<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 08:08:56 Aug 29, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide
Article

تدريب اللاجئات السوريات على المرونة العاطفية

08/7/2019
, لبنان
04 - Quality Education

مقال تمّ نشره في صحيفة ال Daily Star في 12 تموز 2019

مكسة، لبنان: انتقلت سحر حمزة (الاسم مستعار لحماية هويتها) لاجئةٌ سوريةٌ وأمّ تبلغ من العمر 39 عامًا إلى لبنان مع أولادها الخمسة منذ 8 سنوات إثر اندلاع الحرب في سوريا. وهي تهتم بأولادها وتؤمن معيشتهم.

تعيش السيدة حمزة على راتبها فقط وتقلق من عدم قدرتها على دفع الإيجار. فقد قالت ما يلي: "ليس عندي من أشاركه همومي ولا أملك الوسائل اللازمة لأتغلب على الوضع. أعيش في حالة توتر دائم. وأحتفظ بذلك لنفسي ما يؤثر سلبًا على علاقتي بأولادي وزوجي".  

ليست السيدة حمزة اللاجئة والأم السورية الوحيدة التي تحمل همومها وحدها.

فهي إحدى النساء السوريات اللاجئات الستون اللواتي شاركن في حلقة التدريب عن المرونة العاطفية هذا الأسبوع. وكان الهدف من حلقة التدريب هذه تمكين هؤلاء النساء من خلال بناء قدراتهن ليواجهن الصعاب وليتعاملن مع الإجهاد ومع مشاعرهن السلبية.

 

نظم مكتب اليونسكو في بيروت حلقة التدريب هذه في إطار مبادرة تعليمية شاملة تهدف إلى تعزيز مستوى مشاركة اللاجئين السوريين في التعليم الأساسي وإكمالهم له في لبنان.

وكانت النساء المشاركات في التدريب أمهات أطفال ملتحقين في مدرستين جديدتين لليونسكو تم افتتاحهما في كانون الثاني/يناير.

الفكرة هي أن الأمهات اللواتي حصلن على الدعم النفسي وعلى الأدوات اللازمة للتعامل مع الإجهاد والضغوط سيتمكنّ من التعامل مع أطفالهن بشكل أفضل على المستوى العاطفي.

وقالت السيدة ميسون شهاب منسّقة برنامج التعليم الأساسي "إن اليونسكو قيّمت احتياجات المجتمع السوري المتعلقة بالمدارس في العام 2018 ولاحظت أن الأمهات السوريات يواجهن العديد من التحديات ويعانين من إجهاد شديد".

 الوصول إلى الرعاية الصحية العقلية والدعم النفسي والاجتماعي محدود للغاية في مجتمعات اللاجئين السوريين. وفي الإجمال، إن القطاع الخاص في لبنان هو من يوفر خدمات الرعاية الصحية والعقلية أساسًا ما يعني أن الأفراد ذوي الدخل المتوسط لا يمكنهم تحمل كلفة هذه الخدمات

 لقد أجرى المدرب في علم النفس الإيجابي، السيد ميلاد حدشيتي، حلقة التدريب في قاعة صف في مدرسة اليونسكو في مكسة.

وبدأ الحصة بطرح الأسئلة على النساء المشاركات بهدف تحديد ما يسبب لهن الإجهاد وتحديد الطرق السلبية التي يلجأن إليها ليتغلبن على وضعهن.

وشرح السيد حدشيتي للحضور ما يلي "ربما لن أستطيع أن أغير وضعكنّ لكنني على الأقل أستطيع أن أعلمكن كيف تتكيفن معه".

لقد سبق للسيد حدشيتي أن عمل مع اللاجئين قبل استخدام تقنيات التدخل في علم النفس الإيجابي. وشرح للنساء في حلقة التدريب عن تقنيات التكيّف التي تشمل تخصيص الوقت للتنزه في الطبيعة وللتحدث مع حافظ أسرار.

كما سلط الضوء على أهمية تقنية الوعي التام وهي تقنية لم تسمع بها معظم النساء من قبل.

وقال السيد حدشيتي إن "الطريقة الأسهل للتخلص من الإجهاد هي التنفس".

وفي أحد الأنشطة، عرض على الأمهات كيفية التركيز على تنفسهن للحد من تسارع أفكارهن ولتخفيف نبضات القلب كما علمهنّ عدم القلق حول الأمور التي لم تحصل بعد.

وبحسب ما قاله السيد حدشيتي ، تسمح هذه الاستراتيجية للمشاركات بقبول واقع أن الصدمات والصعاب يمكن أن تؤدي إلى نموّهنّ.

فمثلًا، قال حدشيتي أن بعض النساء المشاركات في حلقة التدريب أدركن أن تحدّيات تأمين المعيشة تعكس قدراتهم الإدارية ما غيّر نظرتهن إلى قدرتهن على تأمين المعيشة في المستقبل.

وأضاف السيد حدشيتي إن "المقاربة المستخدمة تركز على نقاط قوة المشاركات وعلى ما تعلمنه وعلى كيفية تخطيهنّ للصدمات التي واجهنها. وهذا يغير نظرتهن إلى الصدمات".

"قلّما تجد النساء الفرصة للتعبير عن هذه المشاعر. ويعود ذلك إلى ثقافتهن وتربيتهن. ويشعرن بالوحدة وبأن ما من أحد يشاركنه قصتهن وبأنهن لا يحظين بالدعم. لذلك، نحن نوفر لهنّ نصائح عملية وسهلة لها وقع إيجابي عليهنّ. فمدت حلقة التدريب هذه النساء بالأمل."

وقالت آية خوري (الاسم مستعار لحماية هويتها) ما يلي"لم أشارك أحدًا هذه الهموم من قبل ولم أكن أعرف أن التنفس يمكن أن يساعدني على الشعور بالتحسّن."

وأضافت السيدة حمزة التالي "سنجرب أمورًا جديدة فما من خيار أفضل. أنكتفي بالتطلع إلى المستقبل والتحلي بالأمل؟"