مهرجان "غانغنونغ دانوجي"
مسجل في 2008 (3.COM) على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية (أعلنت أصلاً في 2005)
يُحتفل بمهرجان غانغنونغ دانوي السنوي في قرية غانغ نيونغ وضواحيها، شرقي سلسلة جبال تاي بايك على شبه الجزيرة الكورية. ويتضمن هذا المهرجان أحد الطقوس الشمانية الذي يتم إحياؤه على قمة مرتفعات دايغ والي يونغ، إكراماً لإله الجبل والآلهة الحارسة. وتتخلله أيضاً الموسيقى التقليدية والأغاني الفلكلورية ااتي يطلق عليها إسم أغاني الـ “أودوكديدجي” Odokddegi، ومسرحية الـ “غوانو” المقنّعة، والشعر السردي الشفوي والأنشطة الترفيهية الشعبية المختلفة. وحالياً، تُعتبر سوق نانجانغ، وهي أكبر سوق في الهواء الطلق في كوريا، عنصراً أساسياً في هذا المهرجان، حيث تباع المنتجات المحلية والحرف اليدوية ويُنظّم العديد من المباريات والألعاب وعروض السيرك.
يستهلّ هذا المهرجان الذي يدوم أربعة أسابيع بتحضير مشروب روحي مقدّس وبالطقوس الشمانية أو طقوس الـ “دانو” التي تتمحور حول شجرة السينموك المقدسة وما يعرف بالـ “هواغايي”، وهو تحفة مقدسة مصنوعة من الريش والأجراس وقضيب الخيزران. ولعلّ أبرز ما يميّز هذا المهرجان هو التعايش بين الطقوس الكونفوشيوسية والشمانية والبوذية. ويسود اعتقاد شعبي بأنّ هذه الطقوس المكرّسة للآلهة أسهمت في إبقاء المنطقة بمنأى عن الكوارث الطبيعية، والسماح لسكانها بالتنعّم بالسلام والازدهار. ويستقطب هذا المهرجان، في كلّ سنة، حشوداً غفورة من الزوّار الذين يحضرون العروض الشعائرية المختلفة ويشاركون بفعالية في الأنشطة العديدة كصناعة المراوح الخاصة بمهرجان دانوي وتحضير المشروب الروحي المقدّس، وتصميم الأقنعة الخاصة بمسرحية “غوانو” المقنّعة وتحضير رقائق الأرز (أو الـ “سوريتشيوي”) وتذوقها وغسل شعرهم في مياه السوسن.
يحظى مهرجان غانغنونغ دانوي بشعبية واسعة. إلاّ أنّ التنميط الثقافي والتغطية الإعلامية المتزايدة على مرّ السنين تسبّبا بخسارة بعض العناصر التقليدية للمهرجان الذي أسهم، ضمن سياقه التقليدي، في تخطي الفروقات الإجتماعية، مستقطباً بذلك مجمل شرائح المجتمع بدون استثناء.
