التراث الشفهي لشعب زابارا ومظاهر التعبير الثقافيّ المرتبطة به
مسجل في 2008 (3.COM) على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (أعلنت أصلاً في 2001)
يعيش شعب زابارا في جزء من غابة الأمازون يمتد بين الإكوادور وبيرو. وتكاثر هذا الشعب في إحدى أكثر مناطق العالم تنوّعاً من حيث الطبيعة الحيويّة وهو آخر ممثل عن مجموعة اثنيّة لغويّة ضمّت طائفةً من القوميّات قبل الغزو الاسباني. وفي قلب الأمازون، قامت الشعوب بتطوير ثقافة شفهيّة غنيّة تُجسّد فهمها للبيئة الطبيعيّة. ويتجلّى هذا في وفرة المصطلحات المعبّرة عن الحياة النباتيّة والحيوانيّة والممارسات الطبيّة والإلمام بأعشاب الغابة الطبيّة. ويتجّلى هذا التراث الثقافي من خلال أساطير وطقوس وممارسات فنيّة ولغة. واللغة هي التي تكتنز المعرفة التقليديّة والتقليد الشفهي وتُشكّل ذاكرة الشعب والمنطقة.
وحيث توالت على شعوب زابارا حقبات الغزو الاسباني والاضطهاد والأمراض والفتوحات والحروب والتصحّر مدّة أربعة قرون، شارف هذا الشعب على الانقراض. وعلى الرغم من هذه المخاطر المتعددة، تمكّن هذا الشعب من المحافظة على معارف الأسلاف. وشكّل التزاوج مع شعوب مستيزوسMestizos وغيرهم من السكان الأصليين (كيشوا Quechua) ركناً أساسياً لتمكين الشعب من البقاء. ولكنّ هذا الانتشار أدّى إلى خسارة هذا الشعب جزءاً من هويّته.
يواجه شعب زابارا ظرفاً حسّاساً يتعرّض فيه لخطر الانقراض. عام 2001، لم يكن يعدّ أكثر من 300 نسمة (200 في الإكوادور و100في بيرو) ينطق خمسة فقط منها بلغة زابارا في حين يتعدّى سنّ الآخرين 70 سنة.