<
 
 
 
 
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 11:04:53 Sep 04, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات

تُعتبر الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات أنشطة اعتيادية تنتظم حولها حياة المجموعات والجماعات، ويشارك فيها كثير من أعضائها ويعتبرونها مهمة. وتستند أهميتها إلى أنها تؤكد بالنسبة إلى ممارسيها هوية الجماعة أو المجتمع، وهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمناسبات هامة، سواء مورست على المستوى العام أو الخاص. ويمكن للممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات أن تساعد على تحديد فصول السنة أو مُجريات التقويم الزراعي أو مراحل حياة الإنسان الفرد. وهي تتصل اتصالاً وثيقاً بتصور الجماعة عن العالم وفهمها لتاريخها وذاكرتها. وتتراوح هذه الممارسات بين التجمعات الصغيرة والاحتفالات الاجتماعية والمناسبات التذكارية الكبرى. ولكل من هذه المجالات الفرعية حيزه الشاسع الواسع غير أن هناك كذلك الكثير من التداخل فيما بينها.

مهرجان بينش للمزيد من المعلومات بشأن العنصر
©  Musée International du Carnaval et du Masque de Binche

وكثيراً ما تجري الطقوس والاحتفالات في أوقات محددة وأماكن خاصة لتذكَّر المجموعة بجوانب من تصورها للعالم ومن تاريخها. وقد يقتصر السماح بحضور الطقوس في بعض الحالات على أفراد معينين من الجماعة المعنية. من ذلك مثلاً طقوس البلوغ ومراسم الدفن. إلا أن بعض الاحتفالات تشكل جزءاً أساسياً من الحياة العامة وهي مفتوحة أمام جميع أعضاء المجتمع؛ فالكرنفالات واحتفالات رأس السنة وبداية الربيع ونهاية موسم الحصاد كلها مناسبات شاملة للجميع ومشتركة يُحتفل بها في جميع أنحاء العالم.

وتحدد الممارسات الاجتماعية معالم الحياة اليومية ويعرفها جميع أعضاء الجماعة حتى لو لم يشارك فيها الجميع. وتولي اتفاقية عام ٢٠٠٣ الأولوية للممارسات الاجتماعية المميزة التي لها أهمية خاصة في الجماعة والتي تساعد على تعزيز الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها من الماضي إلى الحاضر. وعلى سبيل المثال، لا تتخذ مراسم الترحيب طابعاً رسمياً في كثير من الجماعات، في حين يتم العمل بدقة على إعدادها وتنظيم شعائرها في جماعات أخرى فتكون علامة من علامات هوية مجتمعها. وعلى نحو مماثل، قد تتراوح ممارسات منح الهدايا وتلقيها بين الأحداث العادية والترتيبات الرسمية التي تحمل دلالات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية مهمة. وتتنوع أشكال الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات تنوعاً مذهلاً: فمنها شعائر الصلاة؛ ومراسم البلوغ؛ وطقوس الولادة والأعراس والجنازات؛ وقَسم الولاء؛ والنظم القانونية التقليدية؛ والألعاب والرياضة التقليدية؛ والقرابة وطقوس القرابة؛ وأنماط المستوطنات؛ والتقاليد المطبخية؛ والأعياد الموسمية؛ والممارسات التي تقتصر على الرجال أو على النساء؛ وممارسات صيد الحيوانات والأسماك والقطاف؛ وكثير غيرها. كما تشمل مجموعة متنوعة من أشكال التعبير والعناصر المادية: الإشارات والكلمات الخاصة، والإلقاء، والأغاني أو الرقصات، والأزياء الخاصة، والمواكب، والأضاحي، والأطعمة الخاصة.

الطقوس الملكية السلفية في مزار جونغميو والموسيقى المصاحبة لها للمزيد من المعلومات بشأن العنصر
©  Cultural Properties Administration

وتتأثر الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات تأثراً قوياً بالتغيرات التي تتعرض لها الجماعات في المجتمعات الحديثة، لأنها شديدة الاعتماد على المشاركة الواسعة للممارسين وغيرهم في الجماعات نفسها. فعمليات من قبيل الهجرة وازدياد النزعة الفردية وتعميم التعليم النظامي وتزايد تأثير الديانات العالمية الكبرى وغير ذلك من آثار العولمة، كلها تترك أثراً واضحاً على هذه الممارسات.

ويمكن للهجرة، وخصوصاً هجرة الشباب، أن تُبعد ممارسي أشكال التراث الثقافي غير المادي عن جماعاتهم وأن تُعرض للخطر بعض الممارسات الثقافية. إلا أن الممارسات الاجتماعية والطقوس والاحتفالات يمكنها في الوقت نفسه أن تصبح مناسبات خاصة تعيد الناس إلى موطنهم للاحتفال مع الأسرة والجماعة فتؤكد بذلك هويتهم وصلتهم بتقاليد الجماعة.

طقس شفاء مرتبط برقصة المداواة فيمبوزا
طقس شفاء مرتبط برقصة المداواة فيمبوزا للمزيد من المعلومات بشأن العنصر
© Francois-Xavier Freland/UNESCO

وترى العديد من الجماعات أن السياح يشاركون بصورة متزايدة في احتفالاتها، وصحيح أن السياحة قد يكون لها جوانب إيجابية إلا إن الاحتفالات كثيراً ما تتضرر منها على غرار ما يحدث لفنون أداء العروض التقليدية. كما أن استمرارية الممارسات الاجتماعية والطقوس، وخصوصاً الاحتفالات، يمكن أن ترتهن إلى حدٍّ كبير بالأحوال الاجتماعية الاقتصادية العامة. فالتحضيرات وإنتاج الأزياء والأقنعة والاهتمام بالمشاركين كثيراً ما يعني تكبد نفقات باهظة، ويمكن ألا يكون ذلك ممكناً في أوقات الأزمات الاقتصادية.

وكثيراً ما يتطلب ضمان استمرارية الممارسات الاجتماعية أو الطقوس أو الاحتفالات تعبئة أعداد كبيرة من الأشخاص ومؤسسات المجتمع وآلياته الاجتماعية والسياسية والقانونية. وفي حين أن مراعاة الممارسات العرفية يمكن أن تقصر المشاركة على مجموعات معينة، فقد يكون أيضاً من المحبذ تشجيع مشاركة الجمهور على أوسع نطاق ممكن. وفي بعض الحالات، ينبغي اتخاذ تدابير قانونية ورسمية لضمان حق الجماعات في الدخول إلى أماكنها المقدسة والوصول إلى قطعها الأساسية أو مواردها الطبيعية اللازمة، لأداء ممارساتها الاجتماعية وطقوسها واحتفالاتها.

Top