الفضاء الثقافي والثقافة الشفهية لجماعة السميسكي
الاتحاد الروسي ◈
مسجل في 2008 (3.COM) على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (أعلنت أصلاً في 2001)
تتكوّن مجموعات سميسكي الشعبيّة من مجموعة معروفة “بالمؤمنين القدامى” وهي مجموعة طائفيّة ولدت أيام تأسيس الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة في القرن السابع عشر. ويُعرف تاريخها بالقمع والهجرة. وفي خلال حكم الملكة كاثرين الكبرى، اضطر عدد من المؤمنين في “النظام القديم” إلى الانتقال من مناطق روسيّة عدّة إلى منطقة ترانسبايكال Transbaikal في سيبيريا حيث ما زالوا يقيمون. وفي هذه المنطقة النائية، حافظوا على عناصر من ثقافتهم، مشكّلين هوية جماعية منفصلة.
ويمثل مجال سميسكي الثقافيّ الواقع شرق بحيرة بايكال أحد مخلّفات التعابير الثقافيّة من روسيا ما قبل القرن السابع عشر. وتقوم المجموعة كاملةً على حوالى 200.000 شخص وهي تنطق بلغة من روسيا الجنوبيّة هي مزيج من اللغة البيلوروسيّة والأوكرانيّة وبوريات. ولا يزال تقليد سميسكي قائماً في الطقوس الأرثوذكسيّة القديمة وهو يُجسّد النشاطات اليوميّة المبنيّة على عبادة الأسرة إلى جانب تقاليد أخلاقيّة متينة. ويُقصد بتعبير سميسكي “هؤلاء الذين يعيشون مع بعضهم كأسرة”. كما تتميّز سميسكي بزيّها التقليدي وحرفها ومنازلها ورسومها وزخارفها وطعامها كما موسيقاها. وتجدر الإشارة إلى الكوارس المتعددة الأصوات التي تُؤدي أغانٍ تقليديّة في الاحتفالات العائليّة والمهرجانات الشعبيّة. وتُعرف هذه الأغاني بغناء “التشدّق” وهي متجذّرة في موسيقى القرون الوسطى الليتورجيّة الروسيّة.
وحيث تعرّضت المجموعات الشعبيّة للتهميش حتّى نهاية الحقبة السوفياتية، اضطرّت إلى التكيف مع التحوّلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والإذعان لضغوط التكنولوجيا الحديثة التي تميل إلى تنميط عدد من عناصر هذه الثقافة. وتواجه أسرة “المؤمنون القدامى” التي تؤدي دور الوصي على التقاليد، تراجعاً مستمراً. ولكنّ الرغبة الفعليّة في حماية هذا التراث يُعبّر عنها من خلال مبادرات متعددة، خصوصاً إنشاء مركز سميسكي الثقافي في قرية تربغتاي Tarbagatay.