اليونسكو تجدّد نداءها من أجل الاتّحاد والتعاون لحماية التراث الثقافي في سوريا
نظّمت اليونسكو، حول الدمار المتواصل ووضع مواقع التراث العالمي غير المستقر في سوريا، في شهر نيسان/ ابريل عدداً من الاجتماعات الإعلاميّة للدول الأعضاء والهيئات المعنية لتقييم الوضع الراهن ومناقشة الإجراءات المستقبليّة.
وخلال اجتماع إعلاميّ ضمّ الدول الأعضاء في مقرّ اليونسكو يوم 4 نيسان/ابريل، ذكّرت المديرة العامة، ايرينا بوكوفا، بالحاجة إلى اتباع نهج عالمي بهذا الخصوص. كما أكّدت دور اليونسكو كمنبر دولي لضمان التعاون بين كل الأطراف المعنيّة، قائلةً:
"إن تدمر ملكٌ للبشريَة جمعاء ولكلّ الشعب السوري. ويجب أن يكون السوريّون قادرين على استعادة هذا التراث الذي يعدّ رمزاً لهويتّهم وكرامتهم. ولا يمكن فصل تدمر عن بقيّة المواقع، تماماً مثل حلب وقلعة الحصن، التي تعرّضت لدمار كبير. وتعدّ حماية التراث جزءاً متأصّلاً من حماية الحياة البشريّة آخذين في الاعتبار آلام ومعاناة الناس خلال النزاع الدائر."
فخلال المناقشات العامة، للجلسة التاسعة والتسعين بعد المائة للمجلس التنفيذي، في الفترة بين 7 و 8 نيسان/ ابريل، شددت المديرة العامة على موقف اليونسكو وعزمها بهذا الخصوص، قائلة:
"أول ما سنقوم به هو تقييم الدمار الذي تعرضت له تدمر حيث سترسل اليونسكو بعثة دوليّة لتقييم مدى الضرر، حالما تسمح الظروف الأمنيّة. كما سنعقد مؤتمراً للتنسيق الدولي بشأن تدابير الحماية المستعجلة للتراث السوري. وإنّ دور التنسيق الذي تضطلع به اليونسكو يعدّ في أوقات الأزمات أكثر اهميّة من أي وقت آخر. ويمكننا أن نجعل من هذا الدور رمزاً للوحدة في المجتمع الدولي. وإنني أرحّب بروح الوحدة التي سادت الاجتماع الأوّل "لمجموعة أصدقاءمتحدون مع التراث». كما أثني على جهود كل الشركاء الذين بدأوا بالفعل التعاون معنا بهذا الخصوص لا سيّما الاتحاد الأوروبي ومنطقة الفلاندرز والنمسا والكثير من البلدان الأخرى."
وقد بدأت المديريّة العامة للمتاحف والآثار مسحاً تقييما لتدمر والمتحف الواقع فيها. وتم حث سوريا بناء على طلب من لجنة التراث العالمي على التدخل وتقديم الحد الأدنى من المساعدات الضروريّة لحماية الممتلكات المدمّرة ووقف أعمال الصيانة وإعادة الإعمار، حتّى يتمّ التوصل إلى استراتيجيّات وأعمال صيانة شاملة فيما يتوافق مع المعايير الدوليّة وذلك بالتشاور الكامل مع مركز التراث العالمي والهيئات الاستشاريّة.
ستهتمّ اليونسكو بالتوصل إلى إجراءات متفق عليها بين الأطراف المعنيّة بما في ذلك المؤسسات الدوليّة والأكاديميّة والمجتمع المدني السوري في الوطن والمغتربات. كما طوّرت اليونسكو خطط عمل شاملة لتنسيق المساعدة الدوليّة من أجل حماية التراث العالمي في سوريا. وقد بدأت اليونسكو بالفعل عملها مع الأطراف المعنيّة في إطار مشروعها المعنيّ بحماية التراث السوري والذي أطلقته عام 2014 بدعم من الاتّحاد الأوروبي والنمسا ومنطقة الفلاندرز، وعمل على تنفيذه مكتب اليونسكو الميداني في بيروت.
وتمّ إنشاء قاعدة الانترنت "مرصد التراث الثقافي السوري" في آذار/ مارس 2014 لجمع معلومات عن الضرر والدمار والنهب بالإضافة إلى سوء استخدام ونقل التراث الثقافي غير المادي.
ونظّمت اليونسكو برامج تدريبيّة لما يزيد عن 125 شخصا في مجال تقديم الحماية الطارئة للتراث الثقافي. وظهرت 12 مبادرة لحماية التراث بعد تعزيز القدرات الأمر الذي يعكس مبادئ وأهداف اتفاقيّات اليونسكو. كما زادت المشاركة المجتمعيّة بهذا الشأن. كما نظّمت اليونسكو عددا من الاجتماعات التقنيّة مع مجموعة من المختصّين من أجل مناقشة المناهج التي يجب اتباعها في سبيل حماية المواقع وترميمها.