<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 07:01:52 Jun 12, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
زوم

وجهي، أرضي

cou_02_17_zoom_02.jpg

Xákmok Kásek children take part in the collective creation workshop alongside their elders.

نص : كاترينا ماركيلوفا
صور : ماريون لومونيي، بول لومونيي، بيني

بعد رحلة انطلق فيها سنة 2013، دامت خمس سنوات وقطع خلالها عشرات آلاف الكيلومترات عبر  القارات الخمس، انتهي المصور الفوتوغرافي الفرنسي بنجامان بيني إلى الإستنتاج التالي : نحن بشرية واحدة. هذه هي الطريقة التي لخّص بها المصوّر ملحمة أيدانتيتيس بروجكت وهي مغامرة فوتوغرافية متنوعة قادته إلى جميع أنحاء العالم، من هانوي إلى لاباز، مرورًا بِأكرا، إلتقط خلالها بعدسته وجوها متعدّدة، جمعها في سلسلة صور مؤثرة. يقول باني : « نذهب بعيدا بحثا عن ذلك الآخر الذي يختلف عنا، وفي نهاية المطاف نجد أنفسنا أمام ذاتنا». 

لنلتحق به في الباراغواي، على لاروتا ترانسشاكو،  تلك الطريق  الممتدة على 800 كلم والوحيدة التي تربط بين العاصمة أسونسيون والحدود مع بوليفيا. في سنة 2015، كان مشروع أيدانتيتيس بروجكت #3 في أوجه. إنطلقت المرحلة الثالثة من البرنامج في أمريكا الجنوبية، وفي هذه المرّة لم يُسافر بيني بمفرده، بل كان مصحوبا بالأخوين لومونيي. كان ماريون وبول يُساعدانه ويُوثّقان الرحلة. وبعد أربعة شهور قضّوها في عبور الشيلي والأرجنتين والأوروغواي، ها هم في سيارة تُقلّهم إلى « واحدة من أشدّ المناطق عزلة على وجه الأرض »، وهي العبارات التي وصفت بها ماريون لوغران شاكو، ذلك السهل الشاسع والقاحل الذي تتقاسمه البلاد مع الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا. وتضيف ماريون: « كيف لا، وقد سرنا طيلة 14 ساعة قبل بلوغ غايتنا». 

المكان المقصود هو مخيّم زاكموك كازك. وهو، حسب فريق العمل الدولي لشؤون السكّان المحليّين، واحدة من بين 531 مجموعة للسكان الأصليين في شاكو بالباراغواي، كانت تتألّف سنة 2010 من 268 شخصا، موزعين على 66 عائلة. هذه المجموعة الذي يعني إسمها "عدد كبير من الببغاوات الصغيرة"، وقع طردها تدريجيا من أراضي أجدادها منذ نهاية القرن التاسع عشر. وبعد حوالي 30 سنة من الصراع القانوني، حصلت المجموعة بتاريخ 24 أغسطس 2010 على حكم لصالحها من محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان، وهو حكم يُجبر دولة الباراغواي على إرجاع 10.700 هكتار من الأراضي إلى زاكموك كازك. واعتمادا على هذا الحكم، ورغم تحفظ الدولة على تنفيذه، عادت المجموعة للإستقرار على أرضها في بداية سنة 2015.


© UNESCO

وصلت عدسات أيدانتيتيس بروجكت في الوقت المناسب. وكما تروي ماريون، « فإنهم أتوا للإقامة في هذا الموقع منذ عشرة أيام فقط ». لقد كانت لحظات مُثيرة جدا وكان الجوّ مُكهربا. و لم يغمر هذه العودة إلى أراضي الأجداد أيّ شعور بالإنتصار ذلك أنهم، حسب تعبير ماريون، « وجدوا أنفسهم في وضع غير مريح بالمرّة : ينامون تحت الخيام، ويصطادون السمك كي يقتاتوا ويشربون من المياه الرّاكدة ». لقد تضرّرت الأراضي والغابات من جراء تربية البقر المُكثّفة وزراعة فول الصويا، بشكل لا يُمكن إصلاحه في كثير من الأحيان. لقد أصبحت هويّة السكان الأصليين – معتقداتهم، وطرق معيشتهم وممارساتهم الثقافية – المرتبطة وثيق الإرتباط بأرض الأجداد، تعاني محنة قاسية.

كان بيني مكلفا بالجانب الأهم في المشروع : تنظيم ورشة للإبداع المشترك. وليس من قبيل الصدفة أن يضع الأرض كمحور لهذه اللّقطة الفنية. وقد أدت إلى لحظة تقاسم فريدة من نوعها، مشحونة بالتأثّر وبالعمق الروحاني، فسّرتها ماريون بقولها : « أكّد لنا رئيس العشيرة أن المشروع في غاية الأهمية بالنسبة لكل أفراد المجموعة. كانوا مشغولين بقضية استرجاع أرضهم. وأتاح لهم العمل معنا التفكير في أشياء أخرى، وتركيز اهتمامهم على أنفسهم بصفة مختلفة وجماعية ».

وحسب أوسكار آيالا من المنظمة غير الحكومية تيارافيفا، التي مثّلت زاكموك كازك لدى محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان في 2010، استعادت المجموعة اليوم 7.901 هكتارا، أي ما يُقارب 73٪ من الأراضي التي تحقّ لها.

وفي الوقت الذي ننشر فيه هذا العدد من رسالة اليونسكو، يقوم بيني بجولة في أوروبا، آخر مرحلة من مشروعه. ويكون موعد نهاية هذه الرحلة حول العالم  في باريس سنة 2018 بتنظيم معرض من نوع ستريت غالري أي معرض مُؤقّت في الفضاء العمومي، مثلما تم تنظيمه في كل مرحلة من مراحل المشروع. وتمثل الصور وورشات الإبداع المشترك العناصر الأساسيّة التي ترتكز عليها معارض باك تو، التي تُنظّم عند كل عودة إلى فرنسا. وتُدفع المداخيل المٌتأتّية من هذه المعارض، ومن أعمال تحسيسية أخرى مُوجّهة للعموم، لمساعدة التجمّعات المحلية المعنية.

وبعد إنهاء جولته في أوروبا، يرغب بيني في استعادة أنفاسه ليأخذ شيئا من الراحة ربّما تستغرق سنة كاملة. هذا وقد بدأ في التفكير في تأليف كتاب لجمع ما عاينه في القارات الخمس حتى يستوعب، هو ومن ساهم في المشروع، كلّ ما حصل منذ 2013. كما ينوي إعداد شريط طويل وتنظيم معرض كبير يرسم كامل المراحل التي مرّ بها والذي اختار له عنوانا يُعرب عن روح المشروع : «عالم واحد، شعب واحد».

يُنشر هذا التحقيق المُصوّر بمناسبة اليوم العالمي للسكّان الأصليين، الذي يُحتفل به يوم 9 أغسطس من كل سنة.

صور أيدانتيتيس بروجكت منشورة بإجازة من «الإبداعات المشتركة» Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 4.0.