<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 02:47:45 Nov 19, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

مدارس اليونسكو تبث الأمل في نفوس اللاجئين السوريين في لبنان

24 تشرين اﻷول (أكتوبر) 2019

لاذت أسماء الأحمد بالفرار من النزاع في الجمهورية العربية السورية ولجأت إلى محافظة البقاع في لبنان حيث أقامت الفتاة، ذات الـ 16 ربيعاً، في مخيم للاجئين في قرية سعد نايل وحرمت من التعليم لمدة عامين. وفي العام الماضي، أُتيحت لها الفرصة لاستئناف تعليمها في إحدى مدارس المرحلة الإعدادية التي أنشأتها اليونسكو لتوفير برامج التعليم التكميلي والدعم التربوي للشباب السوريين النازحين.

تقول أسماء: "لقد بثّ الالتحاق بهذه المدرسة الأمل في نفسي". "بث في نفسي الأمل ببناء مستقبل أفضل وحياة ناجحة، والأمل في أن أحقق حلمي ذات يوم وأن أصبح مهندسة."

أدت الحرب السورية إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان في المنطقة وفي العالم أجمع، الأمر الذي ولّد ضغوطاً كبيرة على القطاعات الاجتماعية الحيوية في البلدان المضيفة، ولا سيما في مجال التربية والتعليم. وعلى سبيل المثال، استقبل لبنان وحده ما يقرب من 1.1 مليون لاجئ، منهم 483 ألف لاجئ في سن الدراسة (بين 3 و 18 عاماً). تولّد مثل هذه الظروف حاجة قصوى لبناء القدرات الكفيلة بإيجاد بيئات تعليمية شاملة وسلمية لاحتواء الأطفال السوريين، وإشعارهم بوجودهم وتشجيعهم على الاندماج والتسجيل في المدارس. لا ريب في أنّ هذه السنوات تمثل مرحلة حاسمة للطلاب الذين فقدوا منازلهم وأحلامهم في آن معاً. وتقدّر الأمم المتحدة أنّ 3٪ فقط من اللاجئين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً يتسنى لهم إتمام دراستهم الثانوية.

وتقول أسماء: "كل ما أتمناه هو أن يلتحق عدد أكبر من اللاجئين السوريين في هذه المدرسة، كي لا يحرموا من حقهم في التعليم."

يوفر مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (المملكة العربية السعودية)، مسارات تعليمية مبتكرة ومتنوعة للأطفال والشباب السوريين في لبنان كي يمنح للشبان والشابات، خلال هذه السنوات الحاسمة من مسيرتهم التعليمية، الأمل بحياة أفضل والحصول على فرص عمل.

تعزيز فرص تعلم الأطفال السوريين اللاجئين

يستهدف مشروع "دعم إكمال التعليم الأساسي للاجئين السوريين في لبنان" أكثر من 8200 طالب لاجئ ويهدف إلى تعزيز فرص التعلم وضمان استبقاء الطلاب السوريين المعرضين للخطر في لبنان، وخاصة في مدارس المرحلتين الإعدادية والثانوية. يندرج هذا المشروع في عداد المبادرات المعنية بتعليم السوريين في لبنان، ويسعى إلى سد الفجوة القائمة في هذا الصدد واستكمال الجهود التي بذلت مؤخراً.

تمكّن مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبالتعاون مع مؤسسة كياني اللبنانية غير الحكومية من تدشين "مدارس اليونسكو الإعدادية لدعم تعليم اللاجئين السوريين في لبنان" في قريتي سعدنايل ومكسي، في محافظة البقاع. تنفذ المدارس "برنامج التعليم التكميلي والدعم التربوي" لصالح الأطفال المعرضين لخطر الانقطاع عن الدراسة، الأمر الذي يتيح لهم فرصة العودة إلى المدارس والالتحاق بفصولهم الدراسية كل وفق سنه، وتحسين قدرتهم على مواصلة التعليم.

وقالت أسماء في هذا الصدد: "أدركت عندما عدت للدراسة، بعد انقطاع عامين، أن مستواي التعليمي كان منخفضاً للغاية". لكنني كنت مصممة على النجاح. وفي غضون بضعة أشهر، انتقلت من الصف الأول إلى الصف الخامس. أحب هذه المدرسة لأنها تقدم لنا إلى جانب الدروس العادية، الفرصة للقيام بمجموعة متنوعة من الأنشطة اللامنهجية. توفر لنا هذه المدرسة كل شيء: الكتب، والقرطاسية، والحقائب المدرسية، وحتى وجبات الطعام."

بالإضافة إلى ما سلف ذكره، قام مكتب اليونسكو في بيروت بتدريب المعلمين وموظفي المدارس الإداريين على تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للطلاب المتأثرين بالأزمة، وذلك استعانةً بمواد مبتكرة من إعداده على غرار "رزمة المعلم: الدعم النفسي الاجتماعي والتعلم في ظروف الأزمات".

وتقول نهاد الخولي وهي معلمة في إحدى مدارس اليونسكو في قرية مكسي: "إننا نتعامل مع أطفال جاؤوا إلينا وقد فقدوا كل ما كانوا يملكون: منازلهم وبيئتهم المدرسية وأسرهم. وقد ولّدت لديهم هذ التجربة مشاكل نفسية خطيرة، وينبغي علينا إدراك وضعهم الحساس عند تدريسهم. ومن هذا المنطلق، يتيح لنا التدريب الذي تقدمه اليونسكو تعلّم كيفية التعامل مع مثل هؤلاء الطلبة وضمان حسن حالهم."

وتقول سمر الجمرك، التي فرت من حمص في عام 2012 وتعمل اليوم كمعلمة في مدرسة قرية المكسي، إن مدارس اليونسكو تضطلع بدور فعال في جذب الطلاب وإعادتهم إلى المسار الصحيح. "هناك روابط مشتركة بين الطلبة ومعلميهم الذين يدركون حالتهم ويتعاطفون معهم، فإنهم ينتمون إلى نفس المجتمع. ويمتلك المعلمون القدرة على فهم الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلبة لأنهم خاضوا نفس التجربة الإنسانية التي مروا بها وشربوا من نفس كأس النزوح والحرب التي شرب منها طلبتهم."

برنامج الدعم المهني للنساء اللاجئات

بالإضافة إلى توفير التعليم للأطفال، يقدم المشروع أيضاً برنامج دعم مهني يهدف إلى تمكين أكثر من 2000 لاجئة سورية وفلسطينية، إذ يقدم لهنّ التدريب المناسب لاكتساب المهارات اللازمة لزيادة دخل الأسرة، وتعزيز رفاههم وزيادة عدد الأطفال العائدين إلى المدرسة. تركز الدورات التدريبية على تقديم دورات قصيرة الأجل للتدريب المهني في مجالات الخياطة والتطريز والحياكة وتصفيف الشعر والطبخ والتسويق وتكنولوجيا المعلومات. ويقدم المشروع جلسات للدعم النفسي الاجتماعي لبناء قدرة اللاجئات ومساعدتهن على مواجهة الأزمات.

كما يوفر المشروع دروساً لتعويض الأطفال السوريين والفلسطينيين من اللاجئين عما فاتهم في النظام التعليمي ومساعدتهم في إتمام الواجبات المدرسية. وتنظم هذه الدروس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان. خلال العام الأكاديمي 2019-2020، ستقوم اليونسكو بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، بإعداد محتوى تعليمي وطني عاجل لتقديم الدعم أثناء إعداد الواجبات المنزلية وتعزيز تعلم الأطفال المعرضين للخطر وتمكينهم من إكمال تعليمهم الأساسي.

تسعى اليونسكو وشركاؤها من خلال مشروع "دعم إكمال التعليم الأساسي للاجئين السوريين في لبنان"، ليس فقط إلى توفير التعليم للأطفال اللاجئين السوريين، وإنّما أيضاً إلى بث الأمل في نفوسهم لإنقاذ جيل كامل من السوريين.

يمكنكم الحصول على معلومات أوفى بشأن المشروع من خلال الرابط التالي:

https://ar.unesco.org/fieldoffice/beirut/basic_education_syr...