<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 09:45:17 Jun 11, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
زاوية كبرى

ميشتاك المكسيك يتكلمون لغة الطبيعة

cou_01_19_mexico_bis_web.jpg

صورة جزئية من مخطوط «زوش-نوطال» يعود للفترة قبل الكولمبية، يمثل العاهل الميشتاك الملقب «ثمانية وعول ومخلب نمر» (على المين)، القرن الحادي عشر.

تعلم شعب الميشتاك في المكسيك الكلام بلغة الطبيعة.

 

بقلم أراسيلي تورس مورالس

مجتمع الميشتاك في المكسيك على دراية، منذ زمن طويل، بكيفية معاينة العلامات المُنذرة بنزوات الأحوال الجوية، من خلال سلوك الطيور والنباتات. فهم يسمعون، على سبيل المثال، في أول نغمة رصينة وحزينة لعصافير الشيكوكو، إعلانا عن نهاية موسم الأمطار. طالما تواصل الشيكوكو أناشيدها، يعلم الفلاحون أن موسم الجفاف لم ينته، وأن وقت زراعة الفاصوليا والقرع لم يحن بعد.

ولمعرفة الوقت المناسب لزرع الذُرة، يعتمد الفلاحون على شجرة العرعر. فإن بدأت أوراقها تنتج غبارا، فذلك يعني أن فصل الأمطار سيتأخّر، وأنه لا بد من إرجاء موعد زرع البذور إلى منتصف شهر يونيو، وربما إلى ما بعد.

ذلك أن فصل الأمطار الذي يتواصل عادة من شهر مايو إلى شهر أغسطس في منطقة ميشتاكا باخا، أصبح يتأخر عن موعده عاما بعد عام خلال العشرية الماضية. وها أن المزارعين يرددون باستمرار هذه العبارة: «نديخاما كويا شي إيني زازا».

كلمة «نديخاما» تعني التغيّر. وكلمة «كويا» يمكن أن تكون لها عدّة معاني، ممّا يجعل لهذه العبارة دلالات مختلفة، إذ يُمكن أن تفيد الانتقال من شهر إلى آخر، أو من سنة إلى أخرى، أو من فصل إلى آخر.

أما كلمة  «إيني»، فتعني الحرارة، ويمكن تصنيفها في لغة الميشتاك بإضافة أربعة نعوت: «لوو» (ضعيف)، «كيفا كندينيو» (مقبول)، «كيني» (شديد)، «زازا» (لا يُحتمل). لكن الحرارة من صنف «إيني زازا»، التي كانت تُعتبر ظاهرة استثنائية، أصبحت تتكاثف باستمرار. ممّا دفع المزارعين إلى تعليلها بتغيّر المناخ.  ما يُسمّى في منطق الخبراء «التقلّب المناخي»، ليس إلا «نديخاما كويا» في لغة الميشتاك.

كان مجتمع الميشتاك دوما في تناغم مع الطبيعة. يتقبّل اليوم، كما في الماضي، الاشارات المنبعثة عن الطبيعة ويعتمد عليها لاتخاذ القرارات المناسبة. وتحوي لغته جملة من المعلومات من شأنها أن تفتح السبيل نحو حلول للمشاكل التي يطرحها اليوم التغيّر المناخي.

بهدف تيسير الحوار بين الخبراء والضالعين في المعارف التقليدية، سوف تنشر اليونسكو خلال سنة 2019، في إطار برنامجها الخاص بنظم المعارف المحلية ومعارف السكان الأصليين (لينكس)، قاموسا للمصطلحات يحتوي على العبارات المرتبطة بالأحداث المناخية في منطقة ميشتاكا باخا، في  لغة الميشتاك.

 

المزيد من المعلومات 

المعارف الأصلية والمحلية حول التلقيح، اليونسكو، 2015

أراسيلي تورس مورالس

أخصّائية  مكسيكية في الألسنية، تنتمي لعائلة من مزارعي النخيل في منطقة ميشتاكا باخا، أراسيلي تورس مورالس هي الصغرى من ثمانية أطفال، والوحيدة من بينهم التي تمكنت من إنهاء دراستها. شاركت سنة 2018 في برنامج اليونسكو الخاص بنظم المعارف المحلية ومعارف السكان الأصليين (لينكس)، حيث قدّمت خبرتها في لغة الميشتاك وعلاقتها مع المحيط.