتعدد الأشكال المعمارية السواحلية المحلية. ونظراً لكثافة سكانها الموزعين على سبعة أحياء، فهي تعاني من نقص حاد في المياه، وانعدام خدمات الصرف الصحي، بالإضافة إلى تعرضها لمخاطر الفيضانات الموسمية.

وبسبب قيمتها الكونية الاستثنائية، أصبحت الجزيرة عرضة لتهديدات متعددة، مثل التطور العشوائي وانعكاسات العولمة الثقافية. كما ساهمت عوامل أخرى في تدهور المباني التراثية: نقص الموارد المالية، وعدم توفر الهياكل الأساسية الملائمة، وغياب توعية السكان المحليين بأهمية صيانة التراث، وكذلك ضعف قدرات المؤسسات في إدارة عمليات الصيانة. واستنادا إلى تقييم لحالة المباني في المدينة الحجرية، تدهورت حالتها بنسبة 15٪ بين عامي 1983 و2012.

وهذا ما شجع على تركيز المبادرات التي تقودها منظمة اليونسكو، على مجالين رئيسيين: ظروف السكان الحياتية والسكنية في أحياء ماكوتي، وتدهور حالة المباني التراثية في المدينة الحجرية.

بعد اعتماد توصية اليونسكو بشأن المشهد الحضري التاريخي في عام 2011، تقرر تطبيقها للنهوض بالجزيرة. ويوفر هذا المنهج الدعم الفني اللازم للمدن في جميع أنحاء العالم، من خلال برنامج اليونسكو لمدن التراث العالمي، لمساعدتها على إدراج صيانة التراث الحضري بشكل أفضل في استراتيجياتها المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقد مكن هذا المنهج من تعزيز آلية الحوكمة في مجال التنمية المستدامة لجزيرة موزامبيق.

 

المزيد من المعلومات حول جزيرة موزامبيق (باللغة الإنجليزية):

The Implementation of the Historic Urban Landscape of the Island of Mozambique

The HUL guidebook: managing heritage in dynamic and constantly changing urban environments;

a practical guide to UNESCO's Recommendation on the Historic Urban Landscape.

 

ألبينو جوبيلا، مكلف بإدارة البرامج، صندوق التراث العالمي الأفريقي في جنوب أفريقيا.