<
 
 
 
 
×
>
You are viewing an archived web page, collected at the request of United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) using Archive-It. This page was captured on 01:45:09 Nov 19, 2019, and is part of the UNESCO collection. The information on this web page may be out of date. See All versions of this archived page.
Loading media information hide

بناء السلام في عقول الرجال والنساء

الاجتماع العالمي لوزراء التعليم والمسؤولين عن الجامعات يمهد الطريق أمام المزيد من الإدماج والحراك في التعليم العالي

13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

if_ed-forum.jpg

© UNESCO

يجتمع للمرة الأولى في تاريخ اليونسكو وزراء التعليم والمسؤولون عن الجامعات لكي يُعدوا تدابير دولية ترمي إلى النهوض بالإدماج والحراك في التعليم العالي.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في أثناء افتتاحها الاجتماع "هناك دور لتعددية الأطراف ولليونسكو بوجه خاص".

واجتمع أكثر من 100 وزير و100 ممثل عن الجامعات المشاركة في برنامج اليونسكو للكراسي الجامعية في مقر اليونسكو في 13 تشرين الثاني/نوفمبر إبّان انعقاد دورة المؤتمر العام لليونسكو في باريس؛ ودرسوا السبل التي تمكِّن الحكومات ومؤسسات التعليم العالي من العمل معاً من أجل التصدي للتحديات الملحّة المتمثلة في إنشاء حرم جامعي عالمي يتمتع بقدر أكبر من الشمولية ويمكنه التعامل مع أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم العالي التي تتزايد بسرعة، ومع حراك الطلاب المتنامي، وفكروا أيضاً بطرق تخوّل قطاع التعليم العالي العالمي التغلب على أوجه عدم المساواة المتزايدة وإدماج المجموعات المهمشة.

وعلقت مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، استيفانيا جانيني، قائلة: "نحتاج إلى العمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال التعليم العالي، وتدعيم عملية تشاطر المعارف، والتبادل والحراك الأكاديميين، وإنشاء حرم جامعي عالمي يتسم بالإنصاف والشفافية والإدماج، ويقدم فرصاً جيدة وشاملة للتعلم مدى الحياة للجميع".

وقالت تينا بودري-ميلور، وزيرة التعليم المتقدم في مقاطعة ساسكاتشيوان، في مجلس وزراء التعليم في كندا: "تتمثل إحدى الصعوبات التي نواجهها في التعليم في جعل عملية الحصول على المؤهلات في متناول الجميع".

مشهد يتغير بسرعة

يتغير المشهد العالمي للتعليم العالي بسرعة حيث يطغى عليه الطابع الدولي أكثر فأكثر وتتنوع المؤسسات التي تقدمه وتتجدد أساليب التعليم. ويوجد حالياً قرابة 220 مليون طالب ملتحقين بالتعليم العالي على صعيد العالم، أي ما يعادل ضعف عددهم قبل عشر سنوات، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد، ولا سيما في أفريقيا.

بيد أن زيادة أعداد الملتحقين بالتعليم العالي لا تعتبر مؤشراً دقيقاً للتقدم المحرز في تحقيق هدف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 المتفق عليه والمتمثل في ضمان النظم التعليمية "عدم ترك أحد خلف الركب"، وتوفير تعليم عالٍ منصفٍ وجيد وميسور التكاليف؛ وتواجه المؤسسات التعليمية صعوبات في توفير التعليم الجيد لجمهور الطلاب المتنوع على نحو متزايد، بمن فيهم المتعلمون غير التقليديين والفئات المحرومة مثل المهاجرين واللاجئين والشعوب الأصلية.

وقال أنور حوراني، اللاجئ السوري في النرويج: "فتح جواز المؤهلات أمامي الأبواب، فقد هربت من الحرب السورية إلى اليونان، ثم تسلمت وثيقة الاعتراف بمؤهلاتي، مما خولني متابعة دراستي في النرويج".

زيادة الحراك بين صفوف الطلاب

زيادة حراك الطلاب، مما أفضى إلى الظهور التدريجي لحرم جامعي عالمي يضم الدارسين والكليات والباحثين. وشهد العقد الذي سبق عام 2011، زيادة في عدد الطلاب الذين اختاروا الدراسة في الخارج بمقدارٍ أكثر من الضعف، إذ وصل عددهم إلى 4.3 مليون طالب، حيث يُقدر بتحفظ تضاعف عددهم مرة أخرى حتى عام 2025.

وتقول إزلين نيبه، وزيرة البحوث والتعليم العالي في النرويج: "ينبغي أن يصبح حراك الطلاب القاعدة وليس الاستثناء، ومن واجبنا أن نيسر عملية الاعتراف بالمؤهلات عبر الحدود".

ومع ذلك، لا يزال العديد من الطلاب يواجهون عقبات في الاعتراف بمؤهلاتهم لدى عودتهم إلى بلدهم الأصلي أو عند انتقالهم إلى بلد جديد، ويمثل عدم الاعتراف بالمؤهلات عقبة كبرى أمام متابعة الطلاب دراستهم أو إيجادهم عملاً. واليوم، لا يدرس أكثر من نصف الطلاب الأجانب خارج بلدهم الأصلي وحسب، وإنما يدرسون في قارة أو منطقة أخرى.

وقال فيرناندو ريمرز، أستاذ التعليم الدولي في جامعة هارفرد (الولايات المتحدة الأمريكية)، وعضو في لجنة إعداد تقرير اليونسكو عن مستقبل التربية والتعليم: "تتسبب العوائق الهيكلية الموجودة في العديد من مؤسسات التعليم العالي، في حصر التعليم الجامعي في الفئات الاجتماعية التي تتمتع بامتيازات"، وأضاف: "تقتضي مواجهة التحدي الذي يفرضه الإدماج، توسيع إمكانية الانتفاع بالتعليم العالي في الكثير من الأماكن".

وتقوم اليونسكو، بغية التصدي لهذه التحديات الجديدة، بالتحضير لاعتماد الاتفاقية العالمية للاعتراف بمؤهلات التعليم العالي خلال الدورة الحالية للمؤتمر العام المنعقدة حتى 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وترمي الاتفاقية الجديدة إلى تيسير حراك الطلاب والنهوض بالانتفاع بالتعليم العالي في مختلف المناطق والقارات.

وأضافت السيدة أزولاي قائلة: "إن الاتفاقية العالمية للاعتراف بمؤهلات التعليم العالي ستكون دليلاً دامغاً على أن تعددية الأطراف هي النظام الأنسب للعالم المترابط الذي نعيش فيه، على الرغم من الانتقادات التي تتعرض لها".

وأطلقت اليونسكو أيضاً جواز المؤهلات بغية تيسير انتقال اللاجئين من ذوي المؤهلات، ويجري اختبار جواز المؤهلات حالياً في زامبيا.

وقالت السيدة أزولاي في هذا الصدد: "يمكن أن يضطلع جواز المؤهلات بدور رئيسي في اندماج اللاجئين من خلال الاعتراف بالدراسات التي أتمّوها في بلدهم الأصلي".

ومن جانبه، قال وزير التعليم العالي في زامبيا: "نحن نفخر بتجريب جواز المؤهلات للاجئين، ونعمل مع اليونسكو من أجل التأكد من أن الدارسين من اللاجئين يحظون بفرصة لمواصلة دراستهم وعملهم".

وتسعى اليونسكو من خلال الجمع بين راسمي السياسات والجامعات في هذا الاجتماع غير المسبوق إلى تعزيز الإرادة السياسية والتعاون الدولي والقدرات في مجال التعليم العالي بغية تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتوضيح القيمة المضافة للاتفاقية العالمية في تيسير هذه العملية.